تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"تويتر" حجب أكثر من تغريدة لـ"ترامب"

تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء

منصة "تويتر"
واشنطن - تونس اليوم

أثار حجب موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عددا من تغريدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، خلال انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، وغيره من السياسيين، تساؤلات حول حق «تويتر» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي في اتخاذ مثل هذا الإجراء، الذي تباينت الآراء حوله. وفي حين عدّ خبراء ما فعله «تويتر» «نوعا من «تقييد الحريات» للسياسيين، وشكلا من أشكال الرقابة عليهم «تتعارض مع حرية الرأي والتعبير». يرى آخرون أن «ما فعله تويتر ليس تقييدا لحرية الرأي، بل من حقه كناشر ذي مصداقية أن يضع قواعد وقوانين للمحتوى الجاري نشره على موقعه».

«تويتر» حجب، في الواقع، بعض تغريدات ترمب، ووضع بدلا منها «علامة تحذيرية» تقول إن «محتوى هذه التغريدة قد يتضمن معطيات مضللة حول الانتخابات»؛ لكنه لم يحذف التغريدة كليا؛ بل أتاح للمتابعين قراءتها، عبر الضغط على علامة التحذير.

ورأت الصحافية عهدية أحمد، رئيس جمعية الصحافيين في البحرين «هذه الخطوة من جانب تويتر محاولة لتقييد حرية الرأي والتعبير». وقالت في حوار معها إن ما «فعله تويتر مع ترامب وغيره من السياسيين، ليس محاربة للأخبار المزيفة؛ بل محاربة لترمب، بدليل ما شهدناه ونشهده في منطقتنا من تغريدات تحتوي على معلومات كاذبة ودعاوى تحريضية لا يتخذ تويتر أي إجراء بشأنها». وأردفت أحمد أن «هذه من المرات النادرة التي يعمل فيها تويتر على تقييد حرية الرأي والتعبير بهذا الشكل، إذ لم يسبق أن فعل ذلك مع تغريدات أدت إلى تدمير دول في الشرق الأوسط؛ بل على العكس دعمت بعض مواقع التواصل تغريدات تحمل أجندات سياسية إيرانية في البحرين»، واستطردت قائلة إن «المسألة لا تتعلق بمكافحة المعلومات المزيفة، فلو كان ذلك صحيحا، لتم حذف بعض المحتوى المنشور في منطقة الشرق الأوسط، والذي يدعو بعضه للكراهية والعنف ونشر الفوضى».

غير أن الدكتورة غادة النشار، مدرّس الإعلام السياسي بجامعة «المستقبل» في مصر، رأت في لقاء أن «حجب تغريدات ترمب حالة خاصة جدا، والتغريدات المحذوفة كانت إما زائفة... وفي هذه الحالة تكون مضللة للرأي العام، أو مُحرضة على العنف... وبالتالي تدعو إلى الانقسام، وهو ما يتعارض مع أحد أهم مبادئ الديمقراطية؛ ألا وهو الحفاظ على السلم الاجتماعي».

من جانبها، اعتبرت الصحافية الأميركية جوديث ميللر، أيضا في لقاء أن «ما فعله تويتر ليس تقييدا لحرية الرأي والتعبير، إذ إن تويتر يعد فعليا ناشرا. ومن ثم، من حقه كناشر أن يضع قواعد وقوانين للمحتوى المنشور على موقعه. إن تويتر منصة محايدة لكل الآراء».

الجدير بالذكر، أن هذا الإجراء من جانب «تويتر» جاء تنفيذا لسياسة نشر أعلن عنها في منتصف عام 2019 تقضي بـ«وضع علامات تحذيرية على تغريدات الشخصيات العامة التي تخالف القوانين». وبالفعل، وضع «تويتر» علامة تحذيرية على عدد من تغريدات ترامب حول نتائج الانتخابات الأميركية. وقال إن «هذه الادعاءات حول تزوير الانتخابات محل نزاع»، بينما أشار في تغريدات أخرى لمواقع توضح نتيجة الانتخابات. كذلك فعل «تويتر» الأمر نفسه مع تغريدات لعدد من السياسيين من أنصار ترمب، بل إن الموقع قيّد أخيرا تغريدات منظمة الحزب الجمهوري في ولاية ساوث داكوتا الأميركية بعد تغريدات داعمة ترمب.

عودة إلى عهدية أحمد، فإنه جرى حجب إحدى تغريداتها، كانت قد تضمنت إعادة نشر بعض ما قاله ترمب حول الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وعن هذا الأمر قالت: «فوجئت بوضع علامة على تغريدتي كالآتي (تم حجبها بسبب الإساءة)، رغم أنها لا تتضمن شيئا من الإساءة، إذ كنت أشير إلى تصريحات الرئيس الأميركي السابق، ودورنا كصحافيين في نقل تصريحات المسؤولين، وهو ما يؤكد أن ما يفعله تويتر تقييد لحرية الرأي والتعبير» على حد قولها.

غير أن الدكتورة النشار توضح أنه «من حيث المبدأ، لا يحق لتويتر حجب تغريدات السياسيين أو غيرهم، لأن هذه الخطوة تعتبر نوعا من الرقابة، ومحاولة إسكات أو إخفاء تتعارض مع حرية الرأي والتعبير، أحد أهم مبادئ الديمقراطية. ولكن، في المقابل، تويتر، مثل غيره من الشركات الخاصة، من حقه أن يضع شروطا لمستخدمي الخدمة التي يقدمها، وعند الموافقة على هذه الخدمة من قبل مستخدميها، يحق لتويتر تطبيقها عليهم».

وللعلم، هذه ليست المرة الأولى التي يحجب فيها «تويتر» تغريدات للرئيس ترمب، ففي نهاية مايو (أيار) الماضي، حجب تغريدة له علق فيها على «أحداث العنف في أعقاب مقتل مواطن أميركي أسود على يد رجل شرطة أبيض» وكانت حجة الموقع «مخالفتها للقواعد التي تمنع تمجيد العنف». ثم قبيل الانتخابات الرئاسية قيد «تويتر» التفاعل مع تغريداته، ووضع علامة تحذيرية على تغريدة انتقد فيها ترمب «التصويت عبر البريد».

وفق سياسات «تويتر» فإن «من حق الأشخاص التعبير عن أنفسهم بحرية على تويتر ما داموا لا ينتهكون قوانين تويتر وشروط الخدمة المتبعة لديه». وهنا تؤكد ميللر أن «لدى كل من تويتر وفيسبوك كل الحق كشركات نشر خاصة، مثل النيويورك تايمز، في وضع قواعد للنشر، وتحديدا ما ينشر، أو ما لا ينشر عبر منصاتهما». وأضافت «تويتر وفيسبوك منصتا نشر، واجبهما أن يعملا على الحد من التقارير الخاطئة والأخبار الزائفة، سواء كانت أصولها محلية أو أجنبية». ويشار إلى أنه لم تقتصر إجراءات «تويتر» على المعلومات الخاصة بالانتخابات الرئاسية في أميركا فقط، ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حجب الموقع تغريدة «قللت من أهمية ارتداء الكمامات في ظل انتشار فيروس (كوفيد - 19)».

قد يهمك ايضا :

ظهور أعراض "كورونا" على صحافي ثالث بعد تغطيته لأنشطة ترامب

مذيعة أميركية تضرب رجلًا على رأسه بزجاجة جعة خلال "جدال سياسي"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء تقييد تدوينات السياسيين مصداقية أم محاصرة للآراء



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia