الدار البيضاء – كوثر زاكي
تتميز "ليلة القدر" عند المغاربة بأجواء روحانية، وطقوس اجتماعية يعرفها الصغير قبل الكبير، بحيث يتم فيها إحياء العديد من التقاليد والعادات المتوارثة، وأهم ما يميز هذه الليلة المقدسة هو امتلاء المساجد بالمصلين وارتفاع أصوات الذاكرين تهليلاً، وتسبيحًا وتكبيرًا، إحياءً لهذه الليلة المباركة.
ونظرا لقدسية هذه الليلة، فقد خصص لها المغاربة احتفالات مميزة، بحيث يتم اقتناء أنواع جيدة من البخور لتطييب البيوت، كما يتم اقتناء الحناء و"السواك" و"الكحل" وغيرها من المواد التي تستعملها النساء للتزيين، لأنه بمجرد الانتهاء من وجبة الإفطار، تقوم النساء بارتداء ملابس تقليدية جديدة، وتتزين كي تظهر في أحلى حلة.
كما يكون للأطفال لهم الحظ الأوفر، حيث يتم الاحتفال باليوم الأول لصيامهم، كما تقام الأعراس الرمزيّة التي ترتدي فيها الفتيات الأزياء التقليدية، وتزين على الطريقة التقليدية، وبعدها تتوجه صحبة أفراد أسرتها إلى المنصات التي توضع في الشوارع للاحتفال بالأطفال.
وتعتبر عادة الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في المغرب يوم 26، احتفالية ذات نكهة خاصة وذاكرة تظل موشومة في أذهان الأطفال، كما تعد من مظاهر العادات التقليدية المغربية، التي تتجسد فيها معالم الحضارة المغربية، حيث تشكل محطة أساسية للأسر المغربية داخل هذا الشهر، وتعمل من خلال هذا التقليد على تكريس الانتماء الديني للطفل المغربي المسلم.
وتبقى زيارة المقابر والترحم على الأموات من أهم عادات ليلة القدر لدى المغاربة، ففي صبيحة اليوم السادس والعشرين، يتجه الكبار والصغار والشيوخ إلى المقابر لزيارة أهلهم وذويهم والترحم عليهم، محملين بالتمر والتين الجاف والخبز والماء للتصدق على الفقراء وقراءة القرآن.
أرسل تعليقك