تحليل أميركي يؤكد أن معركة الموصل استندت إلى استراتيجية خاطئة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تحليل أميركي يؤكد أن معركة الموصل استندت إلى استراتيجية "خاطئة"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تحليل أميركي يؤكد أن معركة الموصل استندت إلى استراتيجية "خاطئة"

معركة الموصل
بغداد-نجلاء الطائي

أكّد تحليل أميركي جديد، تحدّث عن الحملة العسكرية التي تشنها القوات العراقية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، والتي بدأت منتصف أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مشيرًا إلى أن "داعش" استولى على المحافظة منتصف 2014 مما أحدث موجات من الصدمة في أنحاء العالم، وخاصة عندما انهارت أمامه 4 فرق من الجيش وقوات الشرطة العراقية في 4 محافظات، مما جعله يسيطر على ثلث مساحة العراق.

وأضاف التقرير الذي نشرته مجلة فورين أفيرز الأميركية، أن تنظيم "داعش" تسبب في تشريد الملايين من العراقيين وأجبر المسيحيين على مغادرة أماكن سكناهم، وأنه سرعان ما استولى على ثلث مساحة سورية أيضا وأعلن الخلافة التي تعتبر حلم كل المتطرفين الإسلاميين، مبيّنًا أن نحو 40 ألف مقاتل توافدوا على العراق وسورية من أكثر من 100 دولة حول العالم، وذلك للانضمام إلى صفوف التنظيم، حيث كان ينتج ما لا يقل عن 100 شريط فيديو دعائي في الشهر الواحد ويبثها عبر عشرات آلاف الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشارت "فورين أفيرز" إلى أن المعركة تدخل شهرها الرابع، وأنه يتوقع لها أن تطول وتستمر إلى شهور أخرى على غير ما كان متوقعا لها عندما انطلقت، ونسبت إلى جنرال أميركي -سبق أن قاد القوات الأميركية في العراق ورفض الكشف عن هويته- إشادته بأداء قوات مكافحة الإرهاب العراقية في القتال ضد مقاتلي تنظيم الدولة في الموصل، وأضاف أن المعارك داخل المدن الكبيرة تتطلب بذل كثير من الجهود لتجنب قتل المدنيين أو تدمير البنى التحتية.

واستدركت فورين أفيرز بالقول إن الصورة الحقيقية لمعركة الموصل مختلفة، وأن المعركة التي طال انتظارها استندت إلى استراتيجية خاطئة ومضلِلة، واعتمدت على افتراضات زائفة تتمثل في أن تنظيم الدولة سرعان ما يضعف ويتراجع بعد ما تعرض له من هزائم في العراق وسورية خلال العام الماضي، إلا أن التنظيم -على العكس تماما- قاتل بشراسة واتبع تكتيكات أسفرت عن تكبيد القوات العراقية خسائر فادحة، وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإعادة تقييم خطة الحملة، بعد تعرض نحو 100  من الجنود العراقيين للقتل أو الإصابة في معركة مستشفى الموصل أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأشارت "فورين أفيرز" إلى أنه يعتقد أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ناقش مع حيدر العبادي مسألة تغيير الخطط العسكرية المتعلقة بالحملة على الموصل، وذلك أثناء زيارته بغداد آخر العام الماضي، وأن تنظيم "داعش" ينشر القناصة على أسطح المنازل وأن لديه مقاتلين مدربين ويمتلك ترسانة من الصواريخ قصيرة المدى بعضها مصنع محليا، وأنه يستخدم استراتيجية السيارات المفخخة في الهجوم، ويعتمد على المئات من الانتحاريين الأجانب.

وأفاد التقرير أن الحكومة العراقية طلبت من الأهالي البقاء في الموصل، وذلك لتجنب الزيادة الهائلة في أعداد اللاجئين، لكن تنظيم "داعش" يستخدم الأهالي دروعا بشرية، وأن أكثر من ألف من المدنيين لقي حتفه أثناء المعركة، وأن الحكومة العراقية توقّعت أن يلوذ مقاتلو التنظيم بالفرار، ولهذا السبب لم تحاصر الموصل إلا بعد أن بدأت المعركة، وحاصرت المدينة من أجل أن تقطع خطوط الإمدادات القادمة من مدينة تلعفر غربي الموصل، حيث لا تزال خطوط الإمدادات التابعة للتنظيم بين تلعفر والموصل قائمة رغم كل الجهود العسكرية العراقية، وهجوم القوات العراقية يتركّز في الجانب الشرقي من الموصل، بينما تتعرض إلى هجمات مضادة من المناطق الغربية.

وتحدثت "فورين أفيرز" عن وجود مشكلات في القيادة لدى القوات العراقية، موضحة أن القائد المسؤول عن حملة الموصل اللواء نجم الجبوري لم يسبق له أن تخرج في كلية الأركان ولم يسبق له أن تولى منصب حتى آمر كتيبة، وتتألّف الحملة على الموصل من أكثر من 100 ألف مقاتل، وأن جزءا يسيرا منها فقط تلقى تدريبات سابقة في معارك حرب المدن، وأن نصف العدد فقط انتشر في أول شهرين ونصف من المعركة، وأن 400 منهم لقي حتفه في الأيام الـ 50 الأولى من القتال.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من العراقيين يعتقدون أن اختيار وقت المعركة لاستعادة الموصل كان من جانب إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، وذلك لتعزيز موقف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مختتمة بالقول إنه كان يتوقع استعادة الموصل مع نهاية 2016، لكن 2017 بدأت ولا أحد يعرف متى تنتهي المعركة التي ستبقى تستنزف كثيرا من الموارد العراقية وتحد من فرص إعادة الإعمار والمصالحة في البلاد.
 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحليل أميركي يؤكد أن معركة الموصل استندت إلى استراتيجية خاطئة تحليل أميركي يؤكد أن معركة الموصل استندت إلى استراتيجية خاطئة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia