النساء تبني المنازل في نيبال لوضع أسس التغيير والتجديد
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

النساء تبني المنازل في نيبال لوضع أسس التغيير والتجديد

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - النساء تبني المنازل في نيبال لوضع أسس التغيير والتجديد

شارميلا تامانغ في واحدة من المنازل التي تبنيها
نيبال ـ منى المصري

عاشت فولساني تامانغ، في هذا الوقت من العام الماضي، في مأوى مؤقت على المنحدرات المدرجة في شرق نيبال. وكان منزلها قد دمر بسبب الزلزال الذي ضرب عام 2015 ، والذي أودى بحياة حوالي 9000 شخص وترك مئات الآلاف من الأشخاص بلا مأوى. وعندما وقعت الكارثة، كان زوج فولساني يعمل في المملكة العربية السعودية وكان الرجال الآخرون في قريتها مشغولين للغاية بإعادة بناء منازلهم للمساعدة. وفي ذلك الوقت، كان من الصعب حتى العثورعلى شخص ما لبناء حظيرة حتى، لذلك قررت فولساني بناء منزل بنفسها.

هناك الكثير من العواقب تقف أمام النساء في مجال البناء:
هي وتسع نساء أخريات في بالورباتى، وهي قرية تبعد بضع ساعات بالسيارة خارج العاصمة كاتماندو، وحصلت على دورة تدريبية لتصبح عاملة بناء في ريف نيبال التقليدي للغاية، وكانت هذه خطوة جذرية، وكان رد فعل الرجال في القرية متوقعًا. وتقول فولساني: "لقد قالوا: أنت امرأة ولا تستطيعى القيام بذلك، ولا ينبغي عليك أن تفعل ذلك". لكن بعد مرور 12 شهرًا، مع وجود ثمانية منازل تحت الإنشاء، تغيرت الأمور. فالآن يمشي الرجال بهدوء عندما يروننا نعمل. ولا يجرؤ على تقديم تعليقات سلبية.

النساء تبني المنازل في نيبال لوضع أسس التغيير والتجديد

وقد تعرقلت الجهود التي تبذلها نيبال للتعافي من زلزال عام 2015 ، الذي دمر أكثر من نصف مليون منزل، بسبب الاضطرابات السياسية والعقبات البيروقراطية ، ولكن أيضا بسبب عدم وجود بناة مدربين. ولمواجهة النقص، قامت وكالة التنمية السويسرية هيلفيتس Helvetas ، بتمويل من وزارة التنمية الدولية في بريطانيا بتدريب 6500 بناء، ثلثهم من النساء.

ولقد أعطى التدريب هؤلاء النساء ثقة أكبر بكثير. فالآن يعتقدون أنهم يستطيعون القيام بأي نوع من العمل، وليس بناء المنازل فقط. ويقول كريتي بهوجو، وهو مسؤول برنامج في شركة Helvetas  "إنهم يحصلون على دخل أكبر، وغالباً ما ينفقونه على تعليم أبنائهم، وهم لم يعودوا يعتمدون على أزواجهن". وقد تم الآن تدريب حوالي 54000 شخص على الصعيد الوطني كعمال للبناء من خلال البرامج الحكومية وغير الحكومية كجزء من جهود الإنعاش في نيبال. ومع ذلك بهم  10 ٪ فقط من النساء.

النساء موثوق بها في هذا العمل:
ووجدت دراسة حديثة أجراها برنامج استرجاع المساكن وإعادة الإعمار، وهو منتدى لجميع الهيئات المشاركة في إعادة إعمار الزلزال، أن النساء اللواتي تحدثن إلى من تدربن على أنهما بنائين، كان نصفهن فقط يعملن في التجارة. وبعض النساء اللائي حصلن على التدريب كان لهن خبرة إيجابية، لكن الكثيرين لا يجدون عملاً. يقول سيوبان كينيدي مستشار التعافي في HRRP ، إن البعض غير موثوق بهم للقيام بالعمل، بينما يحصل البعض الآخر على أجر أقل من الرجال.

وبعد ثلاث سنوات من وقوع الزلزال، كانت جهود إعادة الإعمار غير مكتملة في أحسن الأحوال. وبينما تسارعت وتيرة البناء في العام الماضي، فإن الكثير من ذلك كان مدفوعًا بالمواعيد النهائية الحكومية للمطالبة بمنح إعادة البناء. ولا يتم صرف هذه الأموال إلا بعد أن يثبت أصحاب المنازل أنهم قاموا ببناء عقارات على مستوى محدد، مما أدى إلى وجود العديد من المباني الصغيرة وغير العملية من أجل الوفاء بالمواعيد النهائية.

احدى النساء تمتلك الأن شركة بناء خاصة بها والأخرى تساهم في نفقات أطفالها:
والمشهد في بالورباتى هو نموذجي. على طول المنحدرات المدرجة الشاهقة تقف البقايا المتصدعة من البيوت الحجرية التقليدية إلى جانب الملاجئ المؤقتة للزلازل المبنية من الخيزران والألواح المعدنية. وبينها منازل جديدة من الطوب المقاوم للزلازل. والبعض لا يزال في مرحلة التأسيس والاخر تم الانتهاء منه. والمنظر الذي يدعو للفخر بين المباني الجديدة هو المكتب الإداري المحلي المكون من طابقين، الذي بنته نساء، بما في ذلك رانجانا تامانج ، وتقول "بعض الناس اشتكوا من أن الأمر سيستغرق من النساء شهرين لبناءه، لكنهن انتهينا منه في موعده المحدد في شهر واحد، ويعترف الناس الأن بقدرتهن، حتى لو لم يثنوا عليهن على وجه التحديد". وبسبب عملها في البناء، تحقق رانجانا دخلاً للمرة الأولى- حوالي 6 جنيهات إسترلينية في اليوم. "اعتدت الاعتماد بشكل كامل على أموال زوجي، ولكن يمكنني الآن المساهمة في نفقات الأطفال، ويمكنني الوقوف على قدمي".

وأصبحت لـ شارميلا تامانج شركة مقاولات، وتشرف على بناء 12 منزلاً، وهناك ثلاثة أخرين قيد التنفيذ. وتقول "أنا أتعامل مع العمل كما لو كنت أقوم ببناء منزلي الخاص. ويقول الناس أنني أعمل بجد، لقد أصبحنا نحن النساء الخيار الأول لبناء أى منزل في القرية  لتميزنا ودقتنا".

الرجال لا يقومون بالعمل الشاق والمرأة تفعل كل شيء لكن بعض الرجال لا يزالون غير مقتنعين:
مثل العديد من القرى في جميع أنحاء نيبال، فـ بالورباتى بها القليل من الرجال. فقد غادر عشرات للعثور على عمل في كاتماندو أو في الخارج، ولكن شارميلا تقول "ليس هذا هو السبب الرئيسي في تحول النساء إلى البناء"، "لا يحب الرجال القيام بعمل شاق وبناء المنازل صعب، لذلك لم يرغبوا في القيام بهذا التدريب. كما أن الرجال يشربون ويخلقون مشاكل، لكن النساء يعملن معاً بشكل جيد".

ولكن في أماكن مثل بالورباتي، لا يزال من المتوقع أن تستمر البناءات الإناث في الحفاظ على وظائفهن التقليدية والعمل المنزلي والزراعة ورعاية الأطفال. واستجابة شارميلا هي في الغالب روح المبادرة: "إذا لم يكن لدي الوقت للقيام بالأعمال المنزلية، فأنا أدفع امرأة أخرى مبلغًا صغيرًا للقيام بذلك من أجلي". ويبدو زوج شارميلا ، جيت باهادور تامانغ ، داعماً لها حيث قال "كل ما فعلوه حتى الآن جيد، المباني التي قاموا بها جية بالفعل والمرأة تفعل كل شيء في الوقت الحاضر، لكن بعض الرجال لا يزالون غير مقتنعين"...

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النساء تبني المنازل في نيبال لوضع أسس التغيير والتجديد النساء تبني المنازل في نيبال لوضع أسس التغيير والتجديد



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها

GMT 01:57 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تبدأ الشهر بحيرة وشعور بعدم الأمان

GMT 03:58 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل فساتين الزفاف المنفوشة لعروس 2021 تعرّفي عليها

GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia