أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم داعش الوحشي عليهم
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم "داعش" الوحشي عليهم

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم "داعش" الوحشي عليهم

جثمان أحد شهداء حادث السويداء
دمشق - نور خوام

وضعت والدة كرم منذر، صندوق الذخيرة في سيارة ابنها الأصغر، وأمسكت دموعها بينما كان يقود سيارته في ضوء الفجر إلى الخط الأمامي، بعدما جاءت الأخبار بأن مسلحين من تنظيم "داعش" يقتحمون المنازل على الحواف الشرقية لمقاطعة منزله، السويداء في جنوب سورية.
أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم داعش الوحشي عليهم

وانضم منذر إلى أكثر من اثني عشر شابا آخرين، كانوا التقطوا السلاح للتصدي للهجوم على حافة مدينة رامي، وتناثرت جثث المقاتلين في الشوارع حيث بقايا متشددي "داعش" بعد أن فجروا السترات الانتحارية.

وتعثرت امرأة من أحد المنازل، قائلة "لقد ذبحوهم، في الداخل" وأشارت إلى الحمام، حينها قال منذر "شعرت في قلبي أن جريمة وقعت هناك، فتحت الباب ببطء، ورأيت أمّا تحمل أطفالها، لكن يبدو أنها لم تكن قادرة على حمايتهم من طلقات داعش"، مضيفا "لن أنسى هذا المشهد طوال حياتي، لا توجد كلمات يمكن وصفه، لقد ركعت وبكيت من الحزن".

وبدأ أهالي السويداء في دفن موتاهم الخميس، بعد يوم من أسوأ فظائع التي ارتكبها "داعش" في الأشهر الأخيرة، والتي أودت بحياة قرابة 250 شخصا، وهو عدد قد يرتفع بعد ذلك.

واختُطف العشرات وجرحوا وفقد الكثيرون منهم، وأدت المذبحة إلى قلب السلام في وطن الأجداد لطائفة الأقلية الدرزية، التي نجت إلى حد كبير حتى الآن من العنف الذي دمر معظم سورية.

وقدمت المقابلات مع سكان السويداء لمحة عن هجوم وحشي جيد التخطيط مدته 12 ساعة، بدا أن "داعش" قادر على شن الهجمات رغم هزائمها في سورية والعراق، وبدأت الهجمات في نحو الساعة الرابعة صباحا على ثلاث جبهات متزامنة، ووسط الظلام، تسلل المسلحون إلى البلدات والقرى الدرزية في الشرق والشمال الشرقي من السويداء، وبعضهم استخدم البدو المحليين كمرشدين.

واقترب المسلحون من القرى، وباتوا في مواقع قريبة منها قبيل الهجوم، وعند نحو الساعة الرابعة والنصف فجرا توجهوا على شكل مجموعات بشكل متزامن إلى داخل القرى، بعد تحديد المنازل التي سيتم اقتحامها.

واختار المهاجمون منازل يسهل الوصول إليها وغير محاطة بأسوار، لا سيما تلك المتصلة مع البادية بشكل مباشر، وبدؤوا بطرق الأبواب، التي ما أن تفتح حتى يتعرض ساكنوها للطعن، وترك الإرهابيون بعض الضحايا شهودا على ما جرى.

وأوقف أفراد "داعش" دراجاتهم النارية عند نقاط تمكنهم من الوصول إليها بسهولة في حال تعرضوا لمواجهة أو محاصرة من السكان، الذين طال القتل نساءهم ورجالهم وشبابهم وأطفالهم.

وانتقل أفراد تنظيم "داعش" بعد ذلك إلى التفجيرات، حيث فجر أربعة انتحاريين أحزمتهم الناسفة في مدينة السويداء تزامنا مع تفجيرات مماثلة استهدفت قرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي.

وطرقت ميليشيات "داعش" الأبواب، وفي بعض الحالات نادت على بعض العائلات بالاسم، وذبحوهن، وفي هذه الأثناء، قاموا بنشر القناصة خارج حدود البلدة، واتخذوا مواقع راسخة في البلدات.

وترك المسلحون ناجي وحيد كشاهد على وحشيتهم، وقام بعض مقاتلي "داعش" بربط أرجلهم معا، في ما بدا أنه تصريح رمزي بأنهم سيقاتلون حتى الموت دون أن يفروا، ومع انتشار أنباء الهجوم، حمل الشباب المحلي والميليشيات السلاح، وفي الوقت نفسه، دخل 4 انتحاريين على الأقل إلى مدينة السويداء، وفجروا أنفسهم في سوق الخضار، واثنان آخران في وسط المدينة، وفجر الرابع نفسه في مبنى بعد أن حاصره السكان المحليون في الجزء الجنوبي من المدينة، وقتل نحو 30 شخصا على يد هؤلاء المهاجمين.
قال أسامة أبو ديكار، كاتب وصحافي في المدينة "في البداية، أخذنا الهجوم على حين غرة، لكن شباب السويداء الأبطال تجمعوا بسرعة في وسط المدينة والقرى التي هاجمها "داعش"، وخاض هؤلاء المقاتلون المحليون ذوو القدرات الأساسية معارك حقيقية ضد داعش"، وأضاف "لقد دافع شعب السويداء عن قلب واحد وحاربوهم، واليوم تتعافى المدينة تدريجيا، هناك هدوء حذر للغاية، وهناك توقع بهجوم آخر".

وأثار الاعتداء المنسق التساؤلات بشأن تورط الحكومة السورية في الهجوم، وكذلك قدرات "داعش" على زرع الفوضى، وصفقات المصالحة التي استخدمها نظام بشار الأسد لاستعادة السيطرة على الأراضي في جميع أنحاء البلاد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم داعش الوحشي عليهم أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم داعش الوحشي عليهم



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia