جوهانسبرغ ـ سامي لطفي
توقع البنك الدولي زيادة عدد سكان العالم بشكل سريع، على أن يتجاوز الثماني مليارات نسمة خلال السنوات العشر المقبلة، وسيصلون إلى تسعة مليارات في عام 2038.
وتعتبر أبرز المناطق، التي من المتوقع أن تكون مصدرًا للنمو السكاني المتزايد، هي شمال أفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى منطقة جنوب الصحراء الكبرى. وأصبح التعداد السكاني متزايدًا بدرجة كبيرة إلى الحد الذي يناقش فيه العلماء ما إذا كان العالم قد دخل عصرًا جديدًا، أصبحت فيه القوة البدنية للبشر المتواجدين على الأرض أكبر من قوة الطبيعة نفسها، وهو العصر الذي يعرف باسم "الأنثروبوسين".
ويرى خبراء السكان أن السبب الرئيسي في الزيادة الكبيرة في عدد السكان يتمثل في الانخفاض الكبير في عدد الوفيات في الدول النامية، وهو الأمر الذي يرجع بصورة مباشرة للتطور الكبير في مجال التطعيمات الصحية، في حين يبقى عدد المواليد في زيادة مطردة، حيث لا تظهر أي مؤشرات تدل على احتمال انخفاضه في المستقبل.
وتعدّ معدلات اللجوء الكبيرة إلى أوروبا من قبل الأفارقة والاسيويين، هي الأخرى عاملًا مهمًا، خاصة أن ذلك ربما يقدم لهم فرصة أكبر للعيش حياة أطول، في ظل التقدم المذهل في مجال الطب في القارة الأوروبية إذا ما قورنت بالمناطق الأخرى من العالم. وقالت "ديلي ميل" إن قارة أفريقيا شهدت طفرة سكانية هائلة خلال هذا القرن، حيث أنه من المتوقع أن يكون لديها 4.4 مليار شخص يعيشون هناك بحلول عام 2100، أي ما يعادل زيادة أربعة مرات عن التعداد السكاني الحالي.
وأكدت صحيفة "ديلي تيليغراف" البريطانية أن عددًا من المناطق في العالم، من بينها آسيا الوسطى، وأوروبا، وكذلك أميركا الشمالية شهدت تباطؤا في النمو خلال الأعوام الأخيرة، بينما بعض الدول، مثل اليابان وإيطاليا، تعاني من زيادة كبيرة في معدلات الشيخوخة لديها. والصين، والتي تعد أحد أهم الدول الدافعة للزيادة الكبيرة في السكان على مستوى العالم، تبنت ما يعرف بسياسة الطفل الواحد في عام 1979، إلا أنها بدأت في التخلي عنها منذ العام الماضي، نظرًا لإدراكها للحاجة الملحة إلى المزيد من السكان في سن العمل في المستقبل، وذلك لتعويض الزيادة الملحوظة في معدلات الشيخوخة لديها.
إلا أن منطقة جنوب الصحراء الكبرى أصبحت تقوم بدور رئيسي في قيادة الزيادة السكانية في العالم في المرحلة الراهنة. وبلغ تعداد السكان في قارة أميركا الشمالية حوالي 357 مليون نسمة في العام الماضي، وهو ما يعد ضئيلًا نسبيًا إذا ما قورن بالتعداد المتزايد الذي تشهده منطقة شرق اسيا، والتي يصل عدد السكان فيها إلى 2.3 مليار نسمة.
ولكن بالرغم من التعداد السكاني المتزايد في العالم، إلا أنه مازالت هناك مناطق، من بينها سيبيريا ومنغوليا وأجزاء كبيرة في أميركا اللاتينية وأستراليا تعاني من انخفاض حاد في عدد السكان. وكشفت دراسة، تم إجراءها في العام الماضي، أن الغالبية العظمى من سكان العالم يعيشون على مساحة لا تتجاوز 1 في المائة فقط من مساحة الأرض على هذا الكوكب، والتي تبلغ حوالي 196.9 مليون ميل مربع. ويتوقع تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن عدد سكان الأرض سيصل إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050.
أرسل تعليقك