لندن - كاتيا حداد
تمكن صحافي بريطاني، قبض عليه وتعرض للتعذيب على يد السلطات السودانية، لأكثر من ستة أسابيع، من إنتاج فيلم عن محنته الجهنمية بإخفاء بطاقة ذاكرة في فتحة الشرج.
وعبّر فيل كوكس الحدود إلى السودان مع زميله داؤود هاري في ديسمبر / كانون الأول 2016 بهدف الكتابة عن أزمة الناس في منطقة دارفور - ولكن سرعان ما اختطفهم مسلحون, وفي أثناء القبض عليهم، اكتشفا أن السلطات السودانية قد تعقبت تحركاتهما ووضعت مكافأة "للقبض عليهما أو قتلهما" تصل إلى أكثر من 250 ألف جنيه استرليني, وعندما اقتربوا من جبل مرة، اختطفت الميليشيات الفريق في دارفور واحتجزوا كرهائن من قبل حراس مسلحين بأسلحة من طراز AK47, وتم ربطهم بشجرة في الصحراء لمدة أسبوع وتعرضوا للضرب.
وتمكن كوكس من خداع خاطفيه في تصوير أنفسهم على الكاميرا, وأخذ بطاقة الذاكرة، ومن أجل الحفاظ على اللقطات التي حصل عليها بالفعل، لفها في شريط من البلاستيك الأسود وأخفاها في جسده, وتظهر محتويات بطاقة الذاكرة فيلم من جزأين للقناة الرابعة البريطانية، حيث كلف كوكس هاري بالإبلاغ عن تأثير الهجرة غير الشرعية عبر السودان والتحقيق في مزاعم هجمات الحكومة السودانية على المدنيين في دارفور باستخدام مادة كيميائية الأسلحة, ومع ذلك لم تنته محنتهم في الصحراء, فقد نقلت الميليشيات الزوج إلى السلطات الحكومية السودانية، التي احتجزتهم في سجن كوبار السيئ السمعة، في الخرطوم.
ووصف كوكس، كيف هدده الرجال في رحلته إلى الخرطوم بإلقائه خارج الطائرة, وكانت هذه بداية أسابيع من سوء المعاملة, وأثناء احتجازه الذي دام 40 يومًا، تعرض كوكس للضرب، والصدمات الكهربائية، وتعرض مرة واحدة لعملية إعدام وهمية، وبعد تصريحات متكررة من الحكومتين الأميركية والبريطانية، تم الإفراج عن هاري - وهو مواطن سوداني منح اللجوء في الولايات المتحدة - في 18 يناير/كانون الثاني، يليه كوكس في 1 فبراير /شباط.
وقال مسؤولون سودانيون إنه دخل البلاد بشكل غير قانوني، بنية التحقيق في مزاعم منظمة العفو الدولية باستخدام الأسلحة الكيميائية - ومن ثم تم إثبات "تورطه في الأنشطة المخططة الضارة بالأمن القومي".
وذكر مادي كروثر من منظمة واجينغ بيس، وهي منظمة غير حكومية مقرها بريطانيا تعمل من أجل حقوق الإنسان في السودان : "ينبغي أن يذكرنا فيل كوكس وداؤود هاري بالخبرات المروعة للوجه الحقيقي للحكومة السودانية، وتم عرض فيلم "هانتيد" في السودان على القناة الرابعة في 5 و 6 أبريل/نيسان الماضي.
أرسل تعليقك