كامبالا ـ وليد محسن
تعاني منطقة الاستقبال المركزية في مستوطنة "ايمفيبي" للاجئين في شمالي أوغندا، من الازدحام الشديد. حيث يتجمع مئات من الأشخاص على رقعة أرض صغيرة، ينتظرون لأيام إيواءهم وذلك بسبب البيروقراطية الأوغندية التي أفضت إلى نقص في التمويل وعجزٍ في المساعدات الإنسانية، فضلاً عن موجات اللاجئين المستمرة والآتية من جنوب السودان.
وقد أجبرت المجاعة والانهيار الاقتصادي وسنوات الحرب، شعب جنوب السودان إلى الهروب بشكل أسرع من أي شعب دولة أخرى في العالم. فقد بدأ تدفق اللاجئين الذين وصل عددهم إلى 2800 شخص يوميًا، في مارس/آذار الماضي، ما أسفر عن خسائر شديدة لجارة السودان الجنوبية، دولة أوغندا، التي تستضيف ما يقرب من 1.6 مليون لاجئ هارب.
وتشهد أوغندا إهمالاً شديدًا على كل المستويات، وهي تعتبر واحدة من أكثر الدول التي تعتمد سياسة تعاطف إزاء اللاجئين في العام، وهو الأمر الذي يوفر مظلة إلى اللاجئين في سبيل استصلاح الأراضي والتمتع بحقوق السفر والعمل، وذلك في نادرة تحصل للمرة الأولى.
وبدأت الأزمة تلوح في الأفق، خاصة بعد أن وصل عدد اللاجئين في مستوطنة "بيدي بيدي" إلى ما لا يقل عن 270 ألف لاجئ، لتتربع على عرش مخيمات اللاجئين العالمية. وبحلول ديسمبر/كانون الأول الماضي أغلقت هذه المستوطنة أبوابها أمام اللاجئين كمحاولة لمنع الاكتظاظ، ومنذ ذلك الحين بدأت المخيمات الأخرى في الظهور كل شهرين تقريبًا.
وفي البداية، توقعت الأمم المتحدة أن يسافر نحو 300 ألف لاجئ من جنوب السودان إلى أوغندا خلال عام 2017، وبعد ثلاثة أشهر فقط من بداية العام، ارتفع التقدير ليصبح 400 ألف لاجئي. وقال فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أوغندا على مشارف مرحلة الانهيار، فيما صرح رئيس الوزراء الأوغندي، روهاكانا روغوندا، بأن بلاده استمرت في فتح الحدود، إلا أن تدفق اللاجئين غير المسبوق "يضع ضغوطًا هائلة على الخدمات العامة والبنية التحتية المحلية".
وعلى الحدود حيث ينتظر اللاجئون لعدة أيام ليشقوا طريقهم من خلال إجراءات طويلة معقدة في سبيل دخول البلاد، أصبحت هناك حالة متزايدة من الشك، فقد أكد سليمان أوساكان، المسؤول في الحكومة الأوغندية، أن موجات اللاجئين تتدفق بشكل أسرع من المتوقع، مضيفًا أن "هذا الأمر غير مسبوق ولسوء الحظ هناك نقص شديد في التمويل"
اللاجئة جاكلين غيير في مركز "كولويا" للاجئين المسجلين والذي يقع على مسافة دقائق من الحدود الأوغندية مع جنوب السودان، فقد ظلت هناك لمدة يومين، بعد رحلة عناء طولية قطعت خلالها مسافة 100 كلم سيرًا على الاقدام من مدينتها "يي"، بعدما لقي زوج أمها مصرعه على أيدي جماعات "الدينكا".
وتوصف الحياة في المخيم بأنها صعبة، لكن يبدو أن الجميع يتفقون على أن أحد التحديات الرئيسية هو توفير المياه. فليست هناك آبار، كما أن الجداول والينابيع القليلة التي تمر عبر هذه المنطقة غالبا ما تكون جافة تمامًا. وحتى عندما توجد فيها المياه، تكون على أعماق بعيدة، وغير نقية تماما. وللتعامل مع قلة الماء، لجأ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى نقل المياه من نهر النيل، والتي يجب اختبارها ومعالجتها، ثم إعادة اختبارها مرة أخرى قبل تفريغها في قافلة من الناقلات.
أرسل تعليقك