رام الله ـ وليد ابوسرحان
اثبت رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وخصوصًا كتائب عز الدين "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، بأنهم اكتسبوا الكثير من المهارات القتالية ولم يعودوا هواة في ساحة المعركة.
ويرى مراقبون، أن ما تكبده جيش الاحتلال خلال عدوانه المتواصل على غزة من خسائر بشرية غير مسبوقة يعكس تطور الوسائل القتالية لدى رجال المقاومة الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن عدد جنوده القتلى ارتفع إلى 29 بعد مقتل اثنين على مشارف غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، قضوا في اشتباكات مع مقاتلين من "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وغيرها من فصائل المقاومة، منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي على أطراف قطاع غزة، الخميس الماضي، ويمثل هذا الرقم ثلاثة أضعاف الخسائر البشرية التي لحقت بالجيش الإسرائيلي تقريبًا في الهجوم البري الذي شنه على قطاع غزة في حرب 2008 و2009.
وأكد الخبير العسكري الإسرائيلي العقيد احتياط افيغدور كهلاني في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن المعارك الشرسة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة لم يعرف لها الجيش مثيلاً على مر التاريخ وهي الأكثر تعقيداً.
وتابع كهلاني، أن "المقاومة التي تبديها حماس في الشجاعية وشرق غزة فاجأتني"، موضحًا "أنا أعرف كيف احترم عدوي أنا لا احترمه لأنه يريد قتلي ولكن احترم العقيدة القتالية لمقاتلي حماس الذين خاضوا تدريبات طوال الفترة الماضية واعدوا أنفسهم جيداً لهذه المواجهة وهم يطبقون الشعار الذي ترفعه الحركة وهو الاستعداد للتضحية والفداء من أجل تحقيق الغاية".
ورغم مرور أسبوع على الهجوم البري غلى غزة فإن الجيش الإسرائيلي ليس متسرعًا للانتقال إلى المرحلة البرية الواسعة في عمق القطاع، وما زالت عمليته تقتصر على الأطراف النائية من حدود القطاع الشرقية والشمالية والجنوبية، في ظل تكبده خسائر بشرية لم يعهدها سابقًا على يد رجال المقاومة الفلسطينية.
وأشار الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي من غزة صالح النعامي، أن مقاتلي "حماس" أظهروا طرازًا جديدًا لم يعرفه الجيش الإسرائيلي عبر الاشتباك بجرأة وتصميم، دون خشية التفوق التكنولوجي والعسكري للجيش.
ولفت النعامي إلى، أن مقاتلي "حماس" يظهرون لقوات الجيش كأشباح ويقاتلون بعد أن ينطلقوا من داخل أنفاق أعدت على مستوى متطور من الصعب استهدافها مع الجو، وباتت تشكل مصيدة.
واستشهد النعامي بأقوال نشرها جنود شاركوا في المعارك على مواقع التواصل اجتماعي ونشرتها وسائل، بحسب ما يقول، بأنهم واجهوا "مقاتلين متمرسين يتحركون بدقة غريبة، ولا يطلقون النار عبثا، ضرباتهم لا تخطئ على الأرض، وكأنهم يتدربون على يد شخص واحد".
ومع دخل الهجوم البري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يومه السادس، استعرض بن ويدمان، الذي يغطي الأزمة لـ"CNN" من القدس، مقاربات بين "الجرف الصامد" وعمليات عسكرية أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي في القطاع.
وذكر بن ويدمان، أنه "حتى اللحظة، لم تكلل المساعي الإسرائيلية في تحقيق هذه المهمة ـالعدوان الإسرائيلي على غزة - بالنجاح، فمنذ بدايتها حماس تستخدم الأنفاق لنصب كمائن واحتجاز جنود إسرائيليين وتستمر في إطلاق الصواريخ.، متبعًا "ما نشهده هو تغير في القدرات الإسرائيلية، وهكذا حماس، فكلما جاءت إسرائيل بتكتيك جديد، تجد حماس، والمليشيات الأخرى، طرقًا جديدة للمواكبة والتصدي لها، ما هو مهم الآن مقاتلو حماس يبدون، أكثر تدريبًا واكتسبوا مهارات جديدة لم تتوقعها إسرائيل".
أرسل تعليقك