يسيطر "شبح" العودة للعمليات الاستشهادية الفلسطينية في العمق الإسرائيلي على أجهرة أمن الكيان وأذرعه العسكرية التي تعيش حالة استنفار لا سيما في الضفة الغربية خشية تمكن بعض الاستشهاديين من الوصول إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48 أو التسلل إلى المستوطنات لتفجير أنفسهم في الحافلات العامة أو المطاعم وغيرها من المرافق العامة انتقامًا لأهالي غزة وما يتعرضون له من مجازر على يد جيش الاحتلال الذي يواصل عدوانه لليوم الخامس والعشرين على التوالي.
وتشهد معظم مدن وقرى الضفة الغربية مداهمات ليلية لمنازل المواطنين واعتقال العديد منهم يوميًا بحجة أنهم مطلوبون للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، مع تفتيش منازلهم بشكل دقيق.
ووفق روايات أهالي المعتقلين من جيش الاحتلال لا سيما في منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية فإن ضباط المخابرات وجنود الاحتلال الذين يدهمون منازل الموطنين في ساعات الليل المتأخرة يسألون في بعض الأحيان ما إذا كان هناك أسلحة أو متفجرات في المنازل والتي تقلب رأسًا على عقب بعد النفي، في عمليات التفتيش التي يقوم بها جيش الاحتلال.
وتشهد حواجز جيش الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة في الضفة الغربية منذ فترة إجراءات أمنية مشددة من جيش الاحتلال الذي يتعمد التدقيق في البطاقات الشخصية للمواطنين وتفتيش سياراتهم
وقدّرت مصادر أمنية فلسطينية أن حملات الاعتقالات الاسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية وعمليات التفتيش التي تنفذها قوات الاحتلال لسيارات المواطنين تشير إلى تخوف إسرائيلي من إقدام بعض ناشطي المقاومة في الضفة على تنفيذ عمليات استشهادية في العمق الإسرائيلي.
وألمحت المصادر بأن الأذرع الأمنية الإسرائيلية تعيش هاجس عودة شبح العمليات الاستشهادية وتفجير حافلات الركاب والمطاعم والأسواق في العمق الإسرائيلي ردًا على المجازر التي ترتكب في قطاع غزة، ولذلك تكثف من عمليات الاقتحام والتفتيش واعتقال الفلسطينيين في الضفة على أمل إحباط أي نيات لتنفيذ عمليات استشهادية.
وكانت فصائل المقاومة ولا سيما حركة حماس نفذت عشرات العمليات الاستشهادية داخل إسرائيل وتحديدًا عقب اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000 مما أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين في تلك العمليات التي شكلت لسنوات طويلة حالة من الرعب داخل إسرائيل.
ولا شك أن حالة الغضب العام التي تسود أوساط الفلسطينيين في الضفة والقدس الشرقية حاليًا توفر بيئة خصبة لتجنيد استشهاديين لتنفيذ عمليات في المدن الاسرائيلية تضامنًا مع أهالي غزة.
وتشهد الضفة الغربية محاولات عديدة لاستهداف المستوطنين، والمستوطنات المنتشرة في الأراضي المحتلة عام 67 عبر إطلاق النار عليها وزرع العبوات الناسفة قرب الحواجز العسكرية.
وفي ذلك الاتجاه أطلق مسلحون فلسطينيون النار على مستوطنة شافي شمرون، فجر الخميس، فيما فجّرت قوات الاحتلال عبوة ناسفة على حاجز الجلمة شمال جنين.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن مسلحين أطلقوا النار فجر الخميس على مستوطنة شافي شمرون غرب مدينة نابلس وأن قوات الاحتلال ردت بإطلاق النار من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وفي جنين قالت مصادر أمنية إن قوات الاحتلال فجّرت عبوة ناسفة كانت موضوعة على الحاجز الإسرائيلي من جهة الأراضي داخل الخط الأخضر.
وبحسب المصادر فإن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز واستقدمت فرق المتفجرات التي قامت بتفجير العبوة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات
أرسل تعليقك