يعاني السوريون تحديات اقتصادية كبيرة خلال شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، تتمثل في تأمين مونة الشتاء التي يعد من أبرزها "المكدوس" ومصاريف المدارس وعيد الأضحى ما شكل ضربة قوية على جيوب السوريين بسبب ارتفاع الأسعار أضعافا مضاعفة.
ووصل سعر كيلو الباذنجان المعد للمكدوس إلى 100 ليرة، في حين تراوح كيلو الجوز بين 2500 – 3000 ليرة سورية، وأما بالنسبة إلى الفليفلة فقد تراوح سعر الكيلو بين 450 -500 ليرة سورية ينقص ويزيد حسب التاجر، أما زيت الزيتون، فقد وصل سعر التنكة إلى 16ألف ليرة، وبالتالي فإن عملية إعداد 30 كيلو من الباذنجان لصنع المكدوس تحتاج إلى أكثر من 25 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل راتب موظف حكومي.
وعند لقاء إحدى ربات البيوت في أسواق دمشق، أم أحمد قالت: “أمضيت ما يقارب الأربعين عام وأنا أصنع المكدوس سنويا، كواحد من أصناف المونة التي تُحفظ لفصل الشتاء”، مضيفة “كنت اصنع ما يقارب الخمسين كيلو غرام من الباذنجان، لعائلتي المكونة من 8 أفراد، وحتى عندما كبروا وتزوج قسم منهم، استمريت في إعداده وتوزيعه على بيوتهم، لأن الجيل الجديد قد يجد صعوبة في إعداده، وهو يحتاج إلى خبرة”.
وتابعت أم أحمد: "وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، انخفضت الكمية التي اصنعها إلى أقل من النصف، ففي العام الفائت اكتفيت بـ15 كيلو غرام فقط، ولم أقوم بإعداده لأبنائي المتزوجين”، وأما أم سامر، أم لأربعة أطفال، أكدت أنَه “لن يتمكن معظم السوريين هذا العام من صناعة المكدوس مطلقًا، فقد وصل الغلاء حداَ لا يطاق، فأصبحت تكلفة المكدوس لوحده تساوي تكلفة مونة فصل الشتاء كاملة وزيادة أيضا”، لافتة إلى أنه “بالنسبة لي فأنا استغنيت عن المدوس هذا العام، فالوضع المادي أصبح صعب”.
فيما تطرقت إحدى السيدات، إلى المشاكل التي يعاني منها موضوع مونة الشتاء بشكل عام، حيث أفادت “مشاكل المونة كثيرة، وأهمها انقطاع التيار الكهربائي، وساعات التقنيين الطويلة”، مضيفة: “أتلفت العام الماضي مؤونتي بشكل كامل من بازيلاء وفول وملوخية، وبامية، وذلك بعد أن فقدت صلاحيتها بسبب انقطاع الكهرباء”.
وأما بالنسبة إلى الحقيبة المدرسية فقد ارتفعت أسعارها هذا العام عن العام الماضي ما يقارب 30%، مما دفع معظم السوريين لتسمية شهر أيلول من هذا العام بشهر “النكبة الاقتصادية”.
وفي جولة على المكتبات أكد أصحاب المكتبات أن المستلزمات المدرسية ارتفعت ما يزيد على 30 في المائة ومنها ما تجاوز الـ40 في المائة، حيث أشار أحد الآباء أنه فوجئ بأن ثمن دفتر الرسم نوعية جيدة وصل إلى ألف ليرة على حين علبة الألوان إلى 1200 ليرة، إضافة إلى أن الدفاتر المدرسية بمجملها ارتفعت أسعارها بمعدل 20 إلى 50 ليرة.
وتراوح سعر “بدلات” المدارس من ثلاثة آلاف لتصل وبحسب النوعية والقصة إلى 7 آلاف، أما الحقائب المدرسية فهي الأخرى لم تسلم من بورصة ارتفاع الأسعار لتبدأ من ألفي ليرة وصولًا إلى خمسة آلاف وبحسب الحجم والنوعية.
كما ارتفعت أسعار الملابس ومستلزمات إنتاج الحلويات في الأسواق السورية خلال الأيام القليلة الماضية بشكل كبير وملحوظ بالتزامن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك. وقال أحد التجار في سوق الصالحية في دمشق، إنه “على إثر ارتفاع الدولار ما يفوق 300 ليرة، قفزت أسعار الألبسة المستوردة بمعدل 3000 ليرة للقطعة الواحدة عما كانت عليه في العيد الماضي.
وأضاف أنه “خلال موسم الأعياد تنفلت الأسعار وتتراجع مستويات الرقابة على الأسواق ما يؤدي إلى حالة فوضى تعم الأسواق في مختلف المجالات وخاصة الألبسة والأحذية والغذائيات”.
وقالت أم محمد “موظفة” إن شهر أيلول هذا العام يحتاج لأكثر من راتب واحد ابتداءً من مونة المكدوس وافتتاح المدارس وتحضيرات العيد، وأضاف لقد قررت هذا العيد صنع القليل من الحلويات في المنزل، والعزوف عن مونة المدوس وشراء ألبسة العيد لأطفالي، لأن هناك ما هو أهم وهو شراء المستلزمات المدرسية التي ارتفعت أسعارها هذا العام لحد جنوني”.
وفي جولة على أسعار الحلويات في بعض أسواق دمشق لوحظ تجاوز أسعار بعض أنواع الحلويات 5 آلاف ليرة للكيلو غرام، ومنها المبرومة والآسية، بينما بلغ سعر “كول وشكور” 3500 ليرة، والبللورية 2500 ليرة، والهريسة ألف ليرة للكغ.
ولاحظنا خلال جولتنا امتناع معظم المحال من عرض الأسعار، فيما أقر غالبية أصحاب محلات الحلويات بارتفاع الأسعار إلا أنهم اعتبروها منطقية قياسا بارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وعلى رأسها السمن الحيواني والفستق الحلبي وأجور اليد العاملة.
أرسل تعليقك