كرمتها منظمة الصداقة الأميركية الكندية لحقوق الانسان ومقرها أميركا لعملها الإنساني الكبير في دعم المحتاجين المرضى من خلال برنامجها "طيبة أهلنا"، إضافة إلى مساعدة 700 شخص محتاج إلى العلاج خارج العراق، لافتًة إلى عملها مع الامم المتحدة في دعم النازحين العراقيين في داخل البلد وخارجه.
وشاركت ممثلة المنظمة العالمية في الشرق الأوسط وزير الدفاع العراقي السابق خالد العبيدي بطائرته الخاصة لزيارة مواقع المعارك في نينوى لتنشر المحبة والسلام للقوات العراقية، وزيارة إلى بعض المواقع المهمة لشحذ الهمم ومد الجنود بالصبر والعزيمة من أجل تحقيق النصر وقتل المتطرفين .
إنها "حمامة السلام" وسفيرته الإعلامية هيفاء الحسيني الذي كان لـ"العرب اليوم" وقفة جميلة معها لتحدثنا عن مسيرتها العملية، وأكدت أنها قدمت برنامج "طيبة أهلنا" وهو عمل يهتم بالفقراء والمحتاجين والمتعففين ونقل المرضى إلى أفضل مستشفيات العالم وأيضًا مساعدة العوائل المحتاجة بمبلغ مالي قدره ١٠ مليون دينار عراقي، مؤكدة معالجة أكثر من١٠٠٠ عراقي من ضحايا الإرهاب وأيضًا أمراض السرطان وعلاجهم في أميركا وكندا وألمانيا من خلال عملها في المنظمة العالمية في أميركا.
* من هي هيفاء الحسيني
- هيفاء محمود الحسيني هي ابنة الدكتور علي محمود نجفي المولد والنشأة وأم موصلية المولد كولادتي ونشأتي ناشطة في مجال حقوق الإنسان ورئيسة منظمة المرأة والطفل وعضوة في العديد من المنظمات الإنسانية الدولية، وعضوة في أكثر من عشر اتحادات أدبية وإعلامية محلية وعربية ودولية، وأقدم برنامج سياسي بعنوان "المشهد الأخير" كان أول ظهور لي في قناة الفيحاء ورئيسة تحرير جريدة المسار وكتبت في العديد من الصحف والمواقع، فكانت حصيلة كل هذا تجارب وأنشطة وفعاليات كلها رسمتها بطرقات المحبة والنور مع الذين كانوا ومازالوا يحتاجون منا العون والفكرة والنصيحة فكانت هذه بعض من سيرتي الذاتية المتواضعة.
* كثيره هي الشائعات التي طالتك كان آخرها زواجك من رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري .
- هذه الأخبار جميعها غير صحيحة وأنا لست متزوجة٬ أنا لدي مسؤولية كبيرة جدًا٬ أنا أعيل أمي المريضة التي فقدت أعز الناس الذي هو والدي٬ وبسبب الظروف الصعبة الكثيرة التي مررنا بها في العراق٬ أمي معي في أميركا وأنا لا أستطيع مفارقتها أبدًا٬ وحتى حين أسافر لتصوير حلقات البرنامج، لابد أن تكون معي، وفي حالة التفكير بالزواج سأعلن عن زواجي للجميع .
* ماذا تعني لكي الصحافة والإعلام ؟
- أحس بأن حياتي بدون النشاط الإعلامي والصحافي والإنساني لا معنى لها أحسها رسالة صادقة وأمانه ثقيلة لابد من تحمل الكثير للمحافظة عليها، كما أنها لغة خاصة يتقنها الجميع قادرة عن التعبير عن مكنونات النفس الإنسانية وخلجاتها ومصور حقيقي للمعاناة للألم للكارثة للفرح للأمل لكل شيء، كذلك قادرة على تغيير بنية مجتمعية وتوجهات ليس من السهل تغييرها مما يجعل هذه الرسالة سلاح ذو حدين يمكن أن تبني مجتمع إذا ما أحسن استغلالها أو العكس إذا ما وجهت لأهداف أخرى.
* أين تجدين نفسك أكثر؟
- أنا أجد نفسي في الإعلام والنشاط الإنساني أكثر من أي شيء آخر، وأينما تكون هناك آراء ومقالات تحاكي هذا المجال وتحاكي الواقع بمصداقية حقيقية أكون معها.
* لو لم تكن الإعلامية هيفاء الحسيني في الصحافة والإعلام في أي مجال تكون؟
- لا يمكن أن أتصور العيش خارج مجال الإعلام، لكن هناك توأم روحي للإعلام وهو النشاط في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة التي تتدرج كجزء حيوي من هذا المجال لأني أجد أن المرأة العراقية مغيبة مهمشة مصادرة تتحمل كذابات جراح العراق، لكن غيرها من يحصد ثمرة سنابل الصبر.
* ماهي أهم الأنشطة والمشاركات التي قمت بها وأنتي خارج العراق؟ وهذا لا يمنع أن تكون لديك أنشطة ومشاركات داخل بلدك العراق لا سيما قلبك وعقلك هو العراق.
- في أي مكان أكون فأنا إعلامية مهتمة بكل النشاطات الإعلامية، وكوني مقدمة برامج في قناة الرشيد يضيف لي مسؤولية أكبر في الوجود في المحافل كافة، فكنت بين أبناء الجالية وفي المؤتمرات والورش والمحاضرات والأطروحات ومراكز الدراسات وألقيت أكثر من ثلاثين محاضرة في الجامعات الأميركية والمعاهد ومراكز الدراسات حول الإعلام العراقي ودور المرأة وأوضاعها في العراق ومشاكلها، وتواصلت مع المنظمات الدولية والإنسانية لإرسال مساعدات طبية إلى العراق وحاليًا أعد العدة لتنشيط عدد من الزمالات الدراسية للعراقيين وغيرها من النشاطات الكثيرة التي أجد فيها أحساس رائع حينما أشعر بأني أقدم شيء إلى بلدي العراق الحبيب.
* كيف دخلت هيفاء الحسيني عالم الصحافة والإعلام من أوسع الأبواب؟
- لم يكن صدفة كنت منذ صغري متميزة في درس الإنشاء حيث كانت معلمتي تشيد بي وتعبر عن إعجابها بأسلوبي في التعبير، وكانت تقول إن لكِ مستقبلًا في الكتابة الصحافية وهذه أيضًا ما كان يكرره والدي ووالدتي، وقد حفزني ذلك مع مراحل دراستي لكن كنت قبل سقوط النظام محدودة النشاط بسبب الوضع السياسي لعائلتي، لكن بعد السقوط كنت أول امرأة عراقية تصدر جريدة وكان اسمها المسار ترأست تحريرها، وكانت واسعة الانتشار في نينوى ومؤثرة في الحياة اليومية كان يحسب لها السياسيين والحكومة المحلية ألف حساب.
وكانت جريدتي أكبر تحدي إعلامي تواجهه القاعدة في الموصل دفعت ثمنًا باهظًا، وأيضًا اتفقت وقتها مع قناة الفيحاء بأن أكون مديرة مكتبها في الموصل ثم بعد تكررت محاولات الاغتيال التي نجوت منها بأعجوبة، غادرت إلى سوريا واستمريت في نشاطي لكن تعرضت إلى الاعتقال من قبل المخابرات السورية بسبب موقفي ضد الجماعات الإرهابية والتكفيرية والتي تصدر لنا من دول الجوار وأيضًا بسبب برنامجي السياسي قضية ورأي والذي يعرض على قناة الفيحاء.
* ما مفهوم الإعلامية هيفاء الحسيني في (تنمية المواطنة والديمقراطية)؟
- المواطن هو أساس وجود الدولة وسبب وجودها فلا يمكن أن تكون دوله بدون مواطن وهو أساس وغاية الديمقراطية، لذلك فالمعنى الحقيقي للديمقراطية أن الحكومة وجدت لخدمة الشعب، وليس الشعب في خدمة الحكومة، والحكومة ملزمة بحفظ كرامة وحقوق مواطنيها.
وفي المقابل مثلما كانت هناك حقوق للمواطن هناك واجبات يجب عملها ومبدأ حقوق الفرد وحرياته مبدأ أساسيًا، فلا يجوز سيطرة أي جماعة عليه باسم الأيديولوجيات أو الدين أو أي غطاء أو مسمى آخر، لذلك يجب تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وإعادة العلاقة التي انقطعت لدى الكثير بين الوطن والمواطن حيث لا يشعر البعض بملكية المنافع العامة له، لذلك يقدم على نهبها في أي فرصه أو تخريبها، وذلك بسبب سياسات النظام السابق كذلك يجب أن لا نسمح بنشوء ديكتاتورية جديدة تحت أي عنوان كان نحن نريد وطنًا يخدم المواطن وبالعكس.
* هل تأثرت الإعلامية هيفاء الحسيني بإحدى الشخصيات الإعلامية ومن مثلك الأعلى في مجال الإعلام؟
- لم أتأثر بشخصية محددة بل تعلمت أشياء من الكثيرين لكل منهم أسلوب في الكتابة يميزه عن غيره، لكن أفضل أسلوب يعجبني هو السهل الممتنع فالبعض يحاول إن يختار التعقيد في الكتابة عن طريق استحضار مفردات مترادفة يركز على إظهار ثقافته المعلوماتية أكثر من فكرة الموضوع الذي يكتب فيه.
* أين تجد الإعلامية هيفاء الحسيني بالنسبة إلى كتابة الشعر أو المقال وهل أنتِ شاعرة؟
- أنا إعلامية أولًا وأخيرًا وأجد في المقال عملية تفكير بصوت عال يسمعه الجميع وصوت عال يسمعه حتى الذي لا يرغب في سماعه، لكن لست شاعرة بما تحمله الكلمة من معنى ولدي محاولات شعرية.
* كيف ترين بلاد الغربة والحنين إلى الوطن وهل لديك الرغبة للرجوع إلى الوطن والأهل والأصدقاء؟
-غربة الوطن تعني غربة الزمن وغربة المكان وغربة الأهل وغربة الروح وغربة الفكر في الغربة قد تنبهر في البداية فيما تراه لكن سريعًا ما يراودك شعور غريب تحس بأنك وحيدًا في وسط الكل وبأن كل شيء ليس لك كل شيء يصرخ بوجهك أنك غريب وأن كل ما أعيشه من خدمات وأمان وحرية كل هذا لا يساوي دمعة من دموع أهلي وناس في العراق، الموت ألف مرة فوق تراب العراق أهون من لحظة الم وحنين في بلاد الغربة بعيدًا عن الوطن الأهل الأصدقاء الذكريات، وهناك الكثير ممن أصيبوا بمرض الحنين وفارق الحياة وأفكر جديًا بالعودة إلى العراق كذلك من يمتلك شعور وطني حقيقي فانه يعيش معاناة أهله وناسه وآلام وطنه كل لحظه مما يفقده متعة الإحساس بأي شيء جميل في الغربة.
* للإعلامية هيفاء الحسيني الكثير من القراء والمعجبين لماذا لا تردي سوى لعدد محدود بالتعقيب على ما يكتب لكي على صفحتك؟
- اعترف بتقصيري في هذا المجال وإن كان لدي العذر في ذلك لكن أحاول جاهدة أن أرد على جميع من يمرون على صفحاتي.
* هل لديك هوايات أخرى؟
- لدي هواية أحبها كثيرًا هي القراءة لكن للأسف لا أمارسها إلا بصعوبة لكثرة المشاغل في العمل والتنقل المستمر بين الولايات في أميركا والعراق بسبب عملي.
* ماذا يعنى للإعلامية هيفاء الحسيني الأسماء التالية.
- العراق بدونه ليس للحياة لونًا ولا طعمًا ولا رائحة ولا وجود.
* الأستاذ أمير النور (أحمد الصائغ) ماذا يمثل لكِ؟
أستاذ كبير وأخ فاضل أكن له كل الاحترام والتقدير ولا يفوتني شيء من كتابات، البروفسور عبد الإله الصائغ أستاذي ووالدي وهو رجل طيب ومثقف في جميع المجالات ويحمل قلب كبير يسع الجميع على الرغم من أنه سريع الزعل لكن يبقى عزيزًا على قلبي.
* منذ متى لم تذهبي إلى الموصل؟
منذ تسع سنوات٬ وبقدر الحنين إلى الموصل عندي ذكريات مؤلمة جدًا٬ أتذكر والدي وأختي وبيتنا٬ تعرضنا إلى ظلم من المتطرفين داخل هذه المدينة ومن ثم التهجير٬ أحب أصدقائي المميزين الذين أحترمهم وأتواصل معهم أحب بيتنا الجميل جدًا.
* إذا ما أغمضت عينيك وتمنيت زيارة الموصل إلى أي مكان تذهبين أولًا؟
لا أذهب إلى بيتنا٬ بل فقط إلى مقام (النبي يونس)٬ أحبه كثيرًا وكنا نذهب إليه كل يوم خميس، ونصلي في مسجده.
أرسل تعليقك