احتل فشل حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيس الوزراء البريطانية، تيزيزا ماي، في الفوز بالأغلبية في الانتخابات العامة التي أجريت، الخميس الماضي، مساحة واسعة في الصحف البريطانية، حيث دعمها البعض وانتقدها آخرون، واصفين "ماي" بأنها تقاتل من أجل مستقبلها كرئيس للوزراء في المملكة المتحدة.
وقد خصصت الصحف البريطانية، تقاريرها ومقالاتها الافتتاحية في الحديث عن مستقبل "ماي" كرئيسة وزراء بريطانيا، بالإضافة إلى مصير البريكست بعد فشلها في الحصول على مقاعد الأغلبية.
فقالت صحيفتا "ذا صن"، و"الديلي ميل"، اللتان دعمتا بشدة "ماي"، وانتقدتا زعيم حزب العمال المعارض، جيريمي كوربين، في الفترة التي سبقت إجراء الانتخابات، إن كبار المحافظين قد يجبرون "رئيسة الوزراء البريطانية على التنحي من منصبها في غضون ستة أشهر، بعد الإخفاق المدوي الذي شهده الحزب خلال الانتخابات البرلمانية.
وجاء في صدر الصفحة الأولى لصحيفة "ذا صن"، تقرير عليه صورة لـ"تيريزا ماي"، وهي تتناول رقائق الشيبسي، ويحمل عنوان "كانت لديها رقائق لها"، فيما ذكرت "الديلي ميل" إن حزب المحافظين يتحول على "ماي"، واصفة الحملة الانتخابية لها بـ"الكارثية"، لافتة إلى سقوط الحزب في الحرب الأهلية.
وأشارت "ذا صن" في افتتاحيتها، إلى أن الخطاب الذي وجهته "ماي" خارج "داونينج ستريت"، الجمعة الماضي، كان مثبطًا للعزيمة تمامًا، حيث أن الناخبين بعثوا رسائل مطالبة لحزبها، كان أبرزها أن الشباب يحتاجون إلى صفقة أفضل، كما أن بريطانيا تريد المزيد من الإنفاق على الصحة والمدارس.
وبشأن مستقبل "ماي"، أردفت الصحيفة: "ليس هناك حتى الآن بديلًا واضحًا لرئيسة حزب المحافظين، ولكن ماي لا يمكن أن تستمر في رئاسة الحكومة مثل ما تفعل الآن، حيث لا بد أن يتم استبعاد حكومتها وحزبها، فيجب أن تتغير اليوم"، ومع ذلك، واصلت هجومها على "كوربين" وحزب العمال، قائلة إنه قدم رشاوى لا حدود لها، ولا يزال يخسر".
وأكدت الصحيفة أن فرحة السياسي "العبقري"، بالفوز ما هو إلا ارتياح جزئي لحزبه، لكن هذا لا يعني أنه يضع كل شئ في يده، حيث أن الشباب يعانون من الخداع مقارنة بالأجيال السابقة.
أما "الديلي ميل"، فوصفت فشل حزب "ماي" في الفوز بأغلبية المقاعدة، إنها "ليلة مروعة للمحافظين"، والبريكست، ومستقبل بريطانيا الذي كان قد بدا مشرقًا بشكل ملحوظ"، لافتة إلى أن الشباب الذين دعموا كوربين وانتخبوا حزبه، لم يتذكروا الفظائع التي ارتكبها زعيم حزب المعارضة ومحبوبه جون ماكدونيل، في الجيش الجمهوري الإيرلندي، كما لم يتذكروا الانهيار الاقتصادي في السبعينات، عندما دفعت النقابات العمالية بريطانيا للجحيم.
وواصلت الصحيفة هجومها على "شبكة بي بي سي"، بعد محاباتها الشديدة لـ"كوربين، ودعمها له بعد فوزه في الانتخابات العامة، وقد دعمت "ماي" منذ انتخابها كزعيم لحزب المحافظين، وقد وقفت معها بالرغم من نتيجتها، قائلة: "على الرغم من النكسة التي سقطت على "ماي"، إلا أنها لديها نقاط قوة كبيرة، وتستحق الفرصة لإثبات أنها تعلمت الدرس من حملتها الخائبة".
فيما حذرت كل من صحيفتا "ديلي تليغراف" و"التايمز"، اللتان أيدا حزب المحافظين قبل الانتخابات، من تعرض مستقبل "ماي" للخطر، حيث نشرت صحيفة "تايمز" في افتتاحيتها، "ماي قد تسقط في الهاوية"، مضيفة في تصريحات نقدية، أنه من المؤلم أن نتصور ما قالته الملكة إليزابيث الثانية، في مقابلة مايو/أيار الماضي، عندما طلبت من ماي تشكيل الحكومة، مؤكدة أن "المحافظين" أخطئوا في حق الشعب البريطاني مرتين في العامين الماضيين، مما نتج عنه عواقب وخيمة.
وأوضحت الصحيفة، أن العرض الكارثي الذي قدمه المحافظين في الانتخابات ترك بريطانيا بلا قيادة في اللحظة التي من المفترض الاعتماد عليهم في المصير الذي تريده "ماي" بخروج لندن من الاتحاد الأوروبي، مبينة أن حزب "ماي" قد اعتقد أن الحكومة في جعبته، ومع ذلك فشل في الحصول على أغلبية المقاعد في الانتخابات العامة، نتيجة سوء تقديرهم، مستطردة أن "ماي" قد أصيبت بجروح قاتلة وإذا لم تدرك هذا، فهو خطأ آخر ارتكبته في حق البريطانيين".
وأبرزت الصحيفة أن قرار "ماي" بتشكيل الحكومة، هو قرارًا مناسبًا على المدى القصير بسبب مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن موقفها لا يمكن الدفاع عنه على المدى البعيد.
فيما قالت "الغارديان"، التي دعمت حزب العمل في افتتاحيها، "ماي والمحافظين من الغطرسة إلى المهانة"، وذلك بعد فوز العمال في الانتخابات العامة، مؤكدة أن النتيجة كانت غير متوقعة تمامًا، ولكنها كانت مثيرة جدًا، حيث أنها صرخة إمكانية وصول بريطانيا للأفضل والأكثر عدلًا مما كان يعرف منذ عقد على الأقل.
واتهمت صحيفة "ديلي ميرور"، ماي بتشكيل ائتلاف غريب الأطوار، وذلك بعد رغبتها في التوصل إلى اتفاق مع حزب العمل الديمقراطي في أيرلندا الشمالية من أجل تشكيل حكومة، مضيفة في مقالتها الافتتاحية، أن ماي قد خانت "البلاد" من خلال دعوتها المبكرة للانتخابات، حيث يعنيها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك