غزة – محمد حبيب
لم تمنع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة الفلسطينيين من ممارسة حياتهم بمختلف نواحيها ، فمع مرور كل يوم من أيام العدوان الإسرائيلي يثبت الشعب الفلسطيني في غزة أنه قادر على لملمة جراحه ومواصلة حياته على أرضه، فرغم الجراح والألم الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 40 يومًا من آلاف الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة إلا أنه ما زال في قلوبهم مكان للفرح، ففي حادثة غير طبيعية يستعد الشاب عمر صالح أبو النمر للزفاف من عروسته في مركز الإيواء غرب مدينة غزة.
ففي مدرسة بنات الشاطئ الإعدادية "أ" التابعة للوكالة في مخيم الشاطئ أقيمت كل الترتيبات من تزيين المدرسة بالبالونات والأعلام الفلسطينية وإقامة "معرش" لتناول طعام الغداء للضيوف ومكان مخصص لجلوس العروسين وفي تمام السابعة مساءً ستتم مراسم زفاف العروسين في المركز.
الشاب العريس "عمر" قال "رغم الجراح والشهداء والبيوت المدمرة بسبب القصف الإسرائيلي أردنا أن ندخل الفرحة إلى قلوبنا وقلوب الناس فرغم الحصار والحرب إلا أننا سنفرح".
ويشير الشاب إلى أن المنزل الذي سيقطن فيه دمر في منطقة بيت لاهيا خلال الحرب، ويقول "الحمدلله اخترت البنت التي أرغب فيها"
ويقول والد العروس رياض فياض "عقدت قران ابنتي البكر بهذه الطريقة رغبة في استمرار الحياة التي لن تتوقف عند بيت قصف، أو عائلة شردت"
ويضيف "حياتنا سنستكملها بشكلها الطبيعي ولقد زوجت ابنتي اليوم لأقول لإسرائيل أنه مهما فعلت لن تمنعنا من استكمال حياتنا"
ويضيف " لم أتوقع أن يكون زفاف ابنتي في مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ولكن هذا ما فرضته آلة الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة، التي أفقدتني بيتي وشردت عائلتي.
فلا شيء يريد فياض، بعد أن قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بيته وشردت عائلته إلى مدارس النزوح إلى أن يستكمل حياته وحياة أسرته بشكل طبيعي.
ولم تفكر العروس هبة فياض في يوم أن تكون ليلة زفافها في مدرسة (بيت لاهيا) المكتظة بآلاف النازحين الفلسطينيين. كما لا يبدو على العروس الغزية أي من مظاهر الفرح خاصة أمام تلك المعاناة التي تعيشها جراء الحرب الإسرائيلية.
مدير مركز الإيواء يحيى زقوت يقول "حدث غير طبيعي نزيل في المركز انقطعت به السبل عرض مشكلته على وكالة الغوث خاطب 6 شهور نزيلة من منطقة بيت لاهيا بيتها تعرض للقصف والهدم ووكالة الغوث ساعدت الشاب في كل حاجاته اللوجستية والفرج الغداء اللبس والنوم".
ويضيف مدير المركز هذا الحدث يؤكد أنه رغم الألم والجراح والقصف والمعاناة يصر الإنسان الفلسطيني رغم كل الظروف على الصمود".
ويوضح "أن النزيل عمر سينتقل من المدرسة إلى فندق الموفمبيك لمدة يومين ومن ثم إلى مركز إيواء آخر".
يذكر أن قرابة 250 ألف نازح فروا من منازلهم القريبة من المناطق الحدودية في فترة العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من تموز يوليو الماضي مثل حي الشجاعية وبيت لاهيا وبيت حانون وخزاعة وشرق رفح وغيرها من المناطق رغم أن القطاع لم يكن فيه مكان آمن يحتمي فيه النازحون والسكان، حيث مراكز الإيواء تم قصفها وأوقعت عشرات الشهداء والجرحى.
أرسل تعليقك