قوافل دعوية تهدف إلى القضاء على الفكر المتشدد
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

وكيل شيخ الأزهر عباس شومان لـ"العرب اليوم":

قوافل دعوية تهدف إلى القضاء على الفكر المتشدد

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - قوافل دعوية تهدف إلى القضاء على الفكر المتشدد

الدكتور عباس شومان
القاهرة ـ علي رجب

أكد وكيل شيخ الأزهر الدكتور عباس شومان، أن المشاحنات والاشتباكات التي حدثت في ذكرى انتصار أكتوبر، وما سبقها وما سيليها خلال الفترة المقبلة، ليست دفاعًا عن الوطن، وإنما لفقد الانتماء، وعدم حب الوطن والخوف على مصالحه والنهوض به اقتصاديًا.
وأكد شومان، أنه "كان ينتظر يوم إحياء الذكرى الأربعين من نصر أكتوبر لاستحضار مشاهد النصر العظيم، ورؤية وجوه من بقي من الأبطال الذين أعادوا بمدد من الله لنا الكرامة والعزة، وتهزّ قلوبنا الكلمات الوطنية التي أبدعها المصريون في ساعات عدة ، ولا تزال إلى الآن تهز القلوب، وجلست على غير عادة، لمتابعة ذكريات الملحمة، على أمل أن أرى بطلاً جديدًا يحكي لنا سرًا لم يُكشف عنه من قبل من أسرار النصر العظيم، فرأيت الفاجعة والدماء الجديدة التي تسيل ليست على أرض سيناء، ولكن في شوارع القاهرة والمحافظات، وليست بأيدي الأعداء، ولكن القاتل والمقتول من أبناء الوطن".
ووجه وكيل شيخ الأزهر، التحية إلى جيش مصر في ذكري حرب أكتوبر، وشدد على أن "الجيش المصري هو الذي أعاد إلى مصر العزّة والكرامة والأرض بفضل الله في السادس من أكتوبر، قبل أربعين عامًا"، مطالبًا الدولة بأن "تنظر بعين الرعاية لأبطال النصر من بقي منهم على قيد الحياة"، مضيفًا "إن كان أبطال النصر قد فارقوا حياتنا، فالنظر إلى من تركوا من الولد والأحفاد بالتقدير اللائق هو أقل ما يجب".
وشدد الدكتور عباس، على أن "الأزهر منذ أكثر من 1000 عام، وهو ينشر الفكر الوسطي المعتدل الذي لا شطط فيه, وليست له خطط جديدة لأن منهجه قديم ومنذ أُنشئ الأزهر، وهو يقوم علي أداء رسالتين وهما، رسالة محلية تعتمد على نشر الفكر الوسطي بين عموم المصريين, والعمل على أن يكون الأزهر بيتًا للجميع، على اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم أيضًا, فبيت العائلة يجمع الفصائل الإسلامية كافة والأقباط والعلمانيين والسياسيين, ورسالة عالمية وهو أنه يعني بمشاكل وأمور أهل السنة والجماعة، حيث وجدوا من المسلمين في شتي ربوع العالم, فيرعي مصالحهم ويعمل على تثقيفهم ونشر العلم الشرعي في ربوع الأرض كلها، من دون التدخل في مشاكل الدول, فخطط الأزهر ومنهجه هو قديم ومستمر، ولكن يحدث فيه تطوير ومراجعة لأدائه ليناسب مستجدات العصر, فقديمًا كانت الدراسة في الجامع الأزهر ثم أصبحت هناك جامعة تشمل الكليات جميعها".
وبشأن دور القوافل الدعوية في نشر الفكر الوسطي، رأى شومان، أن "مصر في ظل ما تعيشيه من أحداث وتغيّرات كثيرة خرجت بالناس عن الطريق السوي, فرأى الأزهر ضرورة إطلاق القوافل الدعوية لتنشيط هذا الدور, فأعلن منذ 4 أشهر انطلاق القوافل الدعوية لعلماء الأزهر الشريف, واختير العلماء المتميزين في المجال الدعوي, ورُوعي فيهم الالتزام بالمنهج الأزهري فكرًا واعتقادًا وسلوكًا, وألا يكون لهم أية انتماءات سياسية أو حزبية, فهدف هذه القوافل ليس خدمة حاكم الدولة أيًا كان, وإنما