دكا ـ عادل سلامة
تُعدُّ "أرغو موني دريستي" واحدة من بين مائة من الشباب الذين تم توظيفهم كمتطوعين في خدمة الأخبار بالفيديو "بريزم" في إطار الشراكة بين "اليونيسيف" وصندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة، ووكالة الأخبار الإلكترونية BDnews24.com. وتأمل دريستي (17 عاما) كطالبة في مجال صحافة الفيديو أن يجذب عملها انتباه السلطات وصناع القرار مع تركيزها على القضايا الاجتماعية مثل حياة أطفال الشوارع.
ويقول "إدوار بيغ بدير" ممثل اليونيسيف في بنغلادش أن حوالي 40% من السكان في بنغلادش تحت عمر 18 عاما، وسعت هذه المبادرة إلى خلق مساحة للشباب لرفع اهتمامتهم وتطلعاتهم والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.
وأوضح سقيل فيض الله مدير مشروع "بريزم" أن الصحافيين الشباب يقدمون تقارير حول مجموعة من القضايا بما في ذلك ثقافة البيئة والسياحة والتنمية، وفي غضون أسبوعين يتوقع أن تقوم "بريزم" وهي أول وكالة أنباء فيديو في بنغلادش بتوقيع اتفاقيات رسمية مع خمس محطات تلفزيونية وطنية ما يتيح لها استخدام مواردها مجانا.
وسلط أحد تقارير "درستي" الضوء على تحول نصب الشهيد في مدينة "نارايانغانغ" جنوب دكا إلى مكان اجتماعي وترفيهي للسكان المحليين في ظل غياب أماكن أخرى للتسلية، وبيّنت "درستي"، كل عملي حتى الأن يعكس مدينة "نارايانغانغ" وهويتها، وأريد معالجة هذه القضايا الاجتماعية، وأريد أن أركز جهدي على القضايا غير الجيدة وتحويلها إلى قضايا جيدة".
وكشف صحافي بريزم محمد جاهد حسن سمون (17 عاما) أن النفايات الصناعية تخرب نهر توراج الذي كان يمتاز بمياة جميلة وأسماك وفيرة في ما سبق في منطقة غازيبور في شمال العاصمة دكا، وتركز تقارير سمون على الآثار الاقتصادية والبيئية جراء تجفيف النهر ما يعني افتقاد مجتمعات الصيد لمصادر رزقهم، وذكر سمون الطالب في كلية Bhawal Mirzapur " من خلال عملي أريد إخبار الناس ببعض المشاكل في تخصصي فضلا عن قصص أصدقائي والجيران".
وأوضح سمون الذي يكتب التقارير بنفسه أنه تلقى تدريبا من منظمة بريزم شمل التعامل مع الكاميرا وتقديم الأخبار. وأضاف فيض الله " اعتدنا على رؤية عروض لامعة إلا أن مقاطع الفيديو تلك التي أنتجها شباب تعد قوية وهذا ما يمنحها عذوبة إضافية".
وأفاد رئيس تحرير موقع BDnews24.com توفيق خالدي أن تجميع التقارير ساعد على التفكير النقدي بين الشباب ما يجعلهم مهنيين بشكل أفضل إذا مارسوا مهنة الصحافة، مضيفا " يتعلم الشباب والشابات كيفية طرح الأسئلة".
ويتعرض الصحفيون خارج وسائل الاعلام الرئيسية لهجوم السلطات والأصوليين الدينيين في بنغلادش، ما يجعل سلامة الصحفيين الشباب مصدر قلق، حيث قتل الأصوليون المدون "منان" مؤسس أول مجلة للمثليين في البلاد فضلا عن تعرض الصحفيين للسجن، ولذلك تحرص اليونيسيف و BDnews24 على العناية بالشباب أثناء عمل تقارير لمنظمة بريزم، وأضاف خالدي " يتم توجيه هؤلاء الشباب بواسطة مسؤوليين ومهنيين مدربين، وعلينا أن نعترف أن الصحفيين لا يحظون باحترام في بلادنا، هؤلاء الشباب أثبتوا أنهم أفضل منا".
وأوضح فيض الله أن منسقي بريزم ومحرري BDnews24 يقيمون التقارير التي ينتجها الصحافيون الشباب قبل نشرها على الأنترنت، بالإضافة إلى التأكد من توافق التقارير مع اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الطفل وتحقيقات الجريمة والقصص السياسية لتجنب أي نوع من التهديد أو الخطر، وتلقى الصحفيون الشباب تدريب لمدة ثلاثة أشهر على التصوير وإعداد التقارير، وتابع فيض الله " دون التأثير على تعليمهم هؤلاء الشباب قادرين على الانخراط في الاعلام الإبداعي كنشاط خارج المنهج الدراسي".
وأطلقت مبادرة بريزم في 10 أبريل/ نيسان وتم تجريبها في 7 مناطق في بنغلادش مع وجود 15 متطوعا في كل منطقة، وتطمح المبادرة الحاصلة على 50 ألف دولار تمويل لمدة عام من اليونيسيف في إنتاج فيديو يوميا، وخاضت اليونسيف مجال صحافة الفيديو بعد نجاح خدمة أخبار الأطفال "مرحبا" والذي أصبح مشروع ذات اكتفاء ذاتي مع الاستثمار التجاري لمواصلة المشروع، وبيّن فيض الله " ويعد المبرر الأساسي لعمل هذا المشروع هو دمج ذلك في محطات التليفزيون الرئيسية"، موضحا أن رعاية الشركات ستمكن مبادرة بريزم من الاستمرار في عملها.
أرسل تعليقك