عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

ولدت في قرية "يوليبور" أفقر الأماكن في العالم

عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش

جاكير جيسي مدربة الفريق وعصمت آرا
دكا -عادل جابر

تعدّ قرية "يوليبور" واحدة من أكثر الأماكن فقرًا في العالم، وتقع في منطقة "كوريجرام" في شمال بنغلاديش، في ظلال جبال الهيمالايا، على مسافة يوم سفر من العاصمة، ولا تتوافر فيها الكهرباء أو المياه الجارية أو السيارات، وعلى مدار أشهر عدّة، خلال العام، وأثناء الرياح الموسمية تغرق المدينة من كثرة الماء.

عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش

وولدت عصمت في هذه الأجواء، في عام 2001، وبحلول عام 2011 وفي ظل هذه الأجواء المحيطة، والتي أصبحت لا تطاق كانت عصمت لاتزال تعيش في هذه القرية وحدها مع والدتها أنجو، والتي كانت تعاني من مشاكل صحية عديدة، ولم تعدّ عصمت قادرة على رعايتها، وكان والدها توفى، وذلك بعد أن ترك المنزل وتزوج بأخرى، أما أخواها الأكبر منها فقد تركا المنزل أيضًا، وهوجمت عصمت من قبّل أحد جيرانها وهو الأمر الذي سبب لها صدمة مما جعل الأخصائيين الاجتماعيين يضعونها في دار رعاية محلية، تابعة لمنظمة غير حكومية، ولحسن حظ عصمت أنه كان يوجد تواصل بين المنظمة وجمعية "سريبور فيلادج" الخيرية، واتجهت عصمت إلى الجنوب في أقرب وقت، وتبعد "سريبور" 35 ميلًا إلى الشمال، ولكنها عالم آخر بعيد عن القذارة والتلوث والفوضى المرورية، وتقع وسط بنغلاديش، ولم تكن عصمت تعرف الطريق فقد كانت في العاشرة من عمرها فقط، وخافت من أن تضل الطريق إلى أن عبرت البوابات، حيث وجدت ملاذًا آمنًا، وتعرفت هناك على "الأم" بات كير، وهي مضيفة الخطوط البريطانية السابقة والتي بذلت جهدًا لبناء "سريبور".

عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش

وغالبًا ما يجد زوار القرية التي تهتم بـ 150 أمًا و450 طفلًا، محاطون بالابتسامات على وجوه الشباب والصغار، وأضافت "بينما أسير في الفناء وقت غروب الشمس، بعد انتهاء اليوم المدرسي حيث هاجمني نحو 30 طفلًا يطلبون الاهتمام ويدعونني لالتقاطهم جميعًا وواحد من هؤلاء الأطفال لم يتبق معه سوى قطعة فاكهة، وعندما حاولت أن أودعهم وجدت صديقين جديدين وأمسكت الفتاة بيدي اليسرى، بينما امسك الصبي بيدي اليمنى وبدا هؤلاء الأطفال الذين قابلتهم في "سريبور" سعداء فقد وضع لهم نظامًا للاهتمام بتغذيتهم تغذية صحيحة، وسط مشاعر من الحب وينطبق الأمر نفسه على الأمهات الذين لديهم أزمات عاطفية، لتعرضهم للأذى على يد أزواجهن، وبعضهن من العاهرات السابقات".

عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش

ويعتبر النظام الغذائي الصحي المتوازن واحدًا من المفاتيح الرئيسية لتحسين حياة من يعيشون في القرية من أمهات وأطفال، كما أن القرية لديها اكتفاء ذاتي لكثير من غذائها حيث يوجد نحو 17 فدانًا خصبًا صالحًا للزراعة، تمتلئ بأشجار الفواكه مثل الموز وجوز الهند والمانغو والبابايا والجوافة، كما توجد مساحة لزراعة الخضراوات والأعشاب الضخمة، إضافة إلى برك السمك وقطيع مكون من 20 بقرة وتوجد مياه عذبة في الصنابير، تأتي من بئر عميق جدًا، وكان شغف باي كير هو قوتها الدافعة لتمكين النساء والفتيات في البلدة، التي تعد ولادة الفتيات فيها أمرًا عائقًا، فالتعليم أمر حيوي بالنسبة للفتيات كما أن كير تهدف إلى تزويد الأمهات بالمهارات، مثل الحياكة والنسيج والطهي والمعرفة المالية والثقة، لتمكينهن للعيش بصورة مستقلة عندما يغادرن هذه القرية.

عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش

ومما لا شك فيه أن عصمت في طريقها للعب الكريكيت بالمعنى الحرفي، لذا تقول عصمت "أشعر بالقوة عندما أمسك كرة أو شيء ما في يدي"، فالفتيات دائمًا ما يتركن للخروج وهذه واحدة من قواعد كير في القرية، ولهذا السبب كونت كير فريق من الفتيات للعب الكريكيت في عام 2012، وظنت كير أنه من الضروري حيث تعلمت الفتيات كيف يكن جزءًا من الفريق، وأردنا أن نجعلها رياضة غير متصلة". وتم استبعاد كرة القدم والرياضات القديمة لـ "كابادي" وهي الرياضة القومية.

وأضافت كير "أردنا أن تكون رياضة يمكن ممارستها في بلد إسلامي ويمكن للفتيات أن يلتزمن بالحشمة" لذا تم اختيار الكريكيت من بين الألعاب الأخرى، وهي ليست رياضة وطنية لكنها بالتأكيد هوس وطني، وكانت كير تعتقد أن لعب الكريكيت، سيعزز من الثقة الذاتية للفتيات وتعليمهم الثقة وللعب النظيف العادل واحترام الآخرين، وعندما بدأت الفتيات باللعب لم يكن يعرفن أي شيء عن الروح الرياضية، وإذا غضبن يرمين المضارب على الأرض لكن تعلمن بالتدريج أن يكن مهذبات تجاه المنافسين، وهذا علمهن الكثير عن السلوك الإيجابي كما أنهن أصبحن أفضل بكثير في المدرسة وتحسن السلوك العام لهن، ولم يكن لدى عصمت أي نوع من الانضباط الشخصي، ولم تكن تهتم بالمدرسة وكانت مدمرة تمامًا لكن منذ أول يوم لها في تدريب الكريكيت بدأت تتحسن أوضاعها في اللعب والمدرسة بشكل كبير".

وبالنسبة لأولئك الذين شاهدوا عصمت، وهي تلعب مع الصبيان لم يكن الأمر مفاجئ لهم أن عصمت تلعب على قدم المساواة في الضربات السريعة والأداء، وبرزت عصمت كنجم الفريق وعندما سألتها ما إذا كان الصبيان مترددين بشأن انضمامها معهم، ابتسمت وتلألأت عينيها البنية الكبيرة قائلة "بمجرد أن رؤوا أنه يمكنني اللعب سمحوا لي بمشاركتهم"، لكن هذا لم يدم طويلًا حتى وصلت شاتيرا جاكير جيسي وهي الرامية في فريق الكريكيت الوطني للنساء، كما تم تعينها مدربة للفريق في عام 2014 وبعدها عرف كل شخص في قرية "سريبور" أهمية عصمت، ومثلت جيسي بلادها منذ بداية الفريق في عام 2007، وكانت من الفتيات الموهوبات كفاية لتصل إلى القمة، ونتيجة لذلك خضعت عصمت لاختبارات صارمة في معهد الرياضة الوطنية للنخب "بي كيه إس بي"، حيث يلعب معظم لاعبي بنغلاديش الوطنيين من النساء والرجال المتعلمين والذين حصلوا على منح دراسية، وعصمت الآن في سنتها الثانية في المعهد خارج "دكا" وتتقدم في مجال دراستها ولعب الكريكيت.

ووصفت جيسي عصمت بأنها "لاعبة كريكيت رائعة جدًا" ورامية سريعة، ولها ضربات قوية وجيدة، كما أنها "الأكثر موهبة". وتعدّ جيسي مدربة الفريق وخريجة المعهد، وتلعب باسم بلادها، وتبلغ من العمر 25 عامًا، وتشق الطريق للنساء على التليفزيون والإذاعة الوطنية، لاعتبارها أول ناقد رياضي من الإناث على لعبة للرجال.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش عصمت تنضم إلى فريق للعب الكريكيت في بنغلاديش



GMT 09:14 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

إرتفاع حالات العنف ضد المرأة بنسبة 77% سنة 2021 في تونس

GMT 13:38 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تحتفي باليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة

GMT 08:45 2021 الإثنين ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

1718 قضية زواج عرفي في تونس خلال الخمس سنوات الأخيرة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia