العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة "داعش" على الموصل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة "داعش" على الموصل

سيطرة "داعش" على الموصل
بغداد - خالد الشاهين

يغادر عالم الصواريخ السابق عزام منزله في الموصل كل يوم في الصباح الباكر، ليركب الحافلات، أو يذهب  سيرًا على الأقدام فهو لم يعد قادرًا على تحمل كلفة البنزين، ويذهب لبيت والدته أو يقوم بزيارة أخته. وفي بعض الأحيان يبحث عن كيروسين رخيص، أو يحاول الحصول على الكتب المهربة أو السجائر. وقد يخرج  بلا هدف مسافراً إلى مدينة أًخرى . وفي المساء، يقول إنه يجلس في مكتبه الخشبي القديم ، يدون في دفترة الملاحظات التي حدثت خلال يومه. ومعظم ما يكتبه هو: سعر الطماطم ، مشاجرة مع زوجته واحياناً يكتب أيضاً ملاحظاته على الأحداث البارزة التي تحدث في الموصل."العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل

وكتب العالم العراقي في مذكراته في أغسطس/آب 2014  :"يجب أن أعيش هذه اللحظة وأدوّنها.. نحن نعيش كسجناء نقضي أحكاماً بالسجن لفترة طويلة.. قسم منا سينهي فترة هذا الحكم بقراءة عشرات الكتب وقسم آخر سيتدمرون ويتحطمون".

وعندما توقف عن كتابة المذكرات كان قد أنهى كتابة خمسة مجلدات مليئة بالمذكرات.. إنها مذكرات يومية بخط اليد عن مدينة خاضعة لاحتلال داعش يمكن اعتبارها وثيقة حول كيف كان تنظيم داعش يحاول الإبقاء على اسمه من خلال إدارة المدينة. وبحسب المذكرات فإن الأيام الأولى من حزيران/يونيو عام 2014، حظي المسلحون بترحيب واسع في الموصل.. كانوا لطيفين مع أهالي المدينة عكس سوء معاملة الجنود الذين كانوا يسيطرون على المدينة قبل اجتياح داعش، حيث قاموا بحراسة الأبنية العامة وأزالوا الحواجز الخرسانية التي كانت تخنق المدينة.العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل

وكتب العالم العراقي في مذكرته قائلا "لم تعد هناك سيارات مفخخة ولا مواجهات عسكرية ولا عبوات ناسفة.. أخيراً عاد السلام للموصل". ولكن كان هناك غموض يتعلق بهويتهم. هل كانوا ثوار عشائر سُنية أم ضباطاً من جيش صدام السابق، أو عناصر تابعين إلى القاعدة؟ . هذه المجاميع المختلفة كانت تشكل حقيقة على أرض الواقع منذ الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003 . وعلى مدار السنين حاولت هذه المجاميع بسط نفوذها في الموصل بحثاً عن شرعية في شن حرب شوارع وحشية ضد الأميركان وضد الحكومات العراقية اللاحقة أيضاً.

وقال "عزام" في الواقع إن قسماً منهم كان بالأصل يحاول التصرف كنوع من "حكومة الظل"، على سبيل المثال فرض"جباية الضرائب"على الأنشطة التجارية واقتطاع نسبة من المبالغ من أي عقد مشروع بلدي، حيث أن أي شخص يرفض دفع الضريبة غالباً ما يختطف ثم يطلق النار عليه , وتحدث "عزام" وهو مهندس كهرباء في مديرية الطاقة قائلا"كنا نقوم بتسديد نسبة مئوية عن أي عقد خلال العشر سنوات الماضية بمقدار 8%".

وأوضح المهندس، أن "مديرنا كان يتلقى مكالمة هاتفية منهم قبل توقيع أي عقد وهم يحددون من يفوز بالعقد ومن يعيّن في الوظيفة، ولا أحد يجرؤ على عدم طاعتهم.. وأي شخص لا يسدد يتعرض للاختطاف".

وأشار مهندس الكهرباء، إلى أن "كل دوائر الحكومة في الموصل كانت مخترقة وفيها أتباع من التنظيم حتى مديرية الشرطة وبعد سقوط الموصل ظهروا"، وبعد يومين من سقوط الموصل جاء أحد زملاء عزام في الدائرة إلى العمل مرتدياً الزي الأفغاني، وكشف عن نفسه على أنه المشرف الجديد الممثل عن تنظيم داعش في المديرية.

وبعد أسبوع من سيطرته على المدينة، أصدر تنظيم داعش بيانه الأول الموسوم بعنوان (وثيقة المدينة) كتبت بأسلوب لغوي قديم محشو بعبارات إسلامية استخدمت قبل ألف عام هنّأ أهالي الموصل على"انتصاراتهم الإلهية". ومنع التنظيم الإرهابي خلال البيان "تدخين السجائر والمتاجرة بها وأصر على ملازمة المرأة لبيتها"، ولكنّ الناس استمروا بالتدخين في الشوارع وانتعشت مقاهي "النارجيلة" وقسم من النساء خرجن من دون خمار وكثير من العائلات التي فرّت من الموصل عادت، وكانت "وثيقة المدينة" هي الخطوة الأولى لداعش، إذ أن التنظيم لم يكشف عن أنيابه خلال الأيام الأولى، بل واصل تعسفه بشكل تدريجي على مدار شهرين تقريباً عبر سلسلة من الإجراءات والمراسيم.العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل

وكانت كل خطوة جديدة منه تؤثر على طائفة معينة من المجتمع والأطياف العرقية في الموصل حيث بدأت حدة الحقد عليه تتصاعد بين الأهالي. وبعد إجبار المسيحيين على اتخاذ أحد الخيارات الثلاثة "المغادرة، الفدية، القتل" بدأ البحث في وثائق السجل العقاري لتعيين الدور والأراضي والمحال التجارية التابعة للطائفة المسيحية.

وبعد أسبوع من ذلك بدأوا بكتابة حرف "ن" على بيوت المسيحيين وممتلكاتهم وهو الحرف الأول من كلمة نصارى أي المسيحيين، وبعد أسبوع صدرقرار بفرض لبس النقاب على النساء ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء ، ثم عادت الحواجز الاسمنتية من جديد وتحولت الموصل تحت حكم داعش إلى سجن كبير.

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها

GMT 01:57 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تبدأ الشهر بحيرة وشعور بعدم الأمان

GMT 03:58 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل فساتين الزفاف المنفوشة لعروس 2021 تعرّفي عليها

GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia