هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين

ثورة الياسمين
تونس - كمال السليمي

قضى "محمد بوعزيزي" نحبه في ديسمبر/كانون الأول 2010، وهو البائع المتجول الذي تعرض للضرب على يد شرطية، والذي قام بإضرام النار في نفسه لما تعرض له على مدى سنوات من الفقروالاضطهاد، في بلدة "سيدي بوزيد", وبعدها اجتاحت تونس احتجاجات تنبذ الظلم الذي تعرضت له البلاد منذ 23 عاماً في حكم استبدادي تحت رئاسة "زين العابدين بن علي" .

وقد تبين أن الأحداث المهمة التي وقعت قبل سبع سنوات هي بداية الربيع العربي التي ستنتشر عبر المنطقة، وتسقط الديكتاتوريين وتعيد تشكيل البلدان، ولكنها تبدأ أيضاً بحلقة من الصراعات التي لا تزال قائمة حتى اليوم. وقد اتسمت هذه التظاهرات بمظاهرات عنيفة احترقت فيها المباني الحكومية ومراكز الشرطة والسيارات، وأوقفت الطرق، وقتل أحد المتظاهرين، وأصيب المئات، بمن فيهم 97 من أفراد قوات الأمن، وجرح نحو 800 شخص واعتقل الناس. ومع انتشار الجيش في الشوارع، زار الزعيم الحالي، "الباجي قائد السبسي"، الأحياء الفقيرة في تونس، ووعد بمعالجة المظالم. وفي يوم الأحد، وحضور مسيرة للاحتفال بيوم التحرير، وحضر حفل افتتاح نادي الشباب في الإتحاد، وهي ضاحية فقيرة.

ويبدو أن هناك اشتباكات متجددة مع قيام الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع ردا على الطوب والزجاجات التي ألقى بها حشد من الشبان الذين رفضوا تعهدات الحكومة بتحسين الظروف. وقال مهدي (22 عاما) الذي لم يسبق له أن عمل بشكل منتظم أن "نادي الشباب يمتلك معدات جديدة لامعة، لكن ذلك لن يجعله يحصل على فرصة عمل"، ولن نحصل على الغذاء مع ارتفاع الأسعار المتزايد، إنهم يعطونا وعود وكلمات جيدة، ولكن الكلمات لا تؤكل". وشهدت تونس بعض العنف المميت الذي جاء عندما تحول "الربيع العربي" إلى "شتاء عربي"، مع مذبحة الشاطئ في "سوسة" والهجوم على متحف "باردو" في العاصمة، الذي قام به الجهاديون، مما أسفر عن مقتل 60 شخصاً. وقد تشكلت حكومات وسقطت أُخرى، وأصبحت الحكومة الحالية هى التاسعة منذ "بن علي" .

ومع ذلك، ينظر الغرب إلى تونس على أنها الدولة الوحيدة التي انبثقت بعد الاضطرابات عن حكومة ديمقراطية ومجتمع مدني فعال. ومع ذلك، فإن تدهور الوضع سيكون مدعاة للقلق بالنسبة للمجتمع الدولي، مع بقاء ليبيا المجاورة، دولة مجزأة تحكمها الميليشيات، مع استمرار وجود "داعش" وقاعدة للمهربين الذين يأخذون اللاجئين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

وذكرت وزارة الداخلية في تونس أن 16 "متطرفا إسلاميا" كانوا من بين المعتقلين في الاحتجاجات. وتزعم أحزاب المعارضة أنه يجري قمع الاحتجاجات المشروعة. واتهم "ضحى بوسيتا" زعيم الجبهة الشعبية اليسارية الحكومة "باستنساخ أساليب نظام بن علي القمعي". ما يحاولون القيام به هو "ترويض" الحركات الشعبية".

ولقد أدت المشقة الاقتصادية والفساد إلى إثارة الغضب ضد نظام بن علي. ولكن الرغبة في التغيير السياسي كانت قوة دافعة رئيسية. ومن شأن الحرية والإصلاح أن يساعدا في حل مشاكل أخرى، وقد قيل من قبل الشباب والشابات المثاليين مرارا وتكرارا أثناء تغطية الأحداث في ذلك الوقت. غير أن المصاعب المالية لا تزال قائمة بالنسبة لجزء كبير من السكان. وترتفع الأسعار بنسبة 10 في المائة سنويا، ويبلغ معدل البطالة بين الخريجين الشباب 30 في المائة.

ولا تزال حالة الاقتصاد غير مستقرة. وقد حذر صندوق النقد الدولي، الذي أعطى تونس 2.2 مليار جنيه استرليني في عام 2015 لتجنب انهيار حاد، الشهر الماضي من ضرورة اتخاذ "إجراءات عاجلة" و"تدابير حاسمة" للحد من العجز. وقد أصبحت تدابير التقشف المقترحة ورفع الضرائب، بسبب جعل مجموعة من السلع من غاز الطهي، إلى القهوة والمكالمات الهاتفية والسيارات أكثر تكلفة، مصادر الاستياء الحالي.

ومنذ ذلك الحين ألغيت تحذير الحكومة البريطانية من السفر، وبعض السياح الغربيين البريطانيين وغيرهم من السياح الغربيين يعودون ببطء، ولكن الصناعة سوف تستغرق وقتا للتعافي. وقال "ناصر بلحان" الذي رأى أعمال سفره في تونس في الأشهر التالية لهجوم "سوسة ": "من المحزن أن ديون شركة أبي قد تراكمت اضطرت إلى الإغلاق. وقد عانى الكثير من الناس لأن تونس تعتمد على السياحة. وكان ينبغي للحكومة أن تستثمر في صناعات أخرى. وكان ينبغي أن يجتذب المستثمرون الأجانب، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. وأضاف "أن الاحتجاجات الآن اكثر حول الوظائف والأسعار من السياسة". فالناس سئموا. ومن المؤكد أنه من مصلحة الأوروبيين الاستثمار في تونس، فانهم لا يريدون ان تبدأ الامور بالسوء مرة أخرى: كل ما عليهم فعله هو النظر إلى ليبيا".

وبالنسبة لأولئك الذين يشاركون في مسيرة الذكرى يوم الأحد، ومع ذلك، كانت هناك أشياء للاحتفال. وقال نادية مخلوف (30 عاما)، وهى مدرس وساعدت في تنظيم مسيرات ضد نظام بن علي، "إن الوضع ليس مثاليا، ولكن لدينا الآن الديمقراطية، ولدينا حريات لم تكن لدينا من قبل، ولا ينبغي أن ننسى ذلك". لكنها حذرت من أن "الحكومة يجب أن تكون حذرة، وسوف يكون هناك الكثير من المتاعب إذا لم تتحسن الأمور. فالناس يشعرون بخيبة أمل كبيرة ".

وجاءت خيبة الأمل في وقت مبكر لـ"سيدي بوزيد"، "مهد الثورة". بعد عام من الانتفاضة التونسية تجد الحرب الأهلية الليبية، وأن عائلة محمد بوعزيزي قد غادرت البلدة من بين الجيران، وقد هدمت لوحة لتكريم محمد كانت على الجدران مشيدا له كشهيد رسم وجهه عليها. وأطلق سراح مسؤول بلدية أساء معاملته من السجن، واسقطت جميع التهم الموجه له، فكان هناك القليل ليهتف في "سيدي بوزيد " في الذكرى السنوية للثورة. وقد تم إنشاء تمثال جديد لمحمد بوزازي ومشاريع حكومية مختلفة لخلق فرص العمل بعد أن أصبحت المدينة مشهورة لفترة وجيزة. ولكن السكان المحليين يدعون أن الكثير من ذلك لم يحصل و معدل البطالة بين الخريجين الشباب في تزايد .

وكانت هناك مسيرة من نحو 40 شخصاً يوم السبت الماضى. وصلت إلى تمثال الـ"بوعزيزي". وكانت هناك هتافات تدعو الحكومة إلى الاستقالة، ثم تفرق الناس و"لم تكن المسيرة كبيرة". وقال "فيذي اللجمي" الذي فشل في الحصول على وظيفة في الهندسة إن "سيدي بوزيد" تنسى من قبل من هم في السلطة في تونس، فهي بلد فقير وليست منطقة غنية فالجميع يعاني هنا ومازال الشعب التونسي يشعر بالغضب والاحتياج.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين هبوط اقتصادي بعد مرور سبع سنوات على ثورة الياسمين



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها

GMT 01:57 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تبدأ الشهر بحيرة وشعور بعدم الأمان

GMT 03:58 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل فساتين الزفاف المنفوشة لعروس 2021 تعرّفي عليها

GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia