ترامب ينأى بنفسه عن العمليات العسكرية ويعهدها إلى البنتاغون
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تثير سياسة التخلي مخاوف من تصعيد القتال من دون رقابة

ترامب ينأى بنفسه عن العمليات العسكرية ويعهدها إلى "البنتاغون"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ترامب ينأى بنفسه عن العمليات العسكرية ويعهدها إلى "البنتاغون"

دونالد ترامب وجيم ماتيس
واشنطن ـ يوسف مكي

يشكل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسماح للقوات الأميركية، بإيقاف الحرب ضد تنظيم "داعش"، والجماعات الإرهابية المتشابهة لها في نفس الفكر في مناطق القتال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عاملًا مساهًما كبيرًا في ارتفاع حاد، في خسائر أرواح المدنيين التي أبلغت عنها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة.

وسلم الرئيس الأميركي هذا الأسبوع جبهة الحرب في أفغانستان إلى وزير الدفاع، الجنرال السابق في سلاح البحرية، جيم ماتيس. وكان هذا هو الأخير في سلسلة التحركات المماثلة التي أعطت قادة البنتاغون، الحرية في كل من سورية والعراق واليمن والصومال.

وتثير سياسة التخلي مخاوف من تصعيد ساحة القتال دون رقابة وعدم وجود رقابة ديمقراطية على الجهاز العسكري الأميركي، فضلا عن زيادة عدد القتلى المدنيين. وفي الوقت نفسه، يتهم ترامب بعدم تطوير أو متابعة استراتيجيات صنع السلام ذات المصداقية، ويمتلك ماتيس بالفعل سلطة توجيه العمليات في سورية والعراق. وازداد الانخراط  المباشر للولايات المتحدة في ساحة الحروب الأرضية والجوية منذ يناير/ كانون الثاني، عندما تولى ترامب السلطة.

وذكرت وكالات الإغاثة والمراقبون أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الضحايا المدنيين، خلال الفترة نفسها، ولا سيما في الرقة والموصل المحاصرين من قبل داعش. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، الأربعاء، عن خسائر فادحة في الأرواح جراء الضربات الجوية، التي شنتها الولايات المتحدة على الرقة. ويعني ذلك أن جرائم الحرب ربما ارتكبها المقاتلون من جميع الأطراف. ويقال إن تنظيم داعش استخدم المدنيين كدروع بشرية في المدينتين، كما أنه متهم بارتكاب العديد من الانتهاكات الأخرى ضد السكان المحليين.

وتقديرات الولايات المتحدة الرسمية للإصابات هي دائما ما تخضع لتحفظ ولم تعط الأمم المتحدة أي أرقام في يوم الأربعاء. وقدرت ايروارز، وهي منظمة مراقبة تتخذ من بريطانيا مقرا لها، عدد القتلى المدنيين هذا العام من جراء الغارات الجوية للتحالف في العراق وسورية بأكثر من 3800 قتيل.

وتشير عملية تسليم ترامب إلى ماتيس إلى أن مستويات القوة في أفغانستان، ستبدأ قريبا في الارتفاع مرة أخرى، وفي شباط/فبراير الماضي حذر القائد الأميركي للقوات الدولية، في كابول الجنرال جون نيكولسون من حالة الجمود، وطالب فيما يصل إلى 5 الاف من التعزيزات العسكرية، ومنذ ذلك الحين طلب من دول الناتو، بما فيها بريطانيا، المساهمة. وقال ماتيس أمام الكونغرس هذا الأسبوع أن "صعود" طالبان كانت يحد من الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة الافغانية. وأضاف "إننا لن ننتصر في افغانستان الان وسنصحح ذلك في أقرب وقت ممكن".

وذكر جون ماكين الجمهوري، عضو مجلس الشيوخ، الثلاثاء، أن الأهداف الأميركية غير مؤكدة، ويؤكد البيت الأبيض أنه سيتم الانتهاء من مراجعة سياسة العمل في أفغانستان في تموز/يوليو، لكن التقارير تشير إلى توسعها في مناقشة أوسع بشأن ما يجب القيام به بشأن طالبان الباكستانيين و مقاتلي داعش في أفغانستان.

وتجلت الحالة الأمنية المتدهورة خلال انفجار قنبلة مدمرة في كابول الشهر الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصا، وما أعقب ذلك من احتجاجات عنيفة ومعارضة للحكومة. ويبدو إصدار ترامب أمر بإسقاط أكبر قنبلة غير نووية من صنع الولايات المتحدة ، وهي غبو-43، على مسلحي داعش في المناطق الريفية في أفغانستان في نيسان / أبريل الآن ويكأنه عرض رمزي في المقام الأول للقوة التي تجاهلت التأثير المحتمل على المدنيين، كما كان هجومه الصاروخى على مطار حكومي سوري، في نيسان/ابريل الماضى، عرض رمزي كذلك،ومنذ ذلك الحين انتقل انتباه الرئيس إلى مكان آخر.

وأثارت الجهود الواضحة التي بذلها ترامب، الذي شن حملة على منصة "أميركا فيرست"، بأن ينأى بنفسه عن عملية صنع القرار للاختيار بين الحياة أو الموت ومناقشة السياسة العامة بشأن الأهداف الاستراتيجية الأوسع نطاقا، أسئلة تتعلق بمساءلته السياسية الشخصية. وبعد مرور بضعة أيام فقط من توليه منصبه، أذن ترامب كانون الثاني / يناير بعملية خاصة للقوات الخاصة في اليمن، وأخطأت الغارة عملها ، مما أدى إلى مقتل جندي أميركي والعديد من المدنيين. وكان رد فعل ترامب هو إنكار المسؤولية وإلقاء اللوم على الجيش.

ويتناقض نهج ترامب مع نهج سلفه باراك أوباما الذي حافظ على رقابة صارمة على العمليات العسكرية الصغيرة. وانتهى أوباما من مشاركة الولايات المتحدة في الحرب في العراق ، ثم تراجع في نهاية المطاف عن المشاركة في أفغانستان، مما أدى إلى خفض أعداد القوات الأميركية من حوالي 100 ألف ليصل إلى حوالي من 8 آلاف إلى 9 آلاف جندي.
 وقام ترامب، الذي سعى إلى زيادة "تاريخية" في الميزانية السنوية للبنتاغون إلى 603 مليار دولار، بتوسيع عمليات مكافحة الإرهاب في الصومال واليمن، مع تزايد الهجمات بدون طيار. وقد يكون للتدخل الأميركي المتزايد تأثير معاكس على ذلك، مع انتشار القتال هذا الشهر إلى منطقة بونتلاند الشمالية الشرقية في الصومال.

ويقول أنصار ترامب إن نهج التخلي يسمح للجيش باتخاذ قرارات أسرع وأكثر ذكاء. لكن المراقبين ممن لديهم ذكريات أطول يتذكرون ما حدث عندما تراجعت السيطرة السياسية ذات الشفافية على الجيش في عهد فيتنام، وأثناء وقت دونالد رامسفيلد في البنتاغون في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/إيلول.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب ينأى بنفسه عن العمليات العسكرية ويعهدها إلى البنتاغون ترامب ينأى بنفسه عن العمليات العسكرية ويعهدها إلى البنتاغون



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia