لندن - كاتيا حداد
اخترق متطرفون عشرات الآلاف من الحسابات الشخصية عبر موقع "تويتر" ردًا على هجوم طيارة من دون طيار تسبب في مقتل متطرف بريطاني ينتمي إلى تنظيم "داعش". وأسس المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "خلافة الفضاء الإلكتروني"، جنيد حسين في برمنغهام، وحث أتباعه على السيطرة على حسابات تمكنهم من نشر دعاية وترويج للتنظيم، ويبدو أن معظم الضحايا تم تحديدهم في المملكة العربية السعودية.
وفيما وصفه الخبراء على أنه تصعيد مخيف لحروب الفضاء الإلكتروني العالمي، جرى نشر تفاصيل أكثر من 54 ألف حساب "تويتر" بما فيها كلمات المرور على الإنترنت، الأحد. ما أثار احتمالاً بأن يكون أصحاب هذه الحسابات يراقبون بلا حول ولا قوة منهم، حيث ينشر أعضاء "داعش" خطابهم تحت أسماء هؤلاء الضحايا.
وبيّن أحد الضحايا وهو مهندس بريطاني موجود في المملكة العربية السعودية، "لقد كنت مرعوبًا من كيفية حصولهم على التفاصيل الخاصة بي".
كما نشر المتطرفون الكثير من التفاصيل الشخصية التي تتضمن أرقام الهواتف المحمولة الخاصة بقيادات في وكالة المخابرات المركزية، ووكالة الأمن القومي الأميركية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية.
وقاد حسين قسم الاختراقات الإلكترونية "الهاكرز" لتنظيم "داعش" قبل مقتله بواسطة طيارة أميركية من دون طيار أثناء عملية ملاحقة مشتركة بالتعاون مع بريطانيا. ومنذ مقتل حسين، خليفة الفضاء الإلكتروني، الذي سيطر بكل بساطة على حسابات "تويتر" الخاصة بـ"البنتاغون" في كانون الثاني/ يناير، بقيت ملفات قليلة على الإنترنت.
ولكن يبدو أنه بعد قضاء شهور عديدة في حصاد البيانات الحساسة، عادت إلى الظهور مرة أخرى على "تويتر" بعد التاسعة من صباح الأحد، بتغريدة افتتاحية تقول: "لقد عدنا". وظهرت صفحتهم على "تويتر" بأسماء "الهاكرز" المستعارة والصور الشريرة، وكلمات، "هاكرز داعش" بأحرف حمراء ثقيلة، مؤكدين "نحتاج إلى سنوات لنشر ما في حوزتنا، سنرفع رايتنا في قلب أوروبا".
وبعدها نشروا رابطًا عليه البيانات الأساسية لحسابات "تويتر" المخترقة، قائلين إنهم وضعوا فيه بيانات أعضاء العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن هذا أمر لا يمكن التحقق منه.
وفي الساعة الحادية عشر مساءً، يُعتقد أن وكالة الأمن توصلت إلى الأمر وأوقفت حسابات خلافة الفضاء الإلكتروني. ولم يتضح في الحال كيف استخدمت الحسابات المخترقة، حيث أن الضحايا المتصلين من خلال البريد الأحد لم يكونوا على وعي بأنه تم اختراقهم. وأوضح أحد الأطباء، "نعم هذه كلمة المرور الخاصة بي، إنه أمر مرعب وصادم أن يحصلوا على التفاصيل الخاصة بي". وأوضح الطبيب أنه لم يكن يدري أن حسابه على "تويتر" تم اختراقه.
ولفت خبير الأمن الإلكتروني، طوني ماكدويل، إلى أنه من من المرعب أن يجمع المتطرفون البيانات بهذه الطريقة، مضيفا أن نشر البيانات الخاصة والمعلومات السرية لأي شخص يعد انتهاكًا لسياسية وقواعد "تويتر".
وكشف تحقيق قام به قطاع الأمن الإلكتروني أن المتطرفين استهدفوا المعلومات الخاصة ببعض مستشارين رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ومن بينهم وزيرة الداخلية، زيرسا ماي، ومفهوم أنه لم تحدث أي اضطرابات أمنية.
وجاءت واقعة الأحد، إذ أعلنت الحكومة أنه يجب أن يتم تخزين أنشطة المواطنين على الإنترنت في بريطانيا لمدة عام، وذلك في ضوء قوانين المراقبة الجديدة، وأوضحت ماي أن ضباط الشرطة والمخابرات سيكون في قدرتهم رؤية أسماء مواقع الأشخاص الذين تم الدخول إلى حساباتهم دون إذن قضائي، حتى يتسنى محاربة الجريمة والتطرف.
أرسل تعليقك