قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش

مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش
بغداد ـ نهال قباني

بثت قناة "بي بي سي" الأسبوع الماضي، على لسان المذيعة "ليسي دوسيت"، مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش, وهي تروي القصص التي سمعتها، ففي إحدى القرى في الركن الشمالي من العراق، تقف بافرين شيفان البالغة من العمر 20 عامًا على سرير معدني للحديث عن أكثر الأوقات الصعبة التي عاشتها ، وتروي برباطة جأش ملحوظة "كانوا يغتصبونني كل يوم، مرتين أو أكثر ، وكنت مجرد طفلة"، كما تقول بصوتها الناعم"لا يمكنني أن أنسى ذلك أبدًا".

وتشارك بافرين قصتها على الرغم من صعوبة ذلك ، لأنها تريد أن يسمع العالم ما حدث لها وأن هناك ما يقرب من 7000 امرأة يزيديّة أخرى اسُتعبدت لسنوات من قبل مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية البربرية ، وأن العالم كما يعتقد مجتمعها الصغير، قد نسيهم.

كانت صور الأشخاص اليائسين الذين تقطعت بهم السبل على سفح الجبل في قلب اليزيديين، الذين يموتون من الجفاف والجوع، قد أشعلوا التعاطف مع ثقافة قديمة لم يُسمع عنها سوى القليل ، وتم إرسال طائرات هليكوبتر لإسقاط الغذاء والماء على المنحدرات الجرداء في جبل سنجار ولجذب عدد قليل من الناس الذين تمكنوا من الصعود على متن الطائرة إلى بر الأمان ، وظلت الشوارع في صمت مخيف، وما زالت المنازل المهشمة بكثافة مليئة بالقنابل والأفخاخ التي زرعتها داعش قبل أن يتم إخراجها من هذه المنطقة قبل ثلاث سنوات من قبل القوات الكردية بدعم من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ، و ينتشر الآن مئات الآلاف من اليزيديين في مخيمات النازحين في جميع أنحاء هذه المنطقة الشمالية، غير قادرين وغير راغبين في العودة إلى ديارهم، وغير متأكدين من أين يلجئون إلى طلب المساعدة.

وتابعت بافرين حديثها "هناك عدد قليل من وكالات الإغاثة على أرض الميدان هنا وتُرك اليزيديون في حالة من عدم اليقين، وهم عالقون في نزاعات بين الإدارة المحلية الكردية والحكومة المركزية في بغداد، وكان ذلك يؤثر على إيصال المعونات وكذلك الأمن للسكان الذين ما زالوا يشعرون بالخوف العميق من عودة داعش"

وتقول بافرين بينما تجلس في فناء المزرعة، وهي مرتدية وشاح أزرق داكن ، اختارت ألا تخفي وجهها ، أو اسمها، لأنها تحكي قصة ، مثلها مثل العديد من النساء اليزيديات، تفوق الخيال "لا أستطيع العودة إلى قريتي "، "ليس هناك أمل في أن تكون هناك حياة في قريتي ، لم يتبقى هناك سوى عظام الموتى فقط" ، و تبعد قريتها كوشو فقط مسافة قصيرة بالسيارة ، و في الملف الكبير لجرائم حرب داعش ، تمثل كوشو صفحة جديدة للوحشية ، نحو 400 رجل، وهم جميع السكان الذكور، تم اعتقالهم أو إطلاق النار عليهم أو قطع رؤوسهم ، وقُتلت نساء عجائز وأُلقِين في مقابر جماعية، بينما قُدمت النساء الأصغر سنًا في الأسواق كعبيد جنس، وتحول الأولاد إلى جنود أطفال.

و كانت بافرين في ذلك الصيف المشئوم لعام 2014، خارج قريتها كوشو وحاولت شق طريقها إلى جبل سنجار، بالإضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين الذين فروا إلى هناك في حالة من الذعر الأعمى للهروب من هجوم داعش و يعتقد اليزيديون أن جبل سنجار، الذي يمتد عبر المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، كان دائمًا حاميهم الوحيد ،و إنهم ينظرون إليها على أنها الوصي على إيمانهم المضطهد منذ فترة طويلة، وهو دين توحيدي ذو جذور زرادشتية، وهو ما يستمد أيضًا من المسيحية والإسلام.

و قبض مقاتلو داعش على بافرين وإخوتها الثلاثة على الطريق، جنوب جبل سنجار، وحبسوها، في البداية مع العديد من صديقاتها الشابات من قريتها كوشو ، وفي ألمها، نجد هناك أيضًا قوة حيث عبرت "كل يوم كنت أسيرة، أصبح أقوى"، كما تقول "لقد أنتهزت كل فرصة ممكنة لأحاول الهروب ووعدت نفسي بأنني لن أتراجع أبدًا، لأنه في النهاية، إما أن أقتل من قبل آسري أو أن أكون حرة"، وعندما قُتل المقاتل الثاني الذي استعبدها في تفجير انتحاري ، لففت نفسها في ملابس سوداء، واندفعت فوق جدار، ووجدت طريقها إلى منزل في مدينة الموصل العراقية، التي كانت أيضًا تحت قبضة داعش ، وفتح الغرباء الباب أمام امرأة خائفة هاربة، وأبقوها لأيام ، ثم باعوها إلى عائلتها ،  ولا يزال هناك 35 من أفراد أسرتها الكبيرة في عداد المفقودين ، وهي تعترف على مضض بقولها "ربما مات إخوتي ، لكننا ما زلنا نعيش بالأمل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها

GMT 01:57 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تبدأ الشهر بحيرة وشعور بعدم الأمان

GMT 03:58 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل فساتين الزفاف المنفوشة لعروس 2021 تعرّفي عليها

GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia