المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الصراع الدائر في البلاد يسفر عن مقتل 260 ألف شخص

المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية

إحدى المقاتلات الثوريات الكولومبيات مع طفلتها
بوغاتا ـ عادل جابر


تضحي المتمردات الكولومبيات، اللاتي انضمَّمن إلى القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك" بأبنائهن؛ للمشاركة في قتال القوات الحكومية في المعركة المستمرة بين الطرفين منذ أكثر من 50 عامًا.

المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية

وتعد قوات فارك منظمة ماركسية تتطلع إلى المساواة بين الجنسين حتى في ساحة المعركة، وتصف "روزميرا" (29 عامًا) اللحظة التي فارقت فيها ابنتها الرضيعة للاستمرار في القتال من أجل معتقداتها، مضيفة "عندما سلمت ابنتي شعرت وكأنني أفقد نصف نفسي، وفكرت في الأمر كثيرًا قبل الإنجاب لأني كنت أعلم أنني سأضطر إلى الانفصال عن الطفل بسبب ظروفنا".

المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية

وتجلس روزميرا مع مجموعة من أخواتها في السلاح في معسكر الجبل السري في المنطقة الشمالية الغربية من ماغدالينا ميديو، حيث اتخذت المتمردات منازلًا مؤقتة لهن، وتركت المسيرات الليلية آثار أسفل عيني روزميرا والتي حاولت إخفائها بالمكياج، ويضم المعسكر القليل من الكماليات النسائية.

المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية

وأسفر الصراع في كولومبيا والمستمر منذ نصف قرن عن مقتل 260 ألف شخص وفقًا للأمم المتحدة، ونزوح 6.6 مليون من السكان وهو أكبر عدد للنازحين من أي بلد باستثناء سورية، وعلى الرغم من اعتراف القوات المسلحة الثورية الكولومبية بخدمة الأطفال في صفوفهم في الماضي، إلا أن لديهم قواعد صارمة ضد تربية المحاربين لأطفالهم في منطقة القتال، وقررت روزميرا وشريكها الحصول على طفل رغم كونهما من المقاتلين المتمردين الماركسيين.

المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية

واتهمت الحكومة الكولومبية، نقلاً عن شهادة الفارين من القوات المسلحة الثورية الكولومبية، الجماعة بالإشراف على اغتصاب المجندات والإجهاض القسري، إلا أن المتمردين أصروا على السماح بالإجهاض الذي يعد غير شرعي في كولومبيا فقط كحل أخير، وأفادت وكالة إعادة الدمج الكولومبية والتي تعمل مع المقاتلين المُسرحين، بأن ما يقدر بنصف المقاتلين في الصراع ممن تركوا أسلحتهم لديهم أطفال، وأوضحت روزميرا ورفاقها أنهن كانوا يعرفن أن قادتهن سيصرون على إرسال الأطفال بعيدًا قبل أن يصبحن حوامل، مضيفة "لقد طلبنا الإذن ووافقت القيادة العليا وأصبح لديّ ابنة بالفعل".

المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية

واعتنت روزميرا بابنتها لمدة شهرين قبل أن تعود إلى خط المواجهة الأمامي، حيث تدور المواجهة بين القوات المسلحة الثورية الكولومبية مع الحكومة الكولومبية، ويتم تربية ابنتها بواسطة أقارب الأب الذين انفصلت عنهم روزميرا أخيرًا، وترى ابنتها من وقت لآخر، إلا أن الأمهات تتمنى زيارة أطفالهن بانتظام.

وتسعى القوات المسلحة الثورية الكولومبية إلى توقيع اتفاق سلام مع الحكومة بما يعني تمكين الأمهات من السفر لرؤية أطفالهن دون خشية توقيفهن أو قتلهن، وأفادت مقاتلة أخرى تدعى مانويلا (25 عامًا) ولديها ابنة عمرها 8 أعوام ولم ترها منذ عام، أن ابنتها شكت من غيابها عندما رأتها، وعند توقيع اتفاقية سلام مع الحكومة تخطط مانويلا لتأسيس حياة مستقرة وأن تصبح طبيبة أسنان وتعيش مع ابنتها، مضيفة "لا أريد أن ينظر لي أطفالي بخوف وعدم ثقة لأنني محاربة".

وتقدمت محادثات السلام لوقف إطلاق النار، والتي ترعاها كوبا خلال الأشهر السبعة الماضية، ما مكّن النساء المحاربات من رؤية أطفالهن وزيارة أمهاتهن، حيث اتجهت المقاتلة "ليديا روزا" (55 عامًا) إلى المخيم لاحتضان ابنها، وأفادت روزا بقتل ثلاثة من أبنائها الآخرين في الصراع، مضيفة "كل ما أتمناه من اتفاق السلام هو أن ابني سيكون حرًا يومًا ما حتى أستطيع رؤيته بانتظام".

وربما ينتهي الصراع، الذي بدأ منتصف الستينات كانتفاضة للفلاحين ضد الحكومة واستمر لعقود بين الجماعات المسلحة المختلفة، وأفادت الحكومة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية أنهم يأملون بتوقيع اتفاق السلام في 23 مارس/ آذار، إلا أن الخلافات المتعلقة بنزع السلاح ونقاط أخرى في المفاوضات لازالت تهدِّد بتأجيل الاتفاق.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية المتمردات الكولومبيات يتركن أبنائهن في الصغر لقتال القوات الحكومية



GMT 09:14 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

إرتفاع حالات العنف ضد المرأة بنسبة 77% سنة 2021 في تونس

GMT 13:38 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تحتفي باليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة

GMT 08:45 2021 الإثنين ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

1718 قضية زواج عرفي في تونس خلال الخمس سنوات الأخيرة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia