داعش يستغل فقر الأطفال وعوز عائلاتهم لتشكيل أشبال الخلافة
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

"داعش" يستغل فقر الأطفال وعوز عائلاتهم لتشكيل "أشبال الخلافة"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "داعش" يستغل فقر الأطفال وعوز عائلاتهم لتشكيل "أشبال الخلافة"

عناصر تنظيم "داعش"
دمشق - العرب اليوم

عمل تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور، في الأشهر الأخيرة، إلى الاعتماد بشكل رئيسي على الأطفال، وفي المعلومات التي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد بحث وتدقيق، فإن أكثر من 4 آلاف طفل جنَّدهم التنظيم في صفوفه، تحت مسمى أطلق عليه اسم "أشبال الخلافة"، ووصلت نسبتهم في محافظة دير الزور، إلى حوالي 40 %، من مجموع مقاتلي التنظيم وعناصره، بينما ترتفع وتنخفض النسبة في كل محافظة بشكل متفاوت، لتصل في بعض المناطق الأخرى إلى نحو 60% من عددعناصره.

هذا الارتفاع المفاجئ في أعداد المقاتلين والعناصر الأطفال، الذين قضى منهم ما يقرب من 600 طفل، جاء نتيجة انتهاج تنظيم "داعش"، لسياسة واستراتيجية جديدة فيما يتعلق بـ"التجنيد"، وعمد التنظيم في أول خطوة له، إلى تعديل شروط الانتساب إلى صفوفه، بحيث تخلى عن شروط "التزكية من قبل عنصرين من "داعش" والفحص الطبي والقبول البدني"، بل تعدى ذلك إلى استقطاب التنظيم وتجنيده لـ"أطفال معاقين"، بعضهم من أبناء عناصره غير السوريين، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد وظف التنظيم طفلاً طاجيكياً أخرساً في حراسة مقر "ديوان الدعوة والمساجد"، الذي يعمل فيه والده.

وتعتبر هذه الخطوات المبدئية التي اتبعها تنظيم "داعش"، في إزالة أولى العقبات من طريق استقطاب الأطفال، وتجنيدهم في صفوف "أشبال الخلافة"، تبعتها خطوات أخرى، مشى عليها التنظيم لزيادة أعداد من تمكن من تجنيدهم في أولى دفعات "المجندين الأطفال" ضمن صفوفه، حيث لجأ التنظيم إلى عملية إقناع الأطفال عبر الدروس الدينية التي يقدمها في مساجد المحافظة، والتي يقوم شرعيون غالبيتهم من جنسيات غير سورية، بإعطائها إلى المدنيين من أطفال وشبان ورجال، إضافة إلى إقامة "دورات شرعية"، يجبر فيها المواطنون في العمر المحدد من قبل التنظيم، على الالتحاق بهذه الدورات، وجرى تطبيق هذه الخطة بشكل واسع حين وثق المرصد السوري افتتاح التنظيم "دورات شرعية" تحت مسمى "غزو القرى" في ريف دير الزور، والتي أخضع فيها الذكور فوق سن الـ12 لـ"دورات شرعية" مدتها 40 يوماً، ترافق مع فرضه مناهج دراسية للطلاب الذين يتلقون تعليمهم في مدارس خاصة سمح التنظيم بها، بعد إغلاقه للمدارس في المحافظة، بذريعة تعرضها للقصف من قبل الطائرات الحربية، عقب استهداف الطائرات هذه عدد منها.

كما عمد تنظيم "داعش" إلى توزيع نقاط ثابتة له تسمى بـ"النقاط الإعلامية"، التي يجري فيها عرض "إصدارات داعش، في مختلف مدن وبلدات محافظة دير الزور، بالإضافة إلى تسيير نقاط أخرى، وإجراء مسابقات عند هذه النقاط وفي ساحات البلدات والمدن والقرى، يقدم خلال هدايا للأطفال وجوائز تكون عادة من "أسلحة مصنوعة من البلاستيك أو ألعاب فيديو قتالية"، واستغل "داعش" أيضاً، ازدياد الفقر بين المواطنين في دير الزور، وازدياد أعداد المتسولين، إضافة إلى ارتفاع في عدد الأطفال الباحثين عن لقمة عيشهم أو ما يسدون به رمقهم، من خلال النفايات والقمامة المتواجدة في الحاويات، وبهذا وجد بعض الأطفال في الانتساب إلى تنظيم "داعش"، الحل الأنسب للتخلص من هذا الفقر والمرض والجوع، وعمد التنظيم إلى استقطاب الأطفال الذين يعانون من حالات مشابهة، عبر تقديم المعونات المادية والعينية إليهم، الذين انضموا حديثاً إلى صفوفه، كوسيلة لإغراء بقية الأطفال.

كما يعتمد التنظيم على عائلات ذوي عناصره من الجنسيات السورية وغير السورية، الذين يدفعون أبناءهم إلى الانخراط في صفوف التنظيم، حيث يتم إخضاعهم لـ"دورات شرعية وعسكرية"، ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال بالإضافة للاعتماد عليهم في الأعمال الخدمية الأخرى، في حين يقوم تنظيم  داعش  بإرسال العناصر الأطفال المنتسبين إلى "أشبال الخلافة" إلى معسكرات، وأنشأ 5 منها في محافظة دير الزور، وذلك لإعداد وتحضير الأطفال المقاتلين، وتدريبهم "عسكرياً وعقائدياً"، فيما عمد التنظيم في الآونة الأخيرة إلى إعداد معسكرات سرية ومتنقلة، بعيداً عن مرمى الطيران، وذلك بعد أن استهدفت طائرات التحالف الدولي في وقت سابق، معسكرات مثل معسكر "منجم الملح ومزرعة النخيل والتبني والحسينية"، والذي قضى وقتل فيه العشرات من عناصر التنظيم غالبيتهم من "أشبال الخلافة".

وفي التفاصيل فإن تنظيم "داعش" يعمد إلى إخضاع الأطفال إلى دورة شرعية مدتها 20 يوماً، يتبعها دورة عسكرية بمدة مماثلة، ويجري فرزه إلى ولايات أخرى، ورصد النشطاء أطفالاً من المنضمين إلى التنظيم، ويعملون في أعمال قتالية أو دعم لوجستي أو حتى أعمال تجسس لصالح التنظيم داخل مناطق تواجدهم.

وترافق هذا الاستقطاب الواسع للأطفال، من قبل "داعش"، مع عملية إغلاق لخطوط عودة "أشبال الخلافة" إلى الحياة المدنية، وجرى قطع صلة الوصل بين الأطفال وذويهم، عبر "إرهاب عوائلهم"، حيث يواجه الأهالي تعنيفاً من قبل عناصر التنظيم أو الاعتقال، في حال منعوا أطفالهم من الانضمام إليه، أو عمدوا لإقناعهم بترك صفوف التنظيم أو الانسحاب من"“الدورات الشرعية والعسكرية"، ولجأ بعض الأهالي إلى منع أطفالهم من ارتياد المساجد التي يقيم عليها خطباء تنظيم داعش  إضافة لمنع الأطفال من حضور "الدروس الدينية" أو الذهاب إلى النقاط الإعلامية أو حلقات تحفيظ القرآن وعدم السماح لأطفالهم بالاختلاط بعناصر التنظيم، أو مشاهدات إصداراته أو الإستماع إلى إذاعة البيان الخاصة به، إلى أن وصل الحال ببعض العوائل إلى ترك منازلها في المحافظة، والنزوح إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم، أو الهجرة إلى خارج سوريا، بهدف حماية أطفالهم من الانخراط في تنظيم "داعش" و"أشبال الخلافة".

ويذكر أن أول ظهور للأطفال المقاتلين من "أشبال الخلافة" في سوريا كان في الـ 25 من كانون الثاني/ يناير من العام الفائت 2015، حيث أرسل التنظيم إلى أطراف مدينة عين العرب (كوباني)، أول كتيبة مؤلفة من نحو 140 عنصراً غالبيتهم الساحقة دون سن الـ18، ومن المنضمين حديثاً إلى معسكرات التدريب التابعة للتنظيم، ووثق مقتل 6 عناصر منهم دون سن الثامنة عشر، حيث كان الظهور الأول "لأشبال الخلافة" في أول وأكبر انهيار عاشه التنظيم في سوريا، والذي تبعته انهيارات متتالية مستمرة إلى اليوم، يحاول فيها البقاء عبر إرسال من جنَّدهم من الأطفال والرجال والشبان السوريين وغير السوريين، إلى مختلف جبهاته في سوريا والعراق، كان آخرها 300 طفل مقاتل من أصل نحو 500 مقاتل سوري في التنظيم، وُثق  مقتلهم.

كذلك وثق في منتصف آذار/ مارس من العام الفائت 2015، أول افتتاح لمكتب انتساب للأطفال المقاتلين إلى صفوف "أشبال الخلافة" في مدينتي البوكمال والميادين التابعتين لـ"ولايتي الفرات والخير"، وفقاً للتقسيمات الإدارية لدى التنظيم، وعمد إلى هذا الإجراء في استقطاب الأطفال، بعد إغلاق الحدود السورية – التركية، وتناقص دخول عناصر التنظيم، بالإضافة إلى إنشاء جيل جديد يتبع له ويعلن له "الولاء الكامل"، وتضمنت العديد من الإصدارات، إشراك الأطفال في عمليات ذبح أو إعدام بالرصاص، أو توجيه رسائل لقادة دول أو جهات بعينها، بالإضافة للتوعد بـ"فتح روما" عبر الأطفال المجندين في "أشبال الخلافة"، حيث كانت أولى مشاركة في عمليات الإعدام في أواخر آذار/ مارس من العام 2015، فيما فجر نحو 90 منهم أنفسهم بعربات مفخخة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يستغل فقر الأطفال وعوز عائلاتهم لتشكيل أشبال الخلافة داعش يستغل فقر الأطفال وعوز عائلاتهم لتشكيل أشبال الخلافة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اتيكيت التعامل مع الرجال الغاصبين

GMT 04:13 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مجلس أنماء شكا البناني نظم ندوة عن العنف الأسري

GMT 16:44 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يقرر الافراج عن نائب أمين سر حركة فتح بشروط

GMT 10:47 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

كومباس هاوس متعة السياحة العائلية في العطلات المدرسية

GMT 08:35 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

"رولز رويس جوست "" ألف ليلة وليلة " تصل إلى السعودية

GMT 06:30 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

فشل المشروعيْن الفارسي والعثماني!
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia