لندن - سليم كرم
أكد الشرطي ورئيس مكافحة الإرهاب في بريطانيا نيل باسو أن تغطية الصحف الكبرى أسهمت في نشر الفكر اليميني المتطرف، منتقدًا جهات إعلامية مع وصفها بالمنافقة كصحفية "ديلي ميل " والتي نشرت على مواقعها الالكترونية "بيان" متطرف كرايستشرتش في نيوزيلندا.
وقال باسو إن المثير للسخرية أنه في الوقت الذي انتقدت فيه مرارًا صحف لها سمعتها، منصات مثل فيسبوك وغوغل لاستضافتها محتوى متطرفاً فإن مواقع الكترونية بينها مواقع ذي صن والديلي ميرور وديلي ميل سارعت إلى نشر مقاطع من الفيديو الذي صوره متطرف كرايستشرتش أثناء هجومه على المسجدين.
وأضاف في رسالة مفتوحة إلى وسائل الإعلام أن المنافذ الإعلامية نفسها التي انتقدت منصات التواصل الاجتماعي لعدم تحركها بسرعة لإزالة المحتوى المتطرف تنشر في الوقت نفسه دعاية لداعش على مواقعها على الإنترنت، أو تجعل بيانات القتلة والإرهابيين المختلين متاحة للجميع لتنزيلها " . كما أستنكر باسو في بيانه تحديدا ما قامت به صحفية "الديلي ميل" البريطانية من نشر بيان إرهابي نيوزيلندا المكون من 74 صحفه وجعله متاح للتنزيل ، وهو ما وصفه بالأمر المشين لصحفية بحجم ديلى ميل .
قال باسو "في الحقيقة أن كل إرهابي تعاملنا معه قد استلهم من دعاية الآخرين وعندما لا يجدها على فيسبوك أو يوتيوب أو تليغرام أو تويتر لا يتعين عليه سوى فتح التلفزيون أو قراءة الجريدة أو الذهاب إلى أحد مواقع المواقع الإعلامية التي تكافح للتنافس مع هذه المنصات".
اقرأ أيضا:
مراهق ينتمي إلى "داعش" يحاول نشر التطرف بين معتقلي أستراليا
واستشهد بالهجوم الإرهابي الذي وقع عام 2017 في فينسبري بارك في لندن كمثال على المكان الذي "قُود فيه رجل إلى فعل إرهابي عبر رسائل من اليمن المتطرف وجدها على وسائل الإعلام الرئيسية".
دعا باسو محرري الصحف البريطانية إلى مناقشة تغطيتها مع ناجين من عمليات إرهابية ومن يحاولون مواجهته، وقال إنه يأمل في أن تتعامل الحكومة مع قضية منافذ الأخبار الكبيرة التي تروج للرسائل الإرهابية في مقترحاتها المقبلة وألا تقتصر على استهداف شبكات مثل فيسبوك ويوتيوب.
وأشار الشرطي إلى أن " المادة الدعائية متطرفة قد تصل إلى عشرات الآلاف عن طريق قنواتهم أو شبكاتهم ولكن عندما تنشر جريدة المادة كاملة فأنها يمكن أن تصل إلى عشرات الملايين وقال: "يجب نفهم تماما أن "هذا يدمر مجتمعنا وأمننا".
يذكر أن موقع ديلي ميل وميرور قد أزالا مقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم في وقت لاحق ولكن متحدثاً باسم صحيفة ذي صن دافع عن استخدام مقاطع من الفيلم على موقعها قائلا "إنها تسلط ضوء على الهجوم الهمجي والدافع وراءه" .
واستخدمت الديلي ميل وذا صن طبعتيهما الورقيتين لانتقاد دور فيسبوك في هجوم كرايستشرتش رغم تحميلهما مقاطع من فيديو الهجوم على موقعيهما الالكترونيين.
قد يهمك أيضا:
صجيفة بريطانية تناقش دور الأزمة الليبية في تغذية التطرف والفوضى
بولنديون يُؤكّدون أنَّ سماح عبور المهاجرين للاتحاد نشر التطرف
أرسل تعليقك