خطط سريَّة لتمديد الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

بهدف تجنُّب الوضع الأيرلندي الصعب واعتبار المملكة مراقباً للقواعد

خطط سريَّة لتمديد الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خطط سريَّة لتمديد الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي
لندن ـ سليم كرم

تحاول المملكة المتحدة جاهدة، تجنُّب العواقب الوخيمة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، ولكن يمكن للخطط السرية السماح بتمديد الفترة الانتقالية في اتفاقية عملية الانسحاب المنتظرة، وربما تؤدي إلى أن تعيش بريطانيا تحت جميع قواعد الاتحاد الأوروبي، بعد أكثر من 21 شهرا من التفاوض على الخروج حتى الآن. ويجري العمل حالياً على إقناع أرلين فوستر، زعيم الحزب "الوحدوي الديمقراطي"الأيرلندي، بأن خطة "الدعم" لتجنب خلق حدود قاسية في جزيرة أيرلندا لن تدخل حيز التنفيذ. 
ومع توقع استمرار المحادثات المكثفة خلال عطلة نهاية الأسبوع، تأمل رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في أن يتمكن فريقها بقيادة كبير المفاوضين، من التوصل إلى اتفاق مع نظرائهم الأوروبيين الـ27، الذي يمكن أن يقدم إلى مجلس الوزراء، يوم الثلاثاء المقبل، كما يسعى كلا الجانبين إلى طرق لتهدئة مخاوف "الحزب الاتحادي الديمقراطي" 

وتعني الفترة الانتقالية الأطول أن "البلد بأكمله سيدخل في فترة طويلة وصفها دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي سابقا بأنه حالة تركة"، حيث أجبر مجلس العموم على قبول لوائح "بروكسل" دون أن يكون له أي رأي بشأنها، ومن المرجح أيضا أن المملكة المتحدة ستحتاج إلى تقديم مساهمات إضافية في الميزانية بالإضافة إلى فاتورة الطلاق بقيمة 39 مليار جنيه استرليني؛ لتغطية الوقت الإضافي الذي سيستفيد به من عضوية الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، لن يكون لبريطانيا أي تمثيل في مؤسسات صنع القرار بالاتحاد. وقالت مصادر رفيعة المستوى في الاتحاد الأوروبي إن "خطة إدراج بند تمديد في اتفاقية الانسحاب تجري مناقشتها بشكل خاص من قبل المفوضية الأوروبية والمفاوضين البريطانيين في المحادثات في بروكسل".
ومن المفهوم أن نائب كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي، سابين واياند، أخبرت سفراء الاتحاد الأوروبي في اجتماع يوم الجمعة، أن فرق التفاوض سيُقيم الحالة مساء الأحد، بعد 48 ساعة من إجراء مزيد من المحادثات، على أمل تحقيق صفقة عامة يوم الأثنين ينبغي على تيريزا ماي أن تؤمن في تلك المرحلة أنها حصلت على دعم من مجلس الوزراء.

المحادثات في المسار الصحيح

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح، لكن بروكسل ما زالت تشعر بالقلق من أن التطورات في لندن قد تخرج الصفقة المحتملة عن مسارها، وفي الخطط الحالية، سيتم تطبيق الدعم، الذي بموجبه ستبقى المملكة المتحدة بأكملها في اتحاد جمركي في حين أن أيرلندا الشمالية وحدها بقيت فعليا في السوق الموحدة. وسيتم إصدارها في ديسمبر/ كانون الأول 2020، إذا لم يتم التوصل إلى حل تجاري أو صفقة تجارية مخصصة. وأصرت فوستر على أنها لن تقبل أي صفقة من نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتم بموجبها التعامل مع أيرلندا الشمالية بشكل مختلف عن بقية المملكة المتحدة. ومن المعروف أن العديد من أعضاء مجلس الوزراء في حكومة ماي يشعرون بالقلق إزاء أي مقترح مساند يهدد بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الجمركي بشكل دائم.

معلوم أن أعضاء مجلس الشيوخ، بمن فيهم زعيم مجلس العموم، أندريا لوسياس، يخططون لحضور مجلس الوزراء الأسبوع المقبل قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، ومع ذلك، كان هناك إنذار حول اللغة المستخدمة من قبل الحكومة البريطانية يوم الجمعة، بأن ماي "لن توافق أبدا على صفقة من شأنها أن تعوق المملكة المتحدة من المساندة الدائمة"، وكما تقول المصادر، فإن الدعم سيكون غير مسمى.

راب في بروكسل للتفاوض

وأعرب جان كلود جونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، عن ثقته يوم الجمعة في التوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء، مضيفا: "يجب علينا التوصل إلى اتفاق وأعتقد أننا سنجده". وأوضح جونكر: "نحن بحاجة إلى إحراز تقدم كبير، والذي سنقوم بمراجعته في الأسبوع المقبل"، مشيرا إلى قمة القادة التي ستبدأ مساء يوم الأربعاء مع حفل عشاء سيتركز فيه على مناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي إن وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي،  دومينيك راب، قد يصل إلى المفوضية الأوروبية يوم الأثنين، إذا تم الاتفاق على صفقة خلال محادثات مكثفة في مطلع الأسبوع. وذكر الدبلوماسي أن راب قال "إنه قد يأتي إلى بروكسل يوم الأثنين، وكل هذا يتوقف على التقدم الذي لا يزال يتعين القيام به من الآن وحتى تلك اللحظة، لقد عادت فرق التفاوض إلى مكاتبها اليوم لمناقشة نتائج المحادثات خلال الأيام القليلة الماضية ".

الصفقة التجارية حجر الزاوية

وطلبت تيريزا ماي، في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي فترة انتقالية، وصفتها بالتفاؤل في خطابها في فلورنسا في ذلك الوقت بأنها فترة تنفيذ جوانب الصفقة التجارية المستقبلية، بما في ذلك ضوابط الهجرة، وكانت رئيسة الوزراء قالت إنها ستكون محدودة "لفترة تبلغ نحو عامين". وأضافت أنها لا تعتقد أن الشعب البريطاني "يريد من المملكة المتحدة أن تبقى لفترة أطول في الوضعية القائمة أكثر مما هو ضروري". واقترح ليام فوكس، وزير التجارة الدولية، بعد فترة وجيزة أن تكون الفترة مفتوحة فقط للتمديد، إذا ثبت أنه ضروري التفاوض على صفقة تجارية. وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء يوم الجمعة :"عندما نشرنا خططنا في يونيو/ حزيران على مساندة الجمارك في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وكنا واضحين تماما أن هذا الترتيب سيكون مؤقتا".

وفي هذا السياق، قال مجتبى الرحمن المسؤول السابق في لجنة الخزانة الأوروبية، ورئيس مجموعة أوروبا لاستشارات والمخاطر ومجموعة يوراسيا حالياً: "ستكون هناك حاجة لستة أشهر إضافية إلا إذا كان للاتفاق تجاري ما يتم التفاوض عليه، ويتم التصديق عليه من قبل جميع برلمانات الدول الأعضاء." وأضاف عبد الرحمن: "ليس أمام المملكة المتحدة خيار سوى طلب آلية لتمديد فترة الانتقال، ليس أقلها لتهدئة الحزب الاتحادي الديمقراطي، ولكن القيام بذلك هو اعتراف بالواقع، فكل من المملكة المتحدة والقيادة السياسية للاتحاد الأوروبي ستتغير في العام المقبل، مما يعني أنه من غير المرجح أن تبدأ المفاوضات التجارية الجوهرية حتى سبتمبر/ أيلول 2019 على أقرب تقدير".
وقال جاكوب ريس موغ، رئيس مجموعة الأبحاث الأوروبية، إن "تمديد فترة الانتقال لن يؤدي بالضرورة إلى توفير دعم زائد وسيكون مكلفا للغاية، بسبب المساهمات الإضافية المتوقعة لميزانية الاتحاد الأوروبي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطط سريَّة لتمديد الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطط سريَّة لتمديد الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:26 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

وفاة أول من رفع علم مصر فوق خط بارليف

GMT 21:46 2015 الأحد ,19 تموز / يوليو

أسلوب الجيبسي يسيطر على إكسسوارات Roger Vivier

GMT 23:25 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

الآن يمكنك أرشفة محادثاتك عبر تطبيق سكايب

GMT 09:37 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

ديكور عرسك بوحي من الطبيعة الخضراء!

GMT 14:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

ضمانات المتهم في مرحلة التوقيف

GMT 18:24 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

هل العلاج النفسي مهم لصحة طفلك؟

GMT 02:09 2017 الجمعة ,23 حزيران / يونيو

نيكول كيدمان تكشف سرّ بشرتها الشابة والمشرقة

GMT 16:19 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

مجرد تشابه

GMT 11:53 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الولايات التونسية تسجل حالات من الإصابة بفيروس كورونا

GMT 14:13 2021 الخميس ,03 حزيران / يونيو

لكزس تكشف عن الجيل الجديد من NX وموعد طرحه
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia