وزير المال اليوناني السابق يحذر من انزلاق أوروبا إلى الثلاثينات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

فاروفاكيس يبرز ارتفاع مستوى البطالة في منطقة اليورو

وزير "المال" اليوناني السابق يحذر من انزلاق أوروبا إلى الثلاثينات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - وزير "المال" اليوناني السابق يحذر من انزلاق أوروبا إلى الثلاثينات

فاروفاكيس يوضح أن سياسة الاتحاد الأوروبي تشبه إعطاء مريض السرطان جرعات من الكورتيزون
أثينا ـ سلوى عمر

حذر وزير المال اليوناني السابق، يانيس فاروفاكيس، من انزلاق أوروبا إلى حقبة الثلاثينات، بالتزامن مع إطلاقه حركة الديمقراطية في أوروبا 2025 والتي أكد أنها ستجعل القارة أكثر ديمقراطية.
وأوضح فاروفاكيس أنه يريد إزالة السلطة غير الخاضعة للمسائلة والنخبة السلطوية وتوزيعها بشكل عادل على المواطنين في القارة، وبيّن بعد 7 أشهر من استقالته كوزير للمال أن علامات تكرار التاريخ توجد في كل مكان في أوروبا.

وزير المال اليوناني السابق يحذر من انزلاق أوروبا إلى الثلاثينات

وأضاف: ليس لدينا نازيين يقومون بليلة الكريستال في برلين ولكن لدينا نازيين في اليونان يفعلون الشيء نفسه في ضواحي اليونان، حيث يهاجمون المتاجر ومنازل المهاجرين منتصف الليل، هناك اختلافات كبيرة ولكن من وجهة نظر خبير اقتصادي هناك تشابه رهيب.
وأشار إلى ارتفاع مستوى البطالة في جميع أنحاء منطقة اليورو في ظل صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا باعتبارها سببًا من أسباب التوترات الموجودة، وتضاعفت أزمة البطالة في الولايات المتحدة وبريطانيا والتي وصلت إلى ما سمًاه الاقتصاديون "العمالة الكاملة".

وزير المال اليوناني السابق يحذر من انزلاق أوروبا إلى الثلاثينات

ويقول فاروفاكيس إنه "إذا استمرت البطالة بنسبة 10-11% في بريطانيا أو الولايات المتحدة فإن الإدارة ستنهار، ولكن في أوروبا ليس لدينا أي عملية ديمقراطية، وأعتقد أن أوروبا تدار عن طريق النخبة التي أصبحت غير خاضعة للمسائلة بشكل أكبر من أي وقت مضى، والبرلمان الأوروبي جسم لا أسنان فهو مجرد اسم فقط ولكن لا يمكنه التشريع، وهو البرلمان الوحيد الذي لا يمكنه التشريع".
ويتم تسليم القرارات السياسية الكبرى مثل كيفية التعامل مع الديون أو الاستجابة للأزمات المالية إلى مجموعة اليورو، والتي تتكون من 19 وزير للمال ممن تستخدم بلادهم عملة اليورو، بالإضافة إلى البنك المركزي الأوروبي وهو هيئة سياسية تتحكم في أسعار الفائدة في هذه البلدان، وبعد مضي 5 أشهر في المفاوضات بشأن صفقة ديون اليونان أصبح فاروفاكيس نافخ الصافرة بشأن كيفية ممارسة العملية السياسية.

وزير المال اليوناني السابق يحذر من انزلاق أوروبا إلى الثلاثينات

وزعم أن دور الحكومات الوطنية أصبح محدودًا للغاية، وأن أي شخص يجرؤ على انتقاد ذلك معرضًا للأذي، مضيفًا "عندما تنتقد هذا الوضع تعتبر من المعاديين لأوروبا على الفور"، وأعرب فاروفاكيس عن دهشته من السياسيين الذين غضوا الطرف تجاه هذه العملية مع صناديق الانتخابات والمعالجة التفضيلية في الصحافة، وكانت هذه المعتقدات بمثابة قوة دافعة لمشروع فاروفاكيس الجديد.
ويعتقد أن الديمقراطيين في الثلاثينات كان ينبغي عليهم إنشاء حركة أوروبية عابرة لحدود البلاد والأحزاب السياسية، ولذلك فهو يرى بذور فترة الثلاثينات في أوروبا اليوم، وهذا ما يحاول فعله اليوم، ويرى أن منطقة اليورو تصبح منكوبة من دون تغييرات، وأضاف: عندما لا يحظى البنك المركزي الأوروبي بشعبية بشكل لا يصدق في ألمانيا، وعندما لا تستطيع فرنسا احتواء موازنتها والبطالة أيضًا.. هذا هو الاقتصاد الأوروبي الذي يتداعى.

ويرى فاروفاكيس أن حركته يجب أن تكون أكثر من مجرد فكرة أو مجتمع إلكتروني عبر الإنترنت، لكنها يمكن أن تكون حركة بلا قيادة، وأنه سيوجد في الحركة بشكل صوري ولن يرأسها ولن تكون هناك لجنة توجيه رسمية أو هيئة مركزية لتنظيمها.
وأشار إلى أن الحركة المناهضة للرق كان يجب أن يكون لديها قائد، لكنها في الوقت نفسه تأسست على السخط الأخلاقي للشعوب، وهي الظروف التي ساعدت على تشكيل الزعامة، وأنه حدث نفس الشيء مع حركة الحقوق المدنية حيث جاء مالكوم إكس والدكتور كينج بعد الكثير من الأشخاص المجهولين الذين أسسوا الحركة أولاً.

ويأمل فاروفاكيس بأن تؤدي المحادثات التي نتجت عن حركته عبر الإنترنت ومن خلال الأحداث إلى مثل حدث الإطلاق الثلاثاء في مسرح فولكسبيون في برلين إلى مزيد من التوافق الأساسي بشأن كيفية تحقيق الديمقراطية في الطريقة التي تدار بها أوروبا، وتتمثل أولى خطوات الحركة نحو الشفافية في المطالبة بوجود كاميرات خلف الأبواب المغلقة وتسجيل محاضر الاجتماعات.
وأوضح أن صراعه للتوصل إلى اتفاق جديد لليونان العام الماضي كان يمكن أن يكون أكثر سهولة في حالة تصوير الاجتماعات، واعتمد فاروفاكيس على معرفة وزير المال الألماني "وولفغانغ شوبل" بأن الصفقة المعروضة على اليونان لم تكن مستساغة.

واعترف الوزير الألماني لفاروفاكيس بعدم قدرته على تمرير الصفقة في البرلمان الألماني إذا كان في محله، وأضاف فاروفاكيس "كان الأمر سيتغير تمامًا في حالة تصوير ذلك على الكاميرا، وتعد حقيقة أننا لا نملك الإجابة جزء من المشكلة، وهناك غضب متصاعد في أوروبا".
ويعتقد أن الإحباط ينتشر في جميع أنحاء أوروبا اليوم، وأن 450 ألف يونانيا الذين احتشدوا في ميدان سينتاجما قبل استفتاء الصيف الماضي على استعداد للحشد مرة أخرى، ولكن يجب خلق نوع من الزخم عبر أوروبا قبل إشعال اللهب.

ويعد فاروفاكيس مُرائى بالنسبة إلى منتقديه حيث يستحضر المحادثات التي شلّت الثقة بين دائني الاقتصاد اليوناني، أما بالنسبة إلى أنصاره فيعد مصدرًا قيمًا في طريقة ممارسة السلطة في أوروبا، ويظن أن النخبة في أوروبا تشعل النقاد تمامًا كما يحاول المحامون تشويه سمعة الشهود.
وقدم قياسًا تاريخيًا آخر موضحًا أن أوروبا ربما تعيش العام 1981 حيث يسقط جدار برلين قبل نهاية العقد الحالي، وأن البنك المركزي الأوروبي لا يمكنه مواصلة دعم ذلك من خلال طباعة النقود، مضيفًا "سيصل دراغى إلى نهاية حدوده قريبًا ويعرف ذلك، إنه في حالة قلق حاد".

ويظن فاروفاكيس أن إيطاليا التي يعد تسديد ديونها أكثر حرجًا من الموازنات العمومية للبنوك الأوروبية الكبرى عن ديون اليونان لا يمكنها الحفاظ على نفسها، مضيفًا "رينزي يعرف ذلك وهذا هو سبب توتره وصياحه، وما يتم القيام به يشبه إعطاء مريض السرطان جرعات من الكورتيزون، صحيح أن حالة المريض استقرت وتحسنت مؤشراته الحيوية إلا أن السرطان لا يزال ينخر في جسده، ولا تعرف السلطات ما الذي تفعله مثلما حدث في فترة العشرينات والثلاثينات عندما أعطى هيدينبرغ السلطة لهتلر واعتقد أنه يمكنه السيطرة عليه، وكذلك الأمر حاليًا لا يمكن احتواؤه".
وأفاد فاروفاكيس بأن نسبة 25% من البطالة في اليونان وأزمات الديون ليست أكثر من تقلبات طبيعية للرأسمالية، متمنيًا ألا تتحقق مخاوفه ومشيرًا إلى أن هدف حركته تغيير مسار أوروبا، ولفت إلى "أن حركته لا تمثل المدينة الفاضلة لكنها واقعية وتسعى للحفاظ على النظام كما هو وإن لم تنجح فلا داعي لها".

ويشكّ فاروفاكيس في قدرة بريطانيا على الهروب من براثن الأزمة المقبلة في منطقة اليورو أو المغادرة في الاستفتاء المحتمل في الصيف مع استمرار الوصول إلى السوق الواحد، وأضاف "سواء كنت بريطاني أو يوناني الهروب مستحيل والإصلاح في جميع أنحاء أوروبا هو الخيار الوحيد".
واعترف فاروفاكيس بيأس الناس في اليونان بعد صدامات ربيع أثينا الصيف الماضي، مازحًا "يقود الاكتئاب إلى القلق والخوف والجلوس في المنازل ومشاهدة تلفزيون الواقع".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير المال اليوناني السابق يحذر من انزلاق أوروبا إلى الثلاثينات وزير المال اليوناني السابق يحذر من انزلاق أوروبا إلى الثلاثينات



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia