بغداد- نجلاء الطائي
كشفت مجلة أميركية، الأربعاء، عن تعرض العراق لأكثر من 2000 هجوم انتحاري من العام 2003 وحتى 2015 راح ضحيتها 21 ألفًا و487 قتيلاً على الأقل، وعدت التفجير الذي شهدته منطقة الكرادة، الأحد الماضي، "أسوأ هجوم انفرادي" منذ دخول القوات الأميركية إلى العراق، وعزت الأسباب إلى "ضعف الأجهزة الأمنية نتيجة التجاذبات السياسية والطائفية"، مؤكدة أن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي "ليس بموقف" يمكنه من تنسيق وتولي مهام الوكالات الأمنية والاستخبارية في بغداد وباقي المحافظات.
وقالت مجلة التايم "TIME" الأميركية، في تقرير لها ، إن "العراق تعرض لأكثر من ألفي هجوم انتحاري بين عامي 2003 و2015 راح ضحيتها 21 ألفًا و487 قتيلاً على الأقل"، عادة أن "التفجير الانتحاري في منطقة الكرادة، من بين أسوأ الهجمات الانفرادية على المدنيين في البلد منذ تعرضه للغزو الأميركي في العام 2003 حيث أوقع أكثر من 175 قتيلاً على أقل تقدير".
وأضافت التايم، أن "تفجير الكرادة، يكشف عن الكابوس المستمر الذي يعيشه العراق في وقت يسعى فيه لمعالجة الانقسامات السياسية وإصلاح مؤسسات الدولة مع وجود تهديدات واسعة لأمنه"، مشيرة إلى أن "جزءً من التحدي الذي تواجهه السلطات العراقية حاليًا يتمثل باعتماد تنظيم "داعش" على الانتحاريين في الهجمات التي غالبًا ما تكون عن طريق سيارات وشاحنات، وهو تكتيك يؤدي لإيقاع أكبر عدد من الضحايا مع صعوبة إيقافه وهو يتحرك، حيث عانى العراق كثيرًا من هذه الهجمات منذ عام 2003 وحتى الآن".
ونقلت المجلة، عن "إحصائية أجرتها جامعة شيكاغو، تعرض العراق لألفين و27 هجوماً انتحارياً خلال المدة من 2003 إلى نهاية العام الماضي 2015"، لافتة الى أن تلك "الهجمات تسببت بمقتل 21 ألفًا و487 شخصًا على أقل تقدير".
ورأى محللون، وفقاُ للتايم، أن "إيقاف الهجمات الانتحارية في بغداد يتطلب تحديد أماكن الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" المشكوك بوقوفها معها واعتقال أفرادها"، مؤكدين أن ذلك "لن يكون يسيرًا مع وجود مؤسسة أمنية ضعيفة متأثرة بالتجاذبات السياسية والطائفية التي يعيشها البلد" .
ونقلت المجلة، عن المحلل السياسي زميل مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط ريناد منصور، قوله إن "المشكلة في العراق سياسية أكثر مما هي أمنية"، مبينًا، أن "رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ليس بموقف يمكنه من تنسيق وتولي مهام الوكالات الأمنية والاستخبارية كلها داخل بغداد وباقي مناطق العراق ".
ويعتبر الهجوم الانتحاري الذي أوقع 213 قتيلًا، بحسب مصادر أمنية وطبية الأحد الماضي في حي الكرادة في بغداد من بين الاعتداءات الأسوأ التي مر بها العراق خلال العقد الأخير، وفي سياق ذي صلة تابع "العرب اليوم" أبرز الاعتداءات والهجمات التي تعرض لها العراق منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003،
ففي 3 تموز/يوليو 2016 انفجرت سيارة ملغومة في حي الكرادة التجاري المزدحم في بغداد في أواخر شهر رمضان يوقع 213 قتيلًا على الأقل، وأعلنت عناصر "داعش" المتطرفة مسؤوليتها عنه.
وانفجرت ثلاث سيارات ملغومة في 11 أيار/مايو 2016 لتقتل 94 شخصًا في أسواق مدينة الصدر شرقي بغداد و"داعش" تتبنى العملية، وفي 10 آب/أغسطس 2013 حدثت هجمات متزامنة للفرع العراقي لتنظيم القاعدة، الذي انبثق منه تنظيم "داعش"، خلال عيد الفطر في بغداد توقع 74 قتيلًا، وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر 2009 شهد اعتداء مزدوج بشاحنتين ملغومتين استهدفتا مبان حكومية في بغداد أوقعا 153 قتيلاً، والقاعدة تعلن مسؤوليتها.
واستهدفتا شاحنتان ملغومتان في 19 آب/اغسطس 2009 وزارتي المال والخارجية في بغداد وأسفرت عن مقتل 106 شخص، وأعلنت القاعدة في العراق مسوؤليتها لكن السلطات العراقية نسبته الى جناح من حزب البعث مقيم في سورية، وقُتل في 14 آب/أغسطس 2007 أكثر من 400 شخص في اعتداءات انتحارية بأربع شاحنات هي الأسوأ منذ عام 2003 استهدفت الأكراد الأيزيديين في محافظة نينوى.
وحدث هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في 6 تموز/يوليو 2007 ضد حزب كردي في كركوك نتج عنه مقتل 84 شخصًا، وفي 7 تموز/يوليو2007 تم تفجير انتحاري بشاحنة ملغومة في إمرلي استهدفت التركمان الشيعة وأسفرت عن مقتل 140 شخصًا، وتبعد البلدة 130 كلم عن كركوك، وفي هجمات بسيارات ملغومة استهدفت العاصمة بغداد في 18 نيسان/أبريل 2007 وأوقعت 190 قتيلًا، بينهم 140 في سوق الصدرية الذي تم استهدافه ثلاث مرات سابقًا.
وحدث هجوم مزدوج بسيارات ملغومة في 27 أذار/مارس 2007 في اثنين من الأحياء الشيعية لبلدة تلعفر قرب الحدود السورية يوقعان 152 قتيلاً،
وقُتل في 6 آذار/مارس 2007، 117 من الزوار الشيعة في هجوم انتحاري مزدوج قرب الحلة، كبرى مدن محافظة بابل جنوب بغداد، وفي 3 شباط/فبراير 2007 سقط 130 قتيلًا، على الأقل في هجوم انتحاري في شاحنة قرب سوق شعبي في بغداد، وفي 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 قُتل 202 شخصًا على الأقل في انفجار أربع سيارات ملغومة وقنابر هاون في مدينة الصدر.
وقُتل في 14 أيلول/سبتمبر 2005، 128 شخصًا في 11 هجومًا انتحاريًا منسقًا ضد الأحياء الشيعية في بغداد، والقاعدة في العراق تعلن مسؤوليتها، وفي 28 شباط/فبراير 2005 سقط 118 قتيلًا، في تفجير انتحاري في الحلة،وتنظيم القاعدة يتبنى الاعتداء، وفي 2 آذار/مارس 2004 قُتل 170 شخص في هجمات متزامنة في كربلاء ومسجد في بغداد، وفي 1 شباط/فبراير 2004 قتل 105 أشخاص في هجوم انتحاري مزدوج استهدف قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في إربيل خلال عيد الأضحى، وفي 29 أب/أغسطس 2003 سقط 83 قتيلًا بينهم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي محمد باقر الحكيم في انفجار سيارة ملغومة أمام العبتة العلوية في النجف.
أرسل تعليقك