مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين في ليبيا تتحول إلى سوق للبشر
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين في ليبيا تتحول إلى "سوق للبشر"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين في ليبيا تتحول إلى "سوق للبشر"

المهاجرين الليبيين
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

يتعرض المهاجرين واللاجئين في ليبيا، للكثير من المخاطر، ما جعل مراكز احتجازهم تتحول إلى "سوق للبشر"، وفقًا لمنظمات حقوقية دولية.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، فأن القناصة يتخذون مواقعهم على أحد أسطح أحد المباني الشاقة في تاجوراء، وهو مجمع عسكري ومركز احتجاز المهاجرين في جنوب طرابلس، وهناك قال لاجئ محتجز: "الليلة لن ينام أحد بسبب الخوف، يمكننا سماع صوت البنادق وانفجار القنابل بالقرب من مركز الاحتجاز".

ولقي العشرات حتفهم في الصراع  الدائر في ليبيا، منذ أن أمر القائد العسكري المنشق اللواء خليفة حفتر، قواته التابعة إلى الجيش الوطني الليبي، بالتقدم في العاصمة، حيث توجد حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، فيما  اتهم غسان سلامي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، حفتر بتنظيم محاولة انقلاب.

وفي الوقت الذي يستعد فيه المقاتلون الذين يسيطرون على تاجوراء في القيام بمواجهة، يشعر مئات من اللاجئين والمهاجرين داخل المجمع، وفي مراكز احتجاز أخرى في طرابلس، بالقلق من أنهم سيصبحون ضحايا وأهدافًا، بعد إجبارهم على دعم الميليشيات المتحالفة مع الجيش الوطني، الأمر الذي يعد جريمة حرب، حيث أبلغ المهاجرون واللاجئون في ثلاثة مراكز احتجاز، أنهم اخرجوا من مراكز الاحتجاز وأُمروا بحمل الأسلحة ونقلها، ونقل بعضهم إلى قواعد عسكرية حول المدينة، كما قال المحتجزون في مركز احتجاز رابع، إنهم لا يعرفون ما حدث  للأشخاص الذين تم اقتيادهم بواسطة المقاتلون.

اقرأ أيضا:

السفارة الايطالية تنفي إغلاق مقرها في العاصمة الليبية طرابلس

وقال أحد المهاجرين المحتجزين لصحيفة "الغارديان"، إن الشرطة والجنود يجبرون المهاجرين على القيام بأعمال التنظيف وتحميل الأسلحة، وأشار إلى أنهم يخبرون المهاجرين بأنهم سيبقون معهم، في حالة معرفتهم كيفية إطلاق النار، وكشّف آخر أنهم غسلوا سيارات عديدة مليئة بدم الجنود، الذين قتلوا على جبهة الحرب، ووضعوا الجثث في السيارات العسكرية.

وأوضحت جوديث ساندرلاند، المديرة المساعدة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة "هيومن رايتس ووتش": "إجبار المدنيين على تخزين الأسلحة في منطقة حرب يعتبر عملًا قسريًا مسيئًا، وقاسيًا بشكل غير قانوني، ويعرضهم لخطر لا لزوم له"، وأضافت: "جعلهم يرتدون الزي الرسمي يُشير إلى أنهم يستخدمونهم كرهائن أو دروع بشرية، وكلاهما جرائم حرب"، مؤكدة: "يجب على جميع الأطراف اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، وينبغي على السلطات إطلاق سراح جميع المهاجرين المحتجزين تعسفيًا وضمان سلامتهم".

ويتواجد حاليًا نحو 6000 لاجئ ومهاجر محبوسين في مراكز احتجاز ظاهريًا، تحت سيطرة مديرية ليبيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية، المرتبطة بحكومة فايز السراج، كما أعيد 600 محتجز في تاجوراء إلى الاحتجاز لأجل غير مسمى، وفي الوقت نفسه الذي ينفق فيه الاتحاد الأوروبي عشرات الملايين من اليورو، لتدريب خفر السواحل الليبي وتمويله وتجهيزه في محاولة للحد من الهجرة من أفريقيا.

وقبل تصاعد القتال على مدار الأحد عشر يومًا الماضية، تحدث أكثر من 10 محتجزين حاليين وسابقين لـ"الغارديان"، عن تجاربهم في العمل القسري، وكشفوا عن أنهم عملوا لصالح الحراس الليبيين في مراكز الاحتجاز، وأشخاص مرتبطين بهم، بمن فيهم الأقارب، حيث قاموا بتنظيف المنازل، وشيدوا المباني وكدحوا في المزارع، وفي بعض الأحيان يكافئون بالسجائر أو الخبز أو الخضراوات، أو لا يحصلون على شيء.

ووفقًا لتقرير أصدره مكتب حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة، في ديسمبر/كانون الأول، وثق المحققون شهادات عن العمل القسري في 6 مراكز احتجاز ليبية بين عامي 2017 و2018، تشمل تاجوراء و"طريق السكة"، التي تقع إلى الشمال في طرابلس.

قد يهمك أيضا:

رئيس البرلمان الليبي: السيسي أنقذ ليبيا ومصر.. وعلاقة الدولتين تاريخية

صنع الله يُؤكِّد أنّ صادرات النفط الليبية مهددة منذ 2011

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين في ليبيا تتحول إلى سوق للبشر مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين في ليبيا تتحول إلى سوق للبشر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia