واشنطن ـ يوسف مكي
أنتقدت هيلاري كلينتون، مرشحة "الحزب الديمقراطي" السابقة للرئاسة الأميركية ووزيرة الخارجية في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وسائل الإعلام الأميركية بشأن تغطيتها لأخبار الرئيس دونالد ترامب، داعية الصحافة إلى أن "تكون أكثر ذكاء، في تعاملها مع مسائلة الرئيس المحترف في عملتي التضليل والإلهاء".
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، وبخت كلينتون قاعدة "الحزب الجمهوري" الأميركي، قائلة إنها "أصبحت مستعبدة من قبل إهانات الرئيس وهجماته، ووسائل ترفيهه، وكذلك قدراته التمثيلية". وقالت: لقد "أنهار الحزب الجمهوري في وجه ترامب". كما انتقدت هجمات ترامب المتكررة ضدَّ الصحافة، مشبهة إياه بـ"الزعماء السياسيين والفاشستيين والفاشيين الذين يضعفون الثقة بالحقائق والأدلة"، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي "أثبت كفاءة كبيرة في السيطرة على وسائل الإعلام والنشرات الإخبارية".
وقالت كلينتون: "أعتقد أن ما نحن فيه الآن سببه أن الصحافة لا تعرف كيف تغطي أخبار المرشحين الذين يعدون سادة التضليل والإلهاء". وانتقدت برنامج "60 دقيقة"، المذاع على فضائية "سي بي أس"، لأنها أجرت لقاءً مع ترامب، الشهر الماضي، وتغاضت عن سؤاله حول تحقيق رئيسي في "نيويورك تايمز"، بشأن التهرب الضريبي من قبل عائلته".
ولفتت وزيرة الخارجية السابقة:" في مرحلة ما يتعين على الصحافة أن تصبح أكثر ذكاءً، لأن الصحافة هي الأساس الذي يحصل منه معظم الناخبين على معلوماتهم"، مضيفة:" غالبا ما يؤدي السعي إلى التوازن إلى إنحياز الحقائق إلى صالح الرأي العام."
يذكر أن كلينتون أدلت بتصريحاتها إلى الـ"غارديان" قبل فترة قصيرة من الانتخابات النصفية الأميركية، التي استحوذ فيها الحزب الديمقراطي على مجلس النواب، بينما الجمهوري على مجلس الشيوخ. وجاءت ملاحظتها كجزء من المقابلات مع الشخصيات السياسية البارزة بخصوص صعود النزعة الشعبوية والقومية، وكذلك اليمين المتطرف في أوروبا، والأميركتين، وقبل تجريد مراسل شبكة "سي أن أن" الأميركية، إلى البيت الأبيض، جيم أكوستا، من تصريح دخول القصر الرئاسي.
وقالت كلينتون:" إن ترامب كان طالبا لدى الأنظمة الاستبدادية، ويعرف كيف يتلاعب بالناس ويسيطر عليهم."، مضيفة: "أن ترامب يشتهي الهيمنة على أي وضع يجد نفسه فيه. يشتهي التملق، والإطراء، وكلها تناسب ملامح القادة الذين يمكننا تذكرهم من الماضي المستبد." وتابعت أن إحدى الطرق التي يتبعها ترامب هي مهاجمة الصحافة المعارضة له باستمرار، فهو لا يهاجم قناة فوكس نيوز، لأنها أشبه بشركة تابعة مملوكة بالكامل للرئيس الحالي، والحزب الجمهوري الآن، لذا فهو يهاجم الإعلام الذي يثير تساؤلات حوله، ولا يكن له بالإخلاص والولاء.
وألمحت كلينتون إلى أن وزيرة الخارجية السابقة، مادلين أولبريت، بحثت في الفاشية، وقالت إن تحليلها أظهر أن العديد من الحركات الاستبدادية والفاشية والشعبوية، تدمر قاعدة الحقائق والأدلة المشتركة، مما يخلق حقائق بديلة.
وفي إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، قالت كلينتون إن "منافسها الجمهوري لم يحاسب على الإطلاق على ما قاله، رغم الإهانات التي صدرت منه". وكان إنتقاد كلينتون الأقسى موجها إلى روبرت مردوخ، مالك "شبكة فوكس"، حيث قالت:" أنت تشاهد فوكس نيوز، هناك دائما شيء فظيع على وشك الحدوث، وشيء فظيع قد حدث بالفعل، هؤلاء الناس يقومون بعمل سيء، القناة منفصلة عن الواقع، ولكنها تقوم بدعاية رائعة. عليك ملاحقة الواقع السياسة وكذلك الترفيه."
وأتهمت كلينتون ترامب بالعنصرية، قائلة:" هذا الشخص يؤمن بأشياء لا تذكر، وله ردود وحشية لما يجري في العالم من حوله. إنه يمتلك بالفعل سلسلة قوية من العنصرية تعود إلى سنواته الأولى." وأضافت:" أجمع خطبه ضد المهاجرين لأنه يعاملهم بعنصرية، وهو أيضا معادي للإسلام، وضد المرأة، لديه حزمة كاملة من التعصب والتي كان يعرضها للأشخاص المفتونين به."
ترجمة الصورة: دونالد ترامب يشير بيده بينما تنظر إليه هيلاري كلينتون في آخر نقاش رئاسي عام 2016
أرسل تعليقك