لتُرسي قواعد الأمن والاستقرار فقط"، مؤكدًا أن "الهدف الأساسي من القوافل الدعوية هو محاربة الانفلات الفكري، وهي لا تتضامن مع فريق ضد فريق، وإنما تقاوم الخطأ بدءًا من التعريف بحقوق الأقباط وحرمة الاعتداء على الكنائس، وهذا ما ركزت عليه القوافل الآن, ولذلك فمن باب أولى الحفاظ على دماء المسلمين, فالأزهر يحرص دائمًا أن ينأي بذاته عن السياسة, ويري دوره بعيدًا عنها حتى وإن حاول الناس الزجّ به, ولكنه يتفاعل مع الشأن السياسي تفاعلاً شرعيًا, فيُحرِّم القتل والإرهاب والظلم والاعتداء".
وعن ملف التعليم، أكد وكيل الأزهر الشريف، أنه من أهم الملفات التي بدأ العمل فيها خلال هذه المرحلة، وأن المرحلة المقبلة في التعليم الأزهري لا مكان فيها للإهمال أو التقصير، وأن الأزهر يمر بمرحلة استثنائية في تاريخه تحتاج من الجميع إلى الاجتهاد في العمل، حتى تعود إلى العملية التعليمية في الأزهر مكانتها، وأن الاهتمام يأتي لتطوير العملية التعليمية والمراقبة في المعاهد الأزهرية الخاصة، وما قبل التعليم الأزهري، على أساس أنه البنية الأساسية لتكوين الشخصية الأزهرية التي تتولى الدعوة والتدريس، فإذا أُحسن تدريب الطالب في مرحلة المدرسة يكون أيسر بكثير من الجامعة، فهذا الملف هو ما بدأت به لمناسبة قرب بداية العام الدراسي, ومحاولة الاستعدادات والتجهيزات للمعاهد لتكون جاهزة لاستقبال التلاميذ، واستكمال ما ينقصها، وأن تشكيل لجنة من الخبراء وهي لجنة إصلاح التعليم في الأزهر، جاءت  لإعادة النظر في المناهج كافة التي تُدرَّس في هذه المعاهد من أولها إلى آخرها، حتى تكون المقررات ملائمة للمرحلة التي نمر بها، وتكون المناهج الأزهرية ملائمة لعصرنا، لأنه كان يجب أن تُغيَّر من فترة طويلة جدًا، وأيضًا إعادة توزيع المُدرِّسين لتعويض النقص في بعض المعاهد, بالاضافة إلى ملف الدعوة التي يقوم به الأزهر، و أن اللجنة تملك أفكارًا وبرامج مطروحة للنقاش، خصوصًا في ما يتعلق بتدريب المدرسين، أهمها إنشاء معهد خاص بالتدريب لاختيار الكفاءات وإعداد الكوادر التي ستقوم بتدريب المدرسين في المستقبل، وأن برامج التدريب ستشمل التخصصات الإدارية والمالية والعلمية كافة"، مشيرًا إلى أنه خلال السنوات المقبلة سيكون هناك نقلة نوعية في قطاع التعليم الأزهري، بما ينتناسب مع مكانة مصر في العالم الإسلامي، والتي تعتبر الأزهر منارة العلم والعلماء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوافل دعوية تهدف إلى القضاء على الفكر المتشدد قوافل دعوية تهدف إلى القضاء على الفكر المتشدد



GMT 09:54 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الشغل التونسي يعد خطة لإخراج تونس من أزمتها

GMT 08:28 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

حركة النهضة التونسية تنفي تهم التمويل الأجنبي والإرهاب

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 03:16 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

قائمة بـ10 أحجار كريمة تجلب الحظ السعيد

GMT 23:05 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 12:39 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

المرزوقي يطالب بالكفّ عن التّحريض على الدّستور في تونس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia