سادت حالة من النقمة في الشارع الإسرائيلي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما أكدت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، الثلاثاء، بأن مستقبل نتنياهو السياسي انتهى بانتهاء العدوان على غزة.
وساد شبه إجماع على شاشات التلفزة الإسرائيلية، أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها في الحرب على غزة بل ساهم العدوان من تعزيز مكانة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في صفوف الفلسطينيين والعرب والعالم، خصوصًا بعد استبسال مقاتليها الذين قهروا الجيش الذي لا يقهر، في إشارة للجيش الإسرائيلي الذي لم ينجح في وقف إطلاق صواريخ المقاومة التي ظلت تتساقط على إسرائيل لأخر لحظة قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن عنوان الفشل الإسرائيلي هو أن يقوم نتنياهو بتبليغ أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المكلف الشؤون السياسية والأمنية بوقف إطلاق النار عبر الهاتف في مؤشر على ورطته بالحرب على غزة ووقفها دون تحقيق أي أهداف إسرائيلية منها.
وأكد المراسل العسكري للقناة الثانية الإسرائيلية روني دانييال، الثلاثاء، "يبدوا لي أن الحديث يدور عن وضع لا يطاق كان يجب أن لا نصل إليه يقولون لدينا وأكثر من واحد بأن حماس خرجت من هذه الجولة دون أي انجاز، وانأ أقول سادتي يوجد لحماس انجازات كبيرة فهذه المنظمة صمدت طوال 50 يومًا كاملة أمام الجيش الأكثر تطوراً والأكثر قوة في الشرق الأوسط ودون أن تستسلم حماس تلقت ضربات قاسية لا خلاف حول ذلك، ولكن أيضا في اليوم الخمسين يوجد هنا الجرأة للتجادل على شروط وقف إطلاق النار وعن موعده وكذلك على الحلول التي ستأتي بعد ذلك".
وتابع دانييال، "الانجاز الإسرائيلي بعد الخمسين يومًا كان يجب أن يكون واضحاً أكثر، فلغاية اليوم أملت علينا –حماس- كم من الضيوف يجب أن ندعو لحفل الزواج وهل نستطيع مشاهدة كرة القدم أم لا، الكثير من المواطنين يتركون بيوتهم في غلاف غزة ويبحثون عن ملجأ لغاية عبور الغضب، حماس أدارت لمدة 50 يومًا طريقة حياتنا، فحماس في ال20 يومًا الأخيرة كانت تملى علينا ماذا نفعل ومتى سيكون وقفا لإطلاق النار وإسرائيل استجابت".
وبين أنّ، "حماس خرجت من هذه العملية جريحة ولكن بثقة كبيرة وهذا الشعور سيلازمها في السنوات القادمة، وانأ قلق مما سيستفيد منه الإيرانيون من هذه الحرب وكذلك حزب الله والتنظيمات الأخرى فهذه الحرب كان يجب أن تنتهي وحماس تتوسل لتبقي على قيد الحياة، ولكن هذا لم ينته بهذا الشكل أقل من ساعتين قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار واستطيع القول أن إسرائيل سوف ترد بإيجابية وعندها تستطيع حماس أن تقول لنفسها عندما أردت أطلقت النيران داخل بيوت اليهود وعندما أريد أن يكون وقف إطلاق نار يكون ذلك".
وما آثار الإحباط في الشارع الإسرائيلي، بث وسائل الإعلام الإسرائيلية صورًا للقيادي البارز في "حماس" الدكتور محمود الزهار وهو يسير في شوارع غزة عقب دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنته مصر حيز التنفيذ.
وبقدر ما أثارت خطوات الزهار في شوارع غزة الإحباط لدى الإسرائيليين، فاقم بيان القائد العام لكتائب "القسام" محمد الضيف، بشأن تجميد القرارات الصادرة بتاريخ 20-8-2014 في حق المستوطنين وكذلك المتعلقة بحظر الطيران في مطار بن غوريون، من "الغصة" في نفوس الإسرائيليين الذين عبروا عن غضبهم من فشل جيشهم وحكومتهم في القضاء على المقاومة.
وسمح الضيف، الثلاثاء، لسكان مستوطنات غلاف قطاع غزة بالعودة إلى مستوطناتهم وإنهاء الحظر على حركة الطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي، عقب دخول اتفاق التهدئة المعلن حيز التنفيذ.
واكد بيان صدر عن "القسام"، أنه "بناء على سريان وقف إطلاق النار قرر القائد العام للكتائب محمد الضيف تجميد القرارات الصادرة بتاريخ 20-8-2014 بحق المغتصبين الصهاينة وكذلك المتعلقة بحظر الطيران في مطار بن غوريون".
وأوضح الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، "نقول للمستوطنين بإمكانكم العودة لبيوتكم –في محيط غزة- بإعلان من حماس وليس من إسرائيل، بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ"، مشيرًا إلى أنّ "استطعنا أن ننجز ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة، فهذا الشعب الضعيف انتصر على الجيش الإسرائيلي"، متابعًا "وانتصرنا بفرض الحصار على مطار بن غوريون وهروب المستوطنين وإجلائهم من مساكنهم"، مؤكدًا سماح محمد ضيف لهم بالعودة لمستوطناتهم.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أجلت أكثر من 400 عائلة من المستوطنات القريبة من الحدود مع غزة حفاظًا على أرواحهم من صواريخ المقاومة التي اشتدت خلال اليومين الماضين.
أرسل تعليقك