لندن ـ سليم كرم
كشفت تقارير صحافية، أن الطائرات المقاتلة الجديدة في بريطانيا ستكلف ميزانية البلاد مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية، وقد أشاد وزير الدفاع السير مايكل فالون بالمقاتلة الأميركية "أف - 35 بي لايتنينغ 2" التي تعد من أبرز الطائرات السريعة في التاريخ، غير أن الطائرات كانت تعاني من قائمة المشاكل التي أدت إلى ارتفاع التكاليف، وهناك مخاوف من أوجه القصور في النظم التقنية التي يقوم عليها الجيل الجديد من طائرات الحرب سيجعلها غير قادرة على العمل بشكل صحيح.
وبيّنت الشركة المصنعة لوكهيد مارتن أن الطائرات ستكلف بريطانيا بين 77 مليون جنيه إسترليني و 100 مليون جنيه إسترليني لكل منهما، إلا أن صحيفة التايمز البريطانية أكدت أن التكلفة الحقيقية للطائرات التي تم تسليمها هذا العام ستكون اكثر من 150 مليون جنيه إسترليني لكل منها لتغطية "الإضافات" مثل ترقيات البرمجيات وقطع الغيار، وكشفت الصحيفة عن سلسلة من الإخفاقات المروعة مع الجيل الجديد من الطائرات الحربية مما يثير تساؤلات خطيرة حول المشروع.
ووجدت أن طائرات "الشبح" F-35 غير قادرة على نقل البيانات إلى السفن البريطانية والطائرات القديمة دون الكشف عن موقعها، لذلك فنظام البرمجيات للطائرة عرضة للهجوم السيبراني ولا يمكن اختباره بشكل مستقل من قبل بريطانيا، في حين أن النطاق العريض والضعيف على حاملة الطائرات الرئيسية للبحرية الملكية "أتش أم أس كوين إليزابيت" يعيق أيضا قدرات طائرة، ومن المتوقع أن تكون بعض الطائرات ثقيلة جدا للقيام بأمان الهبوط الرأسي - وظيفة رئيسية التي تم تصميم الطائرة لتنفيذها، وهناك المزيد من المشاكل حيث أن الإدارة المسؤولة عن شبكات الكمبيوتر الضرورية لتشغيل الطائرة تحتاج إلى تحقيق وفورات قدرها 400 مليون جنيه إسترليني هذا
ويزعم أن المسؤولين يدركون أن هناك حاجة إلى المزيد من السيولة النقدية لضمان توصيل الطائرات بشكل صحيح بشبكات ناقلات الطائرات، ولكنهم يعتقدون أن تخفيضات التمويل يعني أنه لن يكون هناك ما يكفي من المال لشراء الأنظمة، وقال الجنرال السير ريتشارد بارونز، الذي كان مسؤولا عن شبكات المعلومات العسكرية حتى العام الماضي، إن "الميزة الحقيقية للمقاتلات هو منصة معلومات خفية تحدث لإسقاط الطائرات والقنابل، تحتاج ما يكفي من القدرة على التواصل مع جميع المنصات الأخرى: السفن والطائرات والمقرات، حاملة الطائرات كوين إليزابيت قد تبدو مثيرة للإعجاب كسفينة ولكن من الناحية التكنولوجية أنها عالقة منذ 10 سنوات".
وأفاد ريتشارد بأنه "من المحزن تماما" أن بريطانيا أعطت الأولوية "للمعادن والمنصات" على حساب "الحرب في عصر المعلومات"، وقالت وزارة الدفاع إن جميع القضايا التي تم إثارتها كانت قد ذكرت في الماضي وأنها تخضع لإدارة نشطة من قبل المكتب المشترك لبرنامج القتال المشترك ووزارة الدفاع، وأن البرنامج تمت الموافقة على تكاليفه كليتا وانها لم تعترف بقيمة التكلفة البالغة 150 مليون جنيه إسترليني التي ذكرتها الصحيفة.
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع، إلى أنّ "الطائرة F-35B لايتنينغ 2هي طائرة مقاتلة الأكثر تقدما في العالم، نحن ملتزمون ببرنامج F-35، الذي هو في الوقت المحدد، وفي حدود التكاليف، ويقدم أفضل قدرة لقواتنا المسلحة".
أرسل تعليقك