واشنطن - عادل سلامة
ربطت وسائل الإعلام الأميركية، للمرة الأولى، اسم الرئيس دونالد ترامب مع كلمة نجاح منذ فترة توليه حكم الولايات المتحدة، حيث علّقت شبكة "سي أن أن"، "حقق ترامب نجاحًا في أسيا"، وحققت جولة ترامب التي استمرت 12 يومُا في اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين انتصارًا باهرًا، الغرض الرئيسي من هذه الرحلة لأي رئيس أميركي هو تعزيز العلاقات مع البلدان التي يزورها، وقادتهم، وتمثيل أميركا بطريقة جيدة وإيجابية، ترامب فعل كل ذلك بسهولة وثقة واحترام وحس فكاهة.
وقد يكون ترامب، أحد الرؤساء الأكثر إثارة للانقسام في التاريخ، من حيث وضعه كأحد المشاهير قبل أن يترشح إلى منصب سياسي، وهو أيضًا نجم سياسي بأبعاد لم يسبق لها مثيل تقريبا، ولوحظ ما قام به العديد من المضيفين له بالثناء والكرم، كما في زياراته السابقة إلى المملكة العربية السعودية وفرنسا، حين تمت معاملته كأقوى رجل في العالم، إن هذا المستوى المرتفع من الاحترام، بالنسبة إلى رجل مثير للاشمئزاز والازدراء على نطاق واسع في بلده، يجب أن يأتي على سبيل الإنعاش من حرب الاستنزاف التي لا تهدأ على مدار الساعة التي يواجهها في المنزل مع أي شخص ومع وسائل الإعلام.
في المحطة الأولى، في اليابان، لعب رئيس الوزراء آبي الغولف مع ترامب ونجم ياباني كبير محترف ، وقدم له قبعات مخصصة مكتوب عليها "دونالد وشينزو، لجعل التحالف أكبر"، ودعاه إلى عشاء على شريحة لحم، وقال آبي "لم تكن هناك مثل هذه الروابط الوثيقة التي تربط بين زعماء الدولتين كما نفعل الآن في تاريخ التحالف الياباني الأميركي"، وفي كوريا الجنوبية، حيث كانت علاقة ترامب الباردة مع الرئيس مون جاي ان، التقى مع الآلاف من الأطفال الذين يلوحون بالعلم، وفرق مسيرات عسكرية ومئات من الحراس. وقال مون لضيفه إنه "يحقق تقدما كبيرا في جعل أميركا كبيرة مرة أخرى، هناك علاقة خاصة بين الرئيس ترامب وبيني وهي ذات معنى، وأنا ممتن أن أكون جزءا منها"، مشيرًا إلى أنّه دعا ترامب إلى ضلع لحم البقر الكوري المشوي المطبوخ مع صلصة الصويا البالغة من العمر 360 عاما، وفى اليوم التالي، قدم لترامب 20 تصفيقا حارا عندما خاطب الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية.
ورأى الرئيس الصيني شي كل هذا، وأطلق العنان للمخزن الضيافة الصينية 7 نجوم للرجل الذي أمضى كامل حملته الرئاسية في الإساءة للصين، وشملت الدعوة لعشاء داخل المدينة المحرمة، حيث لم يدع أي زعيم أجنبي منذ عام 1949 لتناول الطعام، وتجنب ترامب مهاجمة سجل حقوق الإنسان في الصين، وأظهر بفخر شي شريط فيديو لحفيدته أرابيلا وهي تتحدث الصينية، وفي فيتنام، عرض ترامب التوسط في نزاع بحر الصين الجنوبي، وصوت ل "صفقة التجارة المتبادلة العادلة"، وكلاهما من القضايا الهامة للغاية بالنسبة لرئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك.
أرسل تعليقك