لندن - سليم كرم
حُكم الجمعة، على مسلم متحول كان يُصلي مع أحد منفذي هجوم جسر لندن، بالسجن ستة أشهر، بسبب امتلاكه وثائق هوية مزورة، وقد اعتقل ريكاردو ماكفارلان، البالغ من العمر 30 عامًا، بعد العثور على بطاقة هوية إسبانية وهمية داخل حاملة سيارته "نيسان ميكرا" الزرقاء عندما تم توقيفه بعد عملية توقف روتيني للشرطة في يوليو/تمّوز الماضي.
وكان ماكفارلان قد شُوِهد مع القاتل خورام بوت في فيلم"‘Jihadi Next Door" الوثائقي الذي بثته القناة الرابعة، والذي حقق 1.2 مليون مشاهدة عندما بُث في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، والذي حظر عرض واعظ الكراهية، أنجم تشودري، وكان من المقرر أن يواجه ماكفارلان محاكمة لانتهاكه قانون "اسبو" الذي يمنع من الاقتراب من أفراد الشعب "من أجل تطبيق الشريعة" في مارس/ آذار من العام الماضي.
وقد طُلب أيضًا من المسلمين المتحولين أن يبتعدوا عن تشودري، بيد أنه هو ونحو 20 رجلًا آخرين اتهموا بإقامة كشك في شارع أوكسفورد في وسط لندن، حيث دعوا إلى فرض قوانين إسلامية صارمة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ولم تتمكن محاكمته من المضي قدمًا كما كان مخططًا، لأن الشاهد الرئيسي في القضية المرفوعة ضده، وهو حارس أمن مسلم من شركة "توب شوب"، اتصل بالمدعين العامين لإبلاغهم أنه توجه إلى المغرب في "حالة طوارئ عائلية".
وكان على المدعين العامين أن يثبتوا أن أعمال ماكفارلين تسببت في "المضايقات والانزعاج والضيق" لإدانته بانتهاك أسبو، ولم يتعرف حارس الأمن على ماكفارلان، لكنه قدم وصفًا، قال الادعاء إنه يتطابق مع ما كان يرتديه ماكفارلين في لقطات الكاميرات التلفزيونية في مكان الحادث.
ومع ذلك، علِمت محكمة سونوارك كرون، أن الرجل قد غادر البلاد في الواقع في عطلة تم حجزها مسبقًا، وقال المدعي العام، ألكسندر جودي: "هذا المتهم يواجه اثنين من لوائح الاتهام، واحدة لخرق نظام السلوك الاجتماعي والثانية تتعلق بحيازة وثيقة هوية زائفة، وقد أقر بأنه مذنب في وثيقة الهوية".
وأضاف المدعي العام: "كان من المقرر أن يُحاكم في 29 آب / أغسطس لخرق نظام السلوك الاجتماعي، إلا أن أحد شهود الادعاء الرئيسيين اتصل بالمحكمة في يوم المحاكمة قائلًا إنه كان في حالة طوارئ عائلية، وتم تصوير ماكفارلين في ريجنتس بارك قبل أن يقتل خورام بوت ثمانية أشخاص ويصيب 48 بجروح في حادثة سيارة مروعة مع رشيد رضوان ويوسف زغبة يوم 3 يونيو/حزيران.
وذكر روي هيدلام، المحامي، للمحكمة أنه على الرغم من الانتماء "لا يوجد أي اقتراح بأنه شارك في نشاط إرهابي" أو يعتزم عبور الحدود باستخدام بطاقة وهمية"، مضيفًا "ليس هناك أي مؤشر أنه حاول استخدامه لأي غرض كان، لقد أراد وثيقة هوية، وثيقة هوية إسبانية، بصورته وباسمه لتمكينه من العمل في إسبانيا".
ولاحظ القاضي بيتر تستار أن "كل ذلك غريب جدًا"، خاصة مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن حساب ماكفارلين لم يكن بحاجة إلى بطاقة الهوية في المقام الأول، وقال "لقد حُكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر في تلك الظروف، وقراري هو أن هذه هي العقوبة التي يستحقها في هذا الاتهام"، وفي الشهر الماضي رفض أن يقف أمام قاض قال له: "هذه ليست محكمة دين".
أرسل تعليقك