المحافظ محمد ساروار
إسلام آباد ـ جمال السعدي
أصبح الرجل الذي دخل التاريخ عندما أصبح أول بريطاني مسلم يحصل على عضوية البرلمان البريطاني محافظا لإقليم البنجاب الباكستاني وهو أكبر وأهم أقاليم باكستان سياسيا، وذلك خلفاً للمحافظ السابق للإقليم الذي كان لقي مصرعه
علي يد شرطي كان مكلفا بحراسته.
فقد اضطر محمد ساروار الذي كان عضوا بالبرلمان البريطاني قبل ثلاث سنوات ممثلا عن سكان "جلاسكو" خلال الفترة من عام 1997 وحتى عام 2010، إلى التنازل عن جنسيته البريطانية كي يتولى المنصب الباكستاني.
وفي أول تعليق له بعد حلف اليمين على نسخة من القرآن الكريم، قال ساروار "أن إحدى أولوياته تتمثل في محاولة تعليم المزيد من الأطفال بالمدارس". وقال ايضا أنه جاء إلى باكستان "بقلب حزين تاركا وراءه 35 سنة من العشرة والصداقة في انكلترا ولكن قبله ينبض من أجل باكستان".
يذكر أن محافظة البنجاب مسقط رأس ساروار، هي أغني محافظات باكستان وأكثرها قوة ونفوذا، ومع ذلك فإن تعليم الأطفال فيها يمثل تحديا كبيرا، حيث تؤكد منظمة "اليونيسيف" أن في باكستان أعلى نسبة من الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس.
ويزداد الوضع سوءا في مجال تعليم البنات، وهو الموضوع الذي تصدر عناوين الصحف في العالم بعد محاولة اغتيال التلميذة مالالا يوسفزادي على يد طالبان العام الماضي أثناء مشاركتها في حملة من أجل تعليم البنات.
وقال ساروار البالغ من العمر 60 عاما "أن باكستان محاطة بالعديد من المشاكل الممثلة في الفقر والبطالة والتفاوت الصحي وأزمة الطاقة والإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان"، وأعرب عن اعتقاده بأن "أفضل السبل لحل تلك المشاكل هو التعليم".
وكان ساروار قد انسحب من البرلمان البريطاني عام 2010 تاركا مقعده لابنه أناس ساروار عن حزب العمال. ويقال بأن ثروة عائلته بلغت 16 مليون جنيه استرليني من خلال نشاط تجاري بدأ عام 1982 بالاشتراك مع أخيه.
يذكر أنه على علاقة وثيقة بعائلة نواز شريف كما عمل على دعمه في حملته لتولي منصب رئيس الوزراء، كما لعب دورا ناشطا في عمليات الإغاثة لباكستان أثناء تواجده في بريطانيا. وهو يدرك حاليا حجم المخاطر التي تنتظره في ظل تهديدات طالبان والمتشددين.
ويقول رسول بخش المحلل السياسي الباكستاني في لاهور عاصمة البنجاب "أن هذه المرة الأولى التي يتولى فيها شخص من الطبقة المتوسطة هذا المنصب"، وقال أيضا أنه وعلى الرغم من النجاح الذي حققه ساروار في بريطانيا إلى أنه لم ينس ارتباطه بباكستان.
أرسل تعليقك