ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين الاقتصادية والتجارية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

وصلت هوامش الربح الصناعية إلى أعلى مستوياتها

ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين الاقتصادية والتجارية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين الاقتصادية والتجارية

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
واشنطن ـ يوسف مكي

أخطأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومستشاروه المقربون، حينما اعتقدوا أن الاقتصاد الصيني يتأرجح على حافة الهاوية ويتعرض بشدة للضغط. فسوق العمل الصيني ضيق، حيث وصلت نسبة فرص العمل للباحثين عن عمل إلى مستوى قياسي بلغ 1.24، ويعد ذلك وفرة في الوظائف، كما تتزايد عملية البناء بعد التباطؤ في وقت سابق من هذا العام، وتصل هوامش الربح الصناعية إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، على الرغم من سلسلة من حالات التخلف عن السداد.

الصين قوية أكثر مما يعتقد ترامب

ويمكن للنظام المصرفي الذي تسيطر عليه الدولة أن يتخلص من الديون المعدومة حينما يريد، وإن كان ذلك بتكلفة دينامية مفقودة، ولا يوجد خطر كبير من حدوث انهيار مالي في الأفق الزمني السياسي للسيد ترامب. والاقتصاد الصيني ليس في أزمة وشيكة، كما أنه النظام السياسي لا يمكن أن يركع على ركبتيه،  حيث تشير تقديرات كابيتال إيكونوميكس إلى أن أحدث الرسوم الجمركية الأميركية ستخفض النمو الاقتصادي الصيني بأقل من 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويمكن تعويض هذا من خلال التحفيز المالي.

وإن الصين على أية حال هي المورد العالمي المهيمن لنصف السلع الـ 6000 الواقعة في قائمة العقوبات الجديدة التي وضعها ترامب، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ستكافح للعثور على موردين بديلين.

التجارة العالمية الخاسر الأكبر في الحرب الأميركية الصينية

وقال باتريك بيريت غرين من صندوق أدماكرو "نعتقد أن البيت الأبيض قد أخطأ في تقدير سوء فهم مع الصين، ويجب أن نقلق بشأن ذلك". وقالت بكين إن ترامب لم يبد "أي إخلاص وحسن نية على الإطلاق" بعد أن فرض تعريفة بقيمة 10٪  أي 200 مليار دولار إضافية من السلع الصينية، حيث ترتفع تلقائيا إلى 25٪ في نهاية العام، وتوعدت بشن هجوم مضاد مشابه على السلع الأميركية. وكانت الأسواق في حالة ارتياح لأن العقوبات الصينية المضادة مقيدة، لكن الصينيين يعرفون أن كل ما يحتاجون إليه هو أن يتحدوا، ويشددوا سيطرتهم ويبحثون عن أدوات فك الحصار.

ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين الاقتصادية والتجارية

وسيؤدي التقليل من الأضرار التي لحقت بسلسلة التوريد الأميركية إلى اقتطاع هوامش ربح وول ستريت، ويؤدي إلى تصحيح في أسواق الأسهم الأميركية، وهنا يتفوق ترامب على سلسلة السجلات الجديدة في وول ستريت، ولكن الصين لن سترد بطريقة ما لإفشال ذلك، فقد توقع ويليام زاريت، رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين، أن تلتقي بكين "النار بالنار"، ليصطحب العالم إلى "دوامة للهجوم والهجوم المضاد" التي تجتاح الجميع.

وهدد ترامب بالانتقال فورا إلى "المرحلة الثالثة" وإعداد العقوبات على سلسلة الصادرات الصينية إذا ظهر أي نوع  من الانتقام، وبالتالي فإن القوتين العظميين في العالم هما على طريق تصادمي، وقد تم تعيين مسار التصعيد التلقائي الذي سيؤدي إلى إغلاق العلاقة التجارية الأساسية للنظام الدولي في غضون أشهر ما لم يتغاضى أحدهما.

وإن المخاطر هنا من نوع مختلف، لأن الاقتصاد العالمي يتباطأ بالفعل، ويرجع ذلك أساسا إلى زيادات في الأسعار والتضييق الكمي من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وكذلك انخفاض السندات من قبل البنك المركزي الأوروبي، وقد أدى هذا إلى تجفيف السيولة بالدولار وتقليل الأسواق الناشئة، تظهر هذه الآثار في بيانات منطقة اليورو المتداعية.

وقول مؤسسة جيه بي مورجان إن مقياس "النمو" العالمي قد انخفض من معدل 3.4 % في الربع الثاني إلى 2.2% في الربع الثالث، قد تكون اليابان في حالة ركود، التجارة العالمية قد تنهار، ويكمن القلق من أن الضرر الأوسع نطاقا سيكون بين التجارة في المحيط الهادئ وتقليص النمو العالمي.

ترامب يخطأ التقدير

ويتباهى ترامب بأن "التعريفة الجمركية تعمل بشكل كبير"، وأنه من السهل الفوز بحرب تجارية ضد المنافسين التجاريين الذين يديرون فائضًا هيكليًا، والدليل على ذلك هو انهيار سوق "دب" 22% لمؤشر شانغهاي المركب منذ أواخر يناير /كانون الثاني، مقابل الصعود الهادئ لمؤشر راسل 2000 في نيويورك. ولكن ترامب مخطأ؛ لأن أسواق الأسهم الصينية ليست ذات صلة، فهي ليست مصدرا ذا مغزى للتمويل للشركات وهي منفصلة عن الاقتصاد الصيني.

وقال لاكشمان أشوتان من معهد أبحاث الدورة الاقتصادية في نيويورك، إن التفوق الأميركي هذا العام مجرد وهم، حيث أخطأ ترامب في التعبير عن تخفيضاته الضريبية. وسعت واشنطن لمعايرة العقوبات لتقليل "الانتفاضة" في الولايات المتحدة، وقد استثنت الساعات الذكية بعد نداء من شركة آبل، بالإضافة إلى أجهزة البلوتوث، والمضادات الحيوية، والمدخلات الكيميائية الرئيسية في السلع المصنعة والزراعة، فكلها تصنع في الصين.

وأكد بيل بيشوب من مجموعة سينكوم الاقتصادية، أن هذا النزاع في الحقيقة حول التنافس الاستراتيجي بدلا من التجارة، كما أن هدف واشنطن الحقيقي هو "إحباط صعود الصين" والحفاظ على الهيمنة الأميركية على أحدث التقنيات في القرن الواحد والعشرين.

الصين ستقلب الحرب لصالحها

وتستعد الصين لخوض معركة تجارية منذ إطلاق استراتيجية الأمن القومي الأميركية في ديسمبر/ كانون الأول 2017، وهي الآن على أتم استعداد أكثر مما يدركه البيت الأبيض أو الأسواق. وتتعامل الصين للمرة الأولى على أنها منافس استراتيجي يسعى إلى "تحدي السلطة والنفوذ والمصالح الأميركية، ومحاولة تقويض الأمن وازدهار الأميركيين، وقد أعلنت الحرب الباردة.

وتبع ذلك تقرير تجاري أميركي يتهم الصين بالتجسس الإلكتروني وسرقة الملكية الفكرية، ولكن عندما يكون ترامب مخطئا، فإنه يعتقد أنه يستطيع تحقيق أي شيء عن طريق الصخب، فسيتمكن الصينيون من استغلال هذه الفرصة لصالحهم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين الاقتصادية والتجارية ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين الاقتصادية والتجارية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia