أزمة المياه والصرف الصحي في غزة تتفاقم وخطرها يُهدد مصر وإسرائيل
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

أزمة المياه والصرف الصحي في غزة تتفاقم وخطرها يُهدد مصر وإسرائيل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أزمة المياه والصرف الصحي في غزة تتفاقم وخطرها يُهدد مصر وإسرائيل

المعاناة من أزمة المياه في غزة
غزة - ناصر الأسعد

يواجه قطاع غزة العديد من التحديات من بينها، التي تتعلق بالمياه والصرف الصحي، لكنه اليوم في حالة طوارئ، حيث يجمع أزمة المياه المزدوجة بين نقص في المياه الصالحة للشرب، والطهي، والنظافة، مع نقص في الصرف الصحي، ونتيجة لذلك، تدفق أكثر من 108 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يوميا من غزة على البحر الأبيض المتوسط، وكشفت مخاطر على الصحة العامة في غزة وإسرائيل ومصر، وفي حين أن هذه المشاكل ليست جديدة، وهي ناتجة عن تدهور البنية التحتية بسرعة، والقيود الصارمة المفروضة على استيراد مواد البناء ومضخات المياه، وإمدادات الطاقة المتقلصة في القطاع، ولكن الآن قد تسارعت أزمة المياه وتفاقمت المخاطر الصحية المرتبطة بها.

الأسباب الرئيسة للمشكلة

وقعت ثلاث حروب بين إسرائيل وحركة حماس منذ عام 2009، ويوجد التنافس الداخلي الفلسطيني بين حماس وفتح، كل ذلك أعاق بشكل أكبر إعادة تأهيل قطاعي المياه والصرف الصحي في غزة.

ويصف هذا التقرير العلاقة بين مشاكل المياه في غزة وتحدياتها في مجال الطاقة، ويدرس آثار أزمة المياه هذه على الصحة العامة، ويستعرض التقرير الحالة الراهنة لإمدادات المياه والصرف الصحي في غزة، ويحلل المخاطر المرتبطة بالمياه على الصحة العامة في غزة، ويشرح المخاطر المحتملة على الصحة العامة على المستوى الإقليمي بالنسبة لإسرائيل ومصر.

ويوصي المؤلفون بعدد من الخطوات لتخفيف حدة الأزمة وتقليل احتمال حدوث كارثة إقليمية للصحة العامة تأخذ في الاعتبار القيود السياسية الحالية، ويشمل التقرير الجهات المعنية في قطاع غزة، بما في ذلك الحكومات الفلسطينية والإسرائيلية والمصرية والمنظمات الدولية المختلفة والمنظمات غير الحكومية التي تعمل على الأرض في غزة، ومجتمع المانحين الذي يسعى لإعادة تأهيل قطاع غزة.

النتائج المترتبة على المشكلة

ويفتقر سكان غزة الشباب إلى المياه ليس فقط من أجل الشرب ولكن أيضا من أجل النظافة والصرف الصحي، ويتسبب ذلك في أكثر من ربع الأمراض المبلغ عنها في غزة، حيث سوء نوعية المياه وطريقة الوصول إليها.

ويمكن أن يؤدي التلوث الكيميائي والبيولوجي إلى الإصابة بالعدوى البكتيرية، مثل الكوليرا والسالمونيلا والشيجلا، والطفيليات مثل الجيارديات، والالتهابات الفيروسية مثل شلل الأطفال والالتهاب السحائي الفيروس.

وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن غزة والمنطقة المحيطة بها معرضتان لخطر تفشي مرض أو أزمة صحية عامة أخرى متعلقة بالمياه، لقد أدت الأحداث الأخيرة إلى تسريع وتيرة تحديات المياه في غزة منذ فترة طويلة، كما يجري استنزاف المصدر الرئيسي لمياه غزة، وهي طبقة المياه الجوفية التابعة لها، بجانب تقلص جودتها بسبب تسرب مياه البحر، وتسرب مياه الصرف، والجريان السطحي الزراعي.

وإن إمدادات الطاقة غير المتسقة في غزة تحد بشكل كبير من عمليات مرافق معالجة المياه والصرف الصحي، كما تسببت الحروب المتكررة بين إسرائيل وحماس في تدمير البنية التحتية للمياه في غزة.

المقترحات والتوصيات

ويمكن حل أزمة المياه في غزة من خلال زيادة الاستثمار في البنية التحتية للمياه والطاقة بالإضافة إلى شراء كميات إضافية من الماء والكهرباء، لكن لا تزال هناك العديد من العوائق، حيث إسرائيل ومصر، الدول المجاورة لغزة، تقيد بشدة وصول البضائع وحركتها إلى غزة، بما في ذلك المواد اللازمة لإصلاح وبناء البنية التحتية للكهرباء والمياه والصرف الصحي.

وأدى الصراع الداخلي الفلسطيني والفراغ الإداري في غزة إلى تفاقم الأضرار الخارجية الناجمة عن الحد بشدة من إمدادات الطاقة وإعاقة إعادة الإعمار، وتم التعهد بتقديم المساعدات الدولية بشكل غير متسق ولم تتم متابعتها بالكامل، لأن التعقيدات السياسية تعوق تنفيذ جميع الحلول المقترحة.

ويمكن حل هذه المشكلة من خلال زيادة كمية واتساق إمدادات الكهرباء في غزة من خلال البنية التحتية والاستثمارات الأخرى مثل تطوير وتوسيع شبكة نقل الكهرباء إلى غزة وداخلها، واستعادة خزان الوقود في محطة توليد الكهرباء في غزة وربطه بخط أنابيب الغاز الطبيعي، والاستثمار في الطاقة الشمسية وتطوير حقل الغاز البحري في غزة، وزيادة المعروض من الطاقة المشتراة من مصر، وضمان الإمداد الثابت للكهرباء لمحطة تحلية المياه في خان يونس على المدى القصير، وتحسين تحصيل الرسوم لتغطية التكلفة المستمرة للكهرباء.

وبالإضافة إلى ذلك، زيادة إمدادات المياه في غزة وتحسين معالجة مياه الصرف الصحي، بما في ذلك عن طريق زيادة مشتريات المياه من إسرائيل، وتوسيع طاقة التحلية، وتحسين نظم تخزين وتوزيع المياه، والاستثمار في معالجة مياه الصرف المنزلية والصناعية، توزيع المواد الكيميائية وقطع الغيار لأنظمة المعالجة المنزلية، وبناء المزيد من محطات معالجة مياه الصرف الصحي، واستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لإعادة تغذية طبقة المياه الجوفية، وإصلاح نظام جمع مياه الصرف الصحي، وربط جميع سكان غزة بالمنظومة.

ويوجد أيضًا حماية الصحة العامة وتعزيز ممارسات النظافة الشخصية والصرف الصحي من خلال الوقاية من تفشي الأمراض والاستعداد لها، على سبيل المثال، التطعيمات ضد الكوليرا ورزم الأملاح الملحية، والحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية، والترويج لتعليم النظافة والصرف الصحي الأكثر صرامة في المدارس، وإنشاء فرقة عمل إقليمية لمكافحة ومنع تفشي الأمراض، ومن خلال أيضا، الحد من عوائق التنفيذ والعمل ضمن الاختلافات السياسية من خلال إنشاء آلية متابعة لتعهدات المانحين، زيادة الأموال لمبادرات التخفيف من مخاطر الصحة العامة، وتخفيف القيود على الوصول والحركة، وتحديد الأطراف الثالثة الموثوقة للتوسط في النزاعات السياسية حول المدفوعات مقابل الماء والكهرباء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة المياه والصرف الصحي في غزة تتفاقم وخطرها يُهدد مصر وإسرائيل أزمة المياه والصرف الصحي في غزة تتفاقم وخطرها يُهدد مصر وإسرائيل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها

GMT 01:57 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تبدأ الشهر بحيرة وشعور بعدم الأمان

GMT 03:58 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل فساتين الزفاف المنفوشة لعروس 2021 تعرّفي عليها

GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia