أكّد رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عماد الإفرنجي، أن الصحافي الفلسطيني أثبت مهنية عالية وجرأة غير مسبوقة في تغطية الأحداث الجارية على الأرض الفلسطينية، موضحًا أن الصحافيين الفلسطينيين يحملون سلاحًا واحدًا هو أقلامهم وكاميراتهم وأصواتهم التي يحاربون بها الاحتلال الإسرائيلي.
وصرّح الإفرنجي في مقابلة مع "فلسطين اليوم"، أن "المطلوب من الصحفي الفلسطيني في هذا الوقت أن يكون ساعد بناء لإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، ويعمل على تقريب وجهات النظر، وألا ينصاع للسياسي إذا تعلق الأمر بكرامته أو انحيازه للحقوق والثوابت الوطنية".
وحثّ رئيس منتدى الإعلاميين، الصحفيين على إعلاء المسؤولية الوطنية والاجتماعية، وتعزيز أجواء المصالحة، وتجنب التوتير والتشكيك، واعتماد خطاب إعلامي مساند لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، التي باتت مطلبًا شعبيًا ملحًا لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية في ظل التغول والتعنت الإسرائيلي المستمر.
وحول الأمور التي يفتقدها الصحافي الفلسطيني، بيّن الإفرنجي أن الصحافي الفلسطيني يريد قانون صحافة عصري وتشريعات قانونية تحترم سهولة الحصول على المعلومات وتداولها، ويريد احترامًا للحريات الصحافية، وعدم الملاحقة والاعتقال.
وأشار الافرنجي إلى أن الصحافي الفلسطيني يتطلع إلى نقابة مهنية قوية تسعى لتحقيق الأمن الوظيفي، مضيفًا أنه يتطلع إلى ثورة في مناهج وأساليب تعليم الصحافة في الجامعات الفلسطينية.
وأوضح الإعلامي عماد الإفرنجي، أن الصحافي الفلسطيني يتحول في لحظة ما إلى مراسل حربي بمجرد انطلاق شرارة الحرب والعدوان، مضيفًا: "لكنه بالرغم من ذلك ينقل الحقيقة بعدسته ويقاتل بصوته من أجل أبناء شعبه الذي مر عليه أكثر من ستين عامًا تحت نيران الاحتلال".
ومضى في القول: "وإعلاميونا لم يمسوا أحدًا، وإنما نقلوا صور الدمار والدماء فما يزال حي الشجاعية والتفاح وبيت حانون ورفح وجحر الديك وخزاعة لازالوا شهداء على الجريمة ليأتي العالم وينظر".
وأطلق الإفرنجي نداءًا إلى كل المنظمات الحقوقية والصحافية للتضامن مع الصحافيين من أجل ملاحقة مجرمي الاحتلال ليكونوا خلف قضبان الجنائية الدولية، لافتًا إلى أن دعوات عديدة عممت على دولٍ أوربية لتشهد تفاعلًا مع قضية الصحافيين الفلسطينيين الشهداء.
وحول واقع الحريات الإعلامية في فلسطين وخاصة الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بشكل رئيسي، والأثر الذي خلفه الانقسام في الحد من حرية الرأي والتعبير، أوضح الإفرنجي أن الاعتداءات المختلفة على الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، أدت إلى استمرار الكثير منهم في ممارسة الرقابة الذاتية، التي تحد من حرية التعبير والوصول إلى المعلومة.
وشدد على أهمية دور الإعلام في اجتثاث الفساد وإساءة استغلال السلطة، والكشف عن الإهمال وانعدام الكفاءة، وتفسير القضايا المعقدة التي تؤثر على أسلوب حياتنا، والترفيه عن القارئ بطريقة تتسم بالمسؤولية، مؤكدًا ضرورة التحلي بأخلاق العمل الصحافي، بهدف تحقيق معناه ودوره ومغزاه.
كما أكد الإفرنجي ضرورة أن يخوض الإعلام الفلسطيني في عمق الإشكاليات المتعلقة بالقضايا الهامة التي تمس الواقع الاجتماعي، مشددًا على ضرورة أن يتحول الإعلام إلى أداة مستقلة بعيدة كل البعد عن التشهير والاتهامات المتبادلة وتزييف الأخبار.
وطالب الإعلامي الفلسطيني، بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وتقديمهم لمحاكم دولية جراء قتلهم للصحافيين الفلسطينيين، واستهداف مقراتهم خلال السنوات الماضية، وطرد "إسرائيل" من كل المحافل الدولية المعنية بحرية الصحافة والصحفيين.
وذكر " أن الاحتلال سيبقى العدو الأول والرئيس للصحافة والصحفيين الفلسطينيين، فهو الكيان المجرم الذي يخشى على نفسه من الصحفيين، ويحرص على إخراسهم بالقتل والتغييب من أجل ارتكاب جرائمه في الخفاء".
ودعا الإفرنجي المنظمات الدولية للتدخل العاجل للإفراج عن الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال، مطالبًا بضغط المجتمع المدني على السلطة الفلسطينية لإطلاق سراح الإعلاميين المعتقلين في سجونها، ووقف المحاكمات بحقهم.
وطالب بالمسارعة في عقد لقاء شامل وموسّع من أجل رأب الصدع، وتوحيد الجسم النقابي، للوصول لنقابة موحدة وقوية وفاعلة قادرة على التعبير عن الصحفيين وانتزاع حقوقهم، وتقويتها لاستمرار حمل الرسالة والأمانة، والصمود في وجه الاحتلال ومخططاته الرامية لإخراس صوت الحقيقة وتشويه صورتها.
أرسل تعليقك