لندن ـ سليم كرم
كشفت أدلة غير منشورة عن أن بريطانيا حاولت في العام الأخير من الحرب العالمية الأولى قتل الزعيم الألماني قيصر ويلهلم الثاني، لكن المهمة السرية قد فشلت، وتظهر الأدلة، وهي وثائق غير منشورة في أرشيفات متحف سلاح الجو الملكي البريطاني ووثائق في أرشيف خاص في فرنسا، أنه قبل مائة عام أقلع سرب من 12 مفجرًا من مطار بالقرب من بولون لقصف قصر فرنسي، قد كشفت عمل استخباراتي، أن القصر كان يستخدم من قبل القيصر كمسكنه السري للجبهة الغربية، وتم الكشف القصة الكاملة - بشكل جزئيًا في كتاب جديد تم نشره للتو - وبدأت في أواخر مارس/آذار 1918 عندما أطلق الجيش الألماني أول سلسلة من الهجمات الجديدة الرئيسية ضد الحلفاء.
كانت الهجمات الهائلة ناجحة في البداية، ولكن مع ذلك تم القبض على بعض الجنود الألمان من قبل الحلفاء، وتم استجواب بعض هؤلاء الرجال الألمان من قبل المخابرات الفرنسية، واحد منهم كشف إلى المحققين أن القيصر قد اتخذ بيت ريفى ضخم "قصر "للإقامة به خارج قرية فرنسية صغيرة تسمى تريلون، على بعد ثلاثة أميال من الحدود البلجيكية.
وكشف كان أحد المترجمين في قسم الاستخبارات بالصدفة من موظفي الجنرال الفرنسي الشهير، فيليب بيتان، مالك ذلك القصر، أنه في منتصف أبريل/نيسان 1918، تم تكليفه بمهمة استجواب سجين الحرب الألماني بمزيد من التفصيل - وباستخدام المعرفة المحلية، للتحقق من صحة ما عُرف، وفى في مايو / أيار، تم اتخاذ قرار "من حيث المبدأ" بقصف القصر، في الواقع، طلب الجيش الفرنسي من (مالك القصر) منحهم الإذن بقصف المبنى، وطنيا، وقد وافق، وتكشف المصادر الألمانية أن القيصر بقي هناك في ثلاث مناسبات على الأقل - من 21 آذار إلى 2 أبريل/نيسان، من 5 نيسان إلى 15 نيسان، ومن منتصف أيار إلى 1 يونيو/حزيران وربما من نحو 26 نيسان إلى 1 أيار، فيما كانت المخابرات البريطانية تريد معرفة المزيد من التفاصيل قبل إعطاء أي ضوء أخضر سياسي أو عسكري نهائي لمحاولة قتل القيصر.
وكان ضباط المخابرات البريطانية في أمستردام في هولندا المحايدة على اتصال دائم بشبكة تجسس في بلجيكا تحتلها ألمانيا وشمال فرنسا تسمى لا دام بلانش (السيدة البيضاء)، من المعروف أن الاستخبارات البريطانية كان لها عملاء في منطقة تريلون - لذلك فمن المحتمل أن يتم تمرير مزيد من المعلومات حول تحركات القيصر (عبر أمستردام) إلى مقر الاستخبارات البريطانية في لندن، ومع ذلك،و كان هناك دائمًا تأخير زمني - لذا كانت المعلومات دومًا قديمة بعض الشيء.
في نفس الوقت الذي اكتشف فيه الحلفاء الموقع الدقيق للقيصر، كانت القوات الألمانية تعطي القوات البريطانية والفرنسية ضربة مخيفة، ونجح الألمان في دفع الحلفاء الى الوراء لأكثر من 40 ميلًا، والأكثر من ذلك، في أواخر أيار، في معركة شمينى دى دامس، استولى الألمان على 45000 من قوات الحلفاء و 400 بندقية ميدانية، وكانت تلك كارثة بالنسبة للحلفاء،، في تلك المرحلة، وفي أواخر الربيع، 1918، يجب أن يكونوا قد خافوا من أن الألمان قد يفوزون بالحرب، في تلك الظروف العصيبة، يبدو أن الفرنسيين والبريطانيين قرروا أخيرا محاولة قتل الإمبراطور الألماني.
أرسل تعليقك