الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصبح رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصبح رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصبح رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي

الطفل السوري عمران دقنيش
دمشق - نور خوام

ظهر في الصورة جالسًا لوحده. طفل صغير مغطى بالغبار الرمادي والدم، وقدماه الصغيرتان لا تتجاوزان حافة المقعد الذي يجلس عليه، ويحدق في ذهول، وفوق كل هذا تبدو عليه علامات الإرهاق، وكأنه يمثل حالة سورية كلها.

الطفل الذي حدَّد الأطباء هويته بأن اسمه ، يبلغ من العمر خمس سنوات، وتم إخراجه من تحت أنقاض مبنى استهدفته طيران النظام السوري أو الطيران الروسي، شمالي حلب، هو واحد من 12 طفلًا أقل من 15 عامًا أصيبوا في الغارة الجوية التي وقعت يوم الأربعاء الماضي، وهو ليس الحالة الوحيدة كما يقول الأطباء في المستشفى التي تقع في شرق مدينة حلب حيث تسيطر المعارضة.

فبعض الصور تلعب على وتر معين، لأسباب واضحة وغير معروفة في الوقت نفسه، لشدِّ انتباه العالم إلى الكارثة، صورة عمران واحدة من هذه الصور. فبعد دقائق من نشر الصحفيين صورة عرمان، انتشرت الصورة والفيديو بسرعة الصاروخ على مواقع التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم. وبدون ترتيب مسبق لعب عمران نفس دور آلان الكردي، الطفل السوري الذي مات غرقا وألقت به الأمواج على الشاطئ التركي في سبتمبر/أيلول  الماضي، في جذب الانتباه مرة أخرى إلى الآلاف والآلاف من الأطفال الذين قتلوا وأصيبوا خلال السنوات الخمس من الحرب في ظل عجز أو غياب إرادة الدول الكبرى لوقف المذبحة.

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصبح رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي

ربما يكون سبب انتشار صورة عمران  قصة شعره الطويل والمسترسل إلى الأمام، أو "التيشرت" القميص القطني الذي يرتديه والذي يحمل صورة شخصية "بيسبوني" الكارتونية، أو هي الحركات المضطربة التي كان يقوم بها، ربما كل هذه الأشياء المألوفة لدى الأشخاص الذين يحبون الأطفال، أو ربما التساؤل الذي لا مهرب منه عما إذا كان أحد من والديه نجا من القصف ليعانقه.

على أي حال، انتشرت صورة عمران والفيديو يوم الخميس في كل أنحاء العالم، وتناقلها السوريون الذين بكوا طلبا للمساعدة أو سخروا سخرية سوداء من تكرار مثل هذا الطلب.

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصبح رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي

وإحدى صور السخرية تظهر كرسي عمران على المنصة التي تمثل دولته أمام العالم. صورة أخرى تحمل إشارة اتهام موجهة، تظهره يجلس بين أوباما وبوتين. اتخاذ صورة عمران كرمز ليأس السوريين من العالم ليس بالصور الجديدة، فصور القتلى والجرحى يتم نشرها كل يوم على مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير منها مخيف بشكل يصعب تصديقه، مثل صور جثث الأطفال التي يتم انتشالها من تحت الانقاض. غالبية هذه الصور نتيحة للقصف الجوي السوري، ولكن أحيانا تكون بسبب قذائف هاون التي تطلقها المعارضة.

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصبح رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي

وبينما قد يثور البعض من معارضي عرض هذه الصور بكثرة، وتعارض نشر وسائل الإعلام لها، إلا أن صورة عمران ونظرته المألوفة ستجعل جمهورًا واسعًا من المشاهدين في التعاطف مع قضيته. في حالة آلان الكردي الذي غرق بعد ما كانت عائلته تحاول الهرب إلى أوروبا في قارب صغير بدا في الصورة ميتا ولكن جسده سليم ويرقد كما لو كان نائما، مرتديا ملابسه في عناية تدل على اهتمام عائلته به قبل الرحلة.

أما فيديو عمران، فهو يظهره بعد أن تم حمله في الليل من المبنى المدمر، ووضعه في سيارة إسعاف، وكان يحدق في ذهول يمنعه حتى من البكاء، ثم يضع يديه على الجرح، وينظر الى الدماء في الذهول ذاته.

ربما التقط "مركز حلب الإعلامي" القريب من المعارضة والذي يضم صحفيين مدنيين، صور وفيديو عمران، ونشرها الاطباء في المستشفى التي تدعمه الجمعية الأميركية السورية.

الفيديو يظهر أيضا طفلين آخرين يتم إحضارهما الى سيارة الإسعاف، ثم بالغين أحدهما على نقالة مصابين، والآخر مغطى بالغبار ويبدو أنه عاجز عن السير. لقد كانت المستشفى مليئة بالضحايا، وتلقى الطفل علاج فتحة الراس التي أكد الأطباء أنها سطحية لن تؤثر على دماغه، وصور أخرى أظهرت عمران بعد علاجه.

حالة الفوضى في المستشفى منعت الأطباء من التعرف على والديه إن كانا حيين. فالأطباء يقولون أن حالة عمران ليست الوحيدة، فكثيرا ما لا يتعرفون على هوية الأطفال، لأنهم ينقلون بمفردهم، وأعداد الجرحى كثر حتى أن الأطباء يعالجونهم على الأرض، كما أن المستشفى يتم استهدافها في الحرب.

اليوم يحاول الصحفيون معرفة المزيد عن حالة عمران، ولكن الأطباء تجاوزوا حالته ويتعاملون مع قصف اليوم، وينشرون صورا جديدة، منها طفل فقد قدميه.

صورة أخرى نشرها الأطباء لطفل يدعى إبراهيم حيدي، يرقد على نقالة غارقا في دمائه ويحاول الأطباء مساعدته، وبعد دقائق أبلغ الأطباء عن موته، وهناك صورة جديدة له وعيناه مغلقتان، إلا أنه ليس من المحتمل انتشار هذه الصورة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصبح رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصبح رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اتيكيت التعامل مع الرجال الغاصبين

GMT 04:13 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مجلس أنماء شكا البناني نظم ندوة عن العنف الأسري

GMT 16:44 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يقرر الافراج عن نائب أمين سر حركة فتح بشروط

GMT 10:47 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

كومباس هاوس متعة السياحة العائلية في العطلات المدرسية

GMT 08:35 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

"رولز رويس جوست "" ألف ليلة وليلة " تصل إلى السعودية

GMT 06:30 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

فشل المشروعيْن الفارسي والعثماني!
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia