أطفال شوارع تونس يفترشون الأرض ويأكلون القمامة ويبيعون المخدرات
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

أطفال شوارع تونس يفترشون الأرض ويأكلون القمامة ويبيعون المخدرات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أطفال شوارع تونس يفترشون الأرض ويأكلون القمامة ويبيعون المخدرات

أطفال شوارع تونس
تونس - حياة الغانمي

يفترشون الارض ويتلحفون بالسماء، يلبسون خرقًا بالية ويأكلون من القمامة، يعيشون في الخراب ويميلون الى الأماكن المهجورة. هذه هي حياة المشردين في تونس الذين لا مال لهم ولا مأوى غير الشارع. وقد تزايدت أعدادهم بعد الثورة وتضاعفت لتصبح الحدائق العمومية ومحطات القطار وغيرها من الاماكن مقرًا لهم ومنزلا دائمًا.

مأساة اجتماعية بكل المقايس. أطفال، شيوخ، نساء افترشوا الأرصفة وناموا في العراء ببطون خاوية وعقول شاردة وعيون دامعة. مشردون بلا مساكن ولا موارد ولا معيل ولا قريب.هناك في عدد من الحدائق العمومية تمر فتجد بعضهم نائمًا، والبعض الاخر يلتهم بقايا "سندويش " من فرط جوعه، وآخر يتحدث الى نفسه وغيره اختار الصمت والنظر في الفراغ. احيانا ينظر اليك طفل منهم نظرة يائسة بائسة، فتجد نفسك مضطر لمد يدك الى جيبك واخراج ما تجود به نفسك لتتصدق به على طفل تسوّل اليك من خلال نظراته.

المتشردون في شوارع تونس، اما يتسوّلون أو يسرقون أو يموتون من البرد والجوع والاوساخ. قلنا ان ظاهرة التشرد في تونس تفاقمت أكثر خاصة بعد الثورة باعتبار تردي الأوضاع الإقتصادية  وتفاقم مشكلة البطالة وارتفاع عدد الإضرابات والإعتصامات في كل جهة، تدهورت الحالة الإجتماعية للعديد من المواطنين في العديد من مناطق الجمهورية، وتفشّت ظاهرة المشردين وكثُر عدد التونسيين الّذين دون مأوى، وأصبحت مشاهد المشردين الّذين يأخذون من شوارع العاصمة ومحطاتها الكبرى وحدائقها العمومية مأوى وملاذا، مشهدا يوميا.ظاهرة خطيرة ابطالها عشرات الآلاف من الكهول والشبان والأطفال بلا مأوى، يعيشون في الشوارع والأزقة ويقضون الليلة في ظروف قاسية، دون أن يكون لهم أمل في إيجاد مأوى محترم.
اكثر من 8 الاف طفل في الشارع

ولعل الاكثر إيلامًا هو أن يكون أغلب المشردين في تونس من الاطفال الذين كان من المفروض ان تقتصر حياتهم في ذلك العمر على اللهو والضحك البريء. لكنهم وجدوا انفسهم بين مخالب الفقر والتشرد في الشوارع واحيانا يكونون بين فكي الانحراف والاجرام. وملف اطفال الشوارع في تونس يعتبره البعض من الملفات المسكوت عنها رغم خطورته ويعتقد آخرون أن هذا الملف غير مطروح في بلادنا.

لكنَّ جولة صباحية او ليلية واحدة في الحدائق العمومية او محطات القطار او الميترو قادرة على كشف الحالات الموجودة التي تحتاج الى رعاية والى احاطة وعناية. ويضطر أطفال الشوارع لا إلى امتهان مهن هامشية فقط مثل بيع السجائر ومسح الأحذية ومسح السيارات، بل إلى التسول ونبش القمامة فيما تتلقف الكثير منهم ساحات الجريمة بعدما يحترفون السرقة وبيع المخدرات. ويمثل الانقطاع المبكر عن الدراسة أحد أهم أسباب انتشار ظاهرة أطفال الشوارع إذ ينقطع سنويا أكثر من 80 ألف تلميذ في بلد كثيرًا ما راهن على التعليم لتحديث المجتمع.

أطفال شوارع تونس يفترشون الأرض ويأكلون القمامة ويبيعون المخدرات

وينحدر 95 بالمئة من المنقطعين عن الدراسة من العائلات الفقيرة التي تقطن في الأحياء الشعبية والجهات الداخلية المحرومة حيث تتراوح نسبة الفقر بين 30 بالمئة و50 بالمئة.وتقدر وزارة الشؤون الاجتماعية عدد أطفال الشوارع بحوالي 5000 طفل غير أن عدد من المختصين يقولون  أن العدد يفوق 8000 طفل موزعين على مختلف جهات البلاد من بينهم 3000 طفل ينتشرون في تونس العاصمة والأحياء الشعبية المجاورة.. و تؤكد المؤشرات الصادرة عن وزارة العدل أن الجرائم المقترفة من قبل أطفال الشوارع شهدت خلال السنوات الأخيرة تزايدًا خطيرًا، إذ تتصدر السرقة سلم الجرائم حيث تبلغ سنويا أكثر من 5150 جريمة تليها جرائم العنف التي تبلغ 4050 حالة ثم الجرائم الجنسية التي تصل إلى 2100 جريمة..
نساء سكنّ الشارع فاغتُصِبن وأُهنّ

وبالاضافة الى الاطفال،هناك نساء عاجزات سكنّ الشوارع قهرًا وغصبًا فتعرَّضن للإهانة وللاغتصاب وللضرب ايضا. نساء تشرّدْن فأصبحن غصبًا عنهن امهات عازبات. وزادهم التشرد هموم أطفال صغار بلا أب وبلا مورد رزق.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال شوارع تونس يفترشون الأرض ويأكلون القمامة ويبيعون المخدرات أطفال شوارع تونس يفترشون الأرض ويأكلون القمامة ويبيعون المخدرات



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 12:40 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 16:56 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سجن بريطانية شاركت في قتل طالبة مصرية 8 أشهر

GMT 17:11 2021 الأحد ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار في الديكور لمنزل دافئ وعصري في الشتاء

GMT 00:31 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الجليل يستعد لرحلة عبور المغرب من شماله إلى جنوبه

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,28 إبريل / نيسان

بَلى .. أحضّرها

GMT 05:55 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

روسيا تدافع عن نفسها لا الأسد
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia