الإيرانيون يوجِّهون غضبهم تجاه خامنئي والقادة بعد العقوبات
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

الإيرانيون يوجِّهون غضبهم تجاه خامنئي والقادة بعد العقوبات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الإيرانيون يوجِّهون غضبهم تجاه خامنئي والقادة بعد العقوبات

إيرانيتان تمران خلف جدارية السفارة الأميركية
طهران ـ مهدي موسوي

ردد المتظاهرون في شوارع إيران هذا الأسبوع شعارات عدَّة كان من بينها "الموت لخامنئي" و"الموت للتضخم"، محاكين "الموت لأميركا; الذي امتنع عن نشره بعد الثورة الإسلامية عام 1979, ففي الماضي عندما كانت الأمور تسير بشكل سيئ في البلاد، حيث ألقى قادة طهران باللوم على القوات الخارجية وكان مواطنوها يؤمنون بهذا إلى حد كبير, فقد كان "الشيطان الأكبر" مسئولا عن كل مشكلة يعاني منها شعبه, ولكن هذه المرة كان مختلفًا.

خامنئي فقط المسؤول
وقال مراد وهو كهربائي يبلغ من العمر 45 عامًا وأب لثلاثة أطفال, وهو من حي للطبقة العاملة في العاصمة طهران, إلى صحيفة "تلغراف"، "تحاول إيران أن تقول إن ترامب وراء كل بؤسنا، لكن فقط خامنئي المرشد الأعلى الذي يقع عليه اللوم"، فالناس ينظرون إلى بعض المنازل والفلل المهيبة وأسلوب حياة الأقلية القليلة في قمة الرفاهية ويتسائلون كيف تمكنوا من الحصول على هذا عندما تكون الأغلبية فقيرة".

تدهور الاقتصاد الإيراني
وانخفضت قيمة الريال بنسبة 80 في المائة منذ بداية العام، في حين تضاعفت أسعار المواد الغذائية, ويقود النخبة السيارات الفارهة المستوردة ويستثمروا ثرواتهم في الذهب عندما تمر الأوقات الصعبة، في حين أن أولئك الذين في يقبعون أسفل المعركة يكافحون للحصول على الأساسيات, فقرر مراد الانضمام إلى المظاهرات بعد أن تراجعت أجوره وفقد أصغر أطفاله وظيفته، فقام بالاحتجاج للمرة الأولى في حياته, وقال "لم يعد الناس يلومون رئيس بلد أجنبي، بل يلومون قيادة هذا البلد".

وكان الاقتصاد الإيراني في وضع صعب للغاية، حيث لم يشعر سوى القليل منهم بآثار العقوبات الأميركية الجديدة، التي صدرت في وقت سابق من هذا الأسبوع, ووصفها الرئيس دونالد ترامب بأنها "الأكثر لدغة" على الرغم من أن ما يُسمى بالعقوبات المفاجئة في الواقع أعادت ببساطة فرض الإجراءات التي كانت سارية قبل الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلى عنه في مايو, ولقد أضيفوا فقط إلى مشاكل الفساد الأكثر تعقيدا في إيران، والنظام المصرفي الفوضوي، وارتفاع معدلات البطالة بعد عقود من سوء الإدارة، وتخطيها للشؤون الإقليمية, ويرى معظمهم العداء الأميركي كحقيقة أساسية للحياة، لذا فإن إحباطهم يتم توجيهه إلى حكامهم لعدم التعامل مع الموقف بشكل أفضل.

انفصال المؤسسة عن الناس
وقال مراد، الذي لم يرغب في ذكر لقبه خوفًا من التداعيات "إن إيران بلد غني جدًا لكن حكومتنا تبدو أكثر قلقًا بشأن رفاهية غير الإيرانيين في العالم العربي"، "فهناك استياء متزايد داخل البلاد بشأن كيفية إنفاق أموال النفط".

وأدخلت إيران ذاتها في قلب الحروب المكلفة في سورية واليمن, وأنفقت المليارات في دعم عملاء المسلمين الشيعة في معركة الهيمنة على المملكة العربية السعودية, ويقول محللون "إن الانفصال بين الناس والمؤسسة لم يكن أوسع من أي وقت مضى منذ عام 1979".

فشل روحاني 
وينظر الكثيرون إلى حسن روحاني، الرئيس الإيراني، على أنه فشل في الوفاء بوعود الإصلاح الانتخابية ونهاية الكسب غير المشروع, وقد حاول إخماد المتظاهرين هذا الأسبوع بالاعتراف بشكواهم، لكنه تجاهل الدعوات للتفاوض على صفقة جديدة مع ترامب.

وقال روحاني عن عرض الرئيس الأميركي "هل يمكن أن يطعنك شخص ما في ذراعك وفي نفس الوقت يطلب التفاوض؟"، وفي الوقت الحالي، يقترض من الدول الأوروبية الموقعة من أجل تلبية احتياجات إيران الاقتصادية للحفاظ على الاتفاق متعدد الأطراف, لكن واشنطن حذرت من أن شركات الاتحاد الأوروبي ستواجه "عواقب وخيمة" إذا استمرت في التعامل مع طهران.

وانسحب عدد منهم، بما في ذلك شركة النفط الفرنسية توتال وشركة مانسك الناقلة الدانماركية، بعد أن فشلوا في الحصول على تنازل عن العقوبات الجديدة.

ويؤدي اضطراب أكبر في الداخل إلى إجبار روحاني على إعادة النظر, وقال غولناز إسفندياري وهو صحافي ومحلل إيراني في جماعة "فريدوم هاوس" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها, لصحيفة "التلغراف"، "أعتقد أن العقوبات والخط المتشدد لإدارة ترامب ستزيد من الضغط على القادة الإيرانيين للتحدث إلى الولايات المتحدة"، وأثارت بالفعل نقاشا داخل البلاد، مع سياسي مخضرم، علي أكبر ناطق نوري، قائلا "إن عرض ترامب للمحادثات يجب أن يُنظر فيه من قبل مجلس الأمن القومي الأعلى في البلاد".

انتفاضة ضد النظام
حتى الآن كانت الاحتجاجات تفتقر إلى الأرقام والتنظيمات التي شوهدت في الانتفاضة الأخيرة المهمة ضد النظام، "الثورة الخضراء" لعام 2009, وهؤلاء الذين في الشوارع اليوم هم في الغالب من الطبقة العاملة، غاضبين من الأسعار المتصاعدة للطعام وغيره من الضروريات, بينما فضلت الطبقة الوسطى الأقل تأثراً بالبقاء في ديارهم إلى حد كبير.

ويقول البعض "إن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي هو محاولة خفية لتغيير النظام, ولم يخف انعدام ثقته العميقة بطهران، التي يصفها بأنها الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم, وتأمل إدارته في أن يؤدي الضغط الاقتصادي الكافي على الشعب الإيراني إلى توجيهه إلى نقطة الانهيار".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيرانيون يوجِّهون غضبهم تجاه خامنئي والقادة بعد العقوبات الإيرانيون يوجِّهون غضبهم تجاه خامنئي والقادة بعد العقوبات



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها

GMT 01:57 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تبدأ الشهر بحيرة وشعور بعدم الأمان

GMT 03:58 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل فساتين الزفاف المنفوشة لعروس 2021 تعرّفي عليها

GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia