بغداد ـ نهال قباني
انتقلت القوات العراقية لمعقل "داعش" الأخير في ثاني أكبر مدينة في العراق بعد حملة استمرت ثمانية أشهر للقضاء على تلك الجماعة الإرهابية في الموصل. وقد دفع الجيش الذي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية المسلحين إلى الخروج من كل الأحياء إلا القليل منها بعد إطلاق عملية واسعة لاستعادة السيطرة على المدينة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب ما ذكر موقع "الديلي ميل" البريطاني.
ومن المتوقع أن يتخذ المتطرفون تمركزهم الأخير في البلدة القديمة، وهي منطقة مكتظة بالسكان بها أزقة ضيقة متعرجة حيث يحتجزون أكثر من 150 ألف مدني كرهائن. ويقال إن "داعش" يستخدم هؤلاء الناس، الذين يعيشون في ظروف "يائسة" مع القليل من الغذاء والماء، كدروع بشرية. وقال الجنرال عبد يار الله إن القوات الخاصة العراقية والجيش والشرطة الفيدرالية تشارك جميعا في الهجوم على البلدة القديمة الذي بدأ فجر الأحد.
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى "بدأت الغارات الجوية الأولية في نحو منتصف الليل. ان قوات الأمن بدأت اقتحام أجزاء من البلدة القديمة عند الفجر. وتم إطلاق مدافع رشاشة خلال المشهد المترب وتصاعدت أعمدة الدخان من الصواريخ فوق البلدة القديمة.
وأوضح التلفزيون العراقي أن منشورات وزعت على المدنيين تحثهم على الخروج من خلال خمسة "ممرات آمنة". وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن "داعش" قد يحتجز أكثر من 100 الف مدني كدروع بشرية في البلدة القديمة. وقال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق، برونو غيدو، إن تنظيم "داعش" كان يسيطر على المدنيين ويجبرهم على دخول المدينة القديمة.
وقال إنه مع عدم وجود أي طعام أو ماء أو كهرباء في المنطقة، فإن المدنيين "يعيشون في حالة تزداد سوءا من الذعر والرعب". "فهم محاطون بالقتال على كل جانب". والمدينة القديمة هي موطن مسجد النوري الذي رجع تاريخه لقرون عدة، حيث القى أبو بكر البغدادي زعيم "داعش" خطبة الجمعة في عام 2014، حيث أعلنت جماعته الخلافة الإسلامية في المناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق. وقد فقد المسلحون جزءا كبيرا من تلك الأراضي خلال السنوات الثلاث الماضية، وتعد الموصل آخر معاقل للتنظيم في العراق.
ومنذ بدء المعركة لاستعادة الموصل قبل تسعة أشهر، نزح ما يقدر بنحو 862 ألف شخص من المدينة، على الرغم من أن 195 ألف شخصا قد عادوا منذ ذلك الحين، معظمهم إلى الجزء الشرقي المحرر من المدينة. وقام "داعش" بالسيطرة على الموصل ومقاطعات في العراق وسورية في عام 2014، حيث أعلنت عن ولايتها للمناطق التي حكمتها.
وكان سقوط الموصل هو أسوأ هزيمة مُنيت بها القوات العراقية في الحرب مع تنظيم "داعش"، واستعادتها سيمثل تحولا كبيرا لقوات الأمن التي انكسرت واستمرت رغم تفوق الجهاديين الذين هاجموا المدينة الثانية في عام 2014. ومنذ ذلك الحين استولت قوات الأمن العراقية على جزء كبير من الأراضي التي استولى عليها تنظيم "داعش"، بما في ذلك ثلاث مدن، واستعاد معظم الموصل.
ويتعرض تنظيم الدولة الإسلامية أيضا لضغوط في معاقله السورية الأخيرة، الرقة، حيث تقدمت القوات الكردية العربية المدعومة من الولايات المتحدة أيضا في هجوم لاستعادة المدينة.
أرسل تعليقك