أنقرة - جلال فواز
تجمع الآلاف من الناس في مكان الانفجاريين الذين وقعا في العاصمة التركية أنقرة وخلفا أكثر من 100 قتيل، في أعنف هجوم متطرف على الأراضي التركية في التاريخ.
واندلعت احتجاجات بين المتظاهرين والشرطة استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع الناس من وضع الزهور الحمراء في موقع الانفجاريين، وأصيب في الاشتباكات بعض من أعضاء الحزب الديمقراطي المؤيد للأكراد.
ورفع المشيعون والمحتجون هتافات مناهضة للحكومة التركية، شاجبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وواصفينه بالقاتل واللص، ملقيين باللوم على حزب "العدالة والتنمية" في انعدام الأمن في البلاد.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، فيما قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن "داعش" أو المليشيات الكردية أو الجماعات الراديكالية السياسية لها دور في التفجير.
وأشار المحللون إلى أوجه التشابه بين هجوم أنقرة وأخر وقع على الحدود التركية في قرية سروج قتل فيها 33 من النشطاء الأكراد والأتراك في حزيران/يوليو وألقت الحكومة التركية بالتهمة على داعش.
وأعلنت الحكومة أنها عينت اثنين من المفتشين المدنيين واثنين من مفتشي الشرطة للتحقيق في هجوم أنقرة، ووفقا لإحدى الصحف الموالية للحكومة، تم التعرف على أحد الانتحاريين وهو رجل يتراوح عمره بين 25 و30 عامًا و لم تنشر أي معلومات أخرى.
ووقع الانفجاران في بضع ثوان بالقرب من محطة القطار المركزية صباح السبت، حيث تجمع الناس للمسيرة السلمية التي نظمتها العديد من الجماعات اليسارية بما فيها نقابات العمال للمطالبة بوضع حد للعنف المتصاعد بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني المحظور.
وحمل أحد المسؤولين الرفيعين في الحزب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاز الحكومة المسؤولية عن الهجوم، وأشار إلى أن حزبه يعتبر واحدا من الأهداف الرئيسية في الهجوم، ويطالبون بتحقيق العدالة.
واتهمت الحكومة السياسيين الأكراد باستغلال ألام الآخرين لتحقيق مكاسب انتخابية، وهذه الادعاءات رفضها دميرتاز وقال "من أنتم لتستمروا في تهديدنا؟ لن نسمح لكم بقتلنا هكذا، فيوم بعد يوم، نحن من نتعرض للقتل، نحن الشرطة ونحن الجنود، نحن الأكراد والأتراك من نموت، ليس أطفالكم من يقتلون، لهذا لسنا نحن من يتحمل مسؤولية ما يحدث بل أنتم".
وأتت التفجيرات في أنقرة بعد ثلاثة أشهر من انهيار وقف إطلاق النار المتبادل بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، وقتل المئات من الأشخاص في أحداث العنف المتصاعدة من ذلك الحين.
أرسل تعليقك