دمشق - ميس خليل
بدأت عشرات العائلات النزوح عن مدينة حلب إلى محافظات اللاذقية وطرطوس، بينما تستعد مئات العائلات الأخرى إلى المغادرة إلى مناطق أكثر أمنًا.
وتبقى العائلات الأكثر فقرًا، التي فضلت البقاء في بيوتها لعدم قدرتها على تحمل تكاليف الانتقال إلى مكان آخر.
وتأتي حركة النزوح، بحسب ما أكدته مصادر مطلعة، بعد موجة الشائعات التي تجتاح المدينة عن قرب سقوطها في يد جبهة النصرة، وتخوف السكان من ممارسات الجماعات المسلحة ضد المدنيين، وكذلك من عمليات القصف التي ستنفذها القوات الحكومية حال سيطرة الجماعات على المدينة.
وتجد الشائعات تربة خصبة في ظل انقطاع جميع وسائل الاتصال من هاتف أرضي وخليوي وإنترنت منذ أكثر من 20 يومًا، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء بشكل كامل، مما جعل أهالي المدينة لا يعرفون شيئًا ما يجري حولهم ويعتمدون بشكل كامل على الشائعات التي يتعمد مطلقوها إثارة الخوف بين الأهالي لدفعهم إلى بيع ممتلكاتهم وبيوتهم بأرخص الأسعار، مما سيحمل معه ارتفاع جنوني في الأسعار.
وأكثر الشائعات انتشارًا تؤكد أن القوات الحكومية أفرغت محتويات المتحف الوطني والبنك المركزي ونقلت محتوياتهما إلى محافظة اللاذقية؛ تمهيدًا لانسحاب جميع عناصر القوات الحكومية كما حدث في مدينة إدلب المجاورة.
وفي إتصال إذاعة محلية مع عضو مجلس الشعب عن مدينة حلب لم يؤكد ولم ينفِ تلك الشائعات، وقال إن من واجب الحكومة حماية الآثار والتراث السوري من الوقوع في أيدي "المتطرفين"، وأن القوات الحكومية تبذل ما في وسعها لحماية المدينة؛ لأن سقوط حلب يعد كارثة حقيقية، بينما نفى مدير آثار مدينة حلب نقل أيّة قطعة من المتحف الوطني.
وتتعرض أحياء مدينة حلب إلى قصف متبادل من جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها من جهة، والقوات الحكومية والدفاع الوطني من جهة أخرى؛ إذ وثقت مديرية صحة حلب مقتل 340 مدنيًا منذ بداية العام الجاري خلال قصف الفصائل المعارضة للأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، من بينهم 75 امرأة و92 طفلًا و173رجلًا دون ذكر القتلى من عناصر القوات الحكومية.
بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 420 شخصًا خلال الفترة ذاتها بقصف القوات الحكومية للأحياء والبلدات التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب وريفها.
وشنت جبهة النصرة، الاثنين الماضي، هجومها الثاني خلال شهر على مبنى المخابرات الجوية في حي الزهراء، كما دارت اشتباكات عنيفة استمرت 8 ساعات متواصلة، تدخل فيها سلاح الجو الحكومي لمنع تقدم عناصر النصرة، وقصف محيط المنطقة والأحياء التي ينطلق منها المهاجمون وتسببت في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
كما قصفت جبهة النصرة محيط المبنى وحي الزهراء بقذائف مدفع جهنم والقذائف الصاروخية وسقط مدنيون قتلى وجرحى، قبل أن تتوقف الاشتباكات دون تحقيق أي تقدم ﻷي من الطرفين.
أرسل تعليقك