علماء ينجحون في تطوير القمح ليتحمّل درجات الحرارة في السنغال
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

علماء ينجحون في تطوير القمح ليتحمّل درجات الحرارة في السنغال

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - علماء ينجحون في تطوير القمح ليتحمّل درجات الحرارة في السنغال

زراعة القمح بعد تجارب ليكون أكثر تحمُّلًا للحرارة
داكار ـ عادل سلامه

يستغرق القمح  وقتًا طويلًا للنمو في السنغال، ليتسبب في تعطيل الموسم الزراعي لزراعة الأرز، ولكن الآن زرعوا القمح لأنه بديل سريع النمو ومربح، وبعد أربع سنوات من التجارب، التي شهدت الآلاف من أصناف القمح التي اختبرت في حرارة شبه الصحراء المرتفعة، نجح العلماء في تحويل ما كان يعتقد في البداية أنه "فكرة مجنونة" في محصول غذائي حيوي جديد، ومع وجود أكثر من مليون شخص  من أصحاب الحيازات الصغيرة يعيشون على طول حوض نهر السنغال، الذي يمر أيضًا عبر مالي وموريتانيا.

وكانت هذه الأراضي مجالًا استراتيجيًا مهمًا لزراعة القمح.ويمكن أن تتحمل سلالة القمح درجات حرارة ثابتة حتى 40 درجة مئوية، ولكن طوَّرها المركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة "إيكاردا"، حيث تغطي ما يسمى الأراضي الجافة ما يزيد عن 40٪ من مساحة سطح الأرض، وعلى الرغم من التحديات، تبقى مراكز زراعية ضخمة، تدعم نصف الثروة الحيوانية في العالم.

وينظر عادة إلى القمح كمحصول مناخ بارد، حيث ينمو معظمه في نصف الكرة الشمالي، ولإيجاد سلالة قادرة على تحمل حرارة السافانا الأفريقية، ظهر مشروع بحث بصمة الجينوم بقيادة الدكتور فيليبو باسي من "إيكاردا" والبروفسور رودوميرو أورتيز، من الجامعة السويدية للعلوم الزراعية، وبدلًا من اتباع طريق الآلية العالمية، استخدم إيكاردا تقنيات تربية متطورة وبذرة فريدة تجمع بين خصائص السلالات الحديثة والقديمة، ويقول باسي "عندما كانت لدينا هذه الفكرة قبل خمس سنوات، ظن الناس أننا مجانين بعض الشيء، وبينما تزرع محاصيل مثل الذرة، والأرز،  سينمو القمح بالتأكيد صعودًا نحو الشمس، حيث تزهر الأزهار، إنه المكان الذي تنتج فيه  حبوب اللقاح وحيث توضع الحبوب كل ذلك في الأساس داخل الميكروويف، وإذا كان بإمكانك أن تنمو هنا، يمكنك أن تنمو في أي مكان. "

علماء ينجحون في تطوير القمح ليتحمّل درجات الحرارة في السنغال

وسيملأ القمح فجوة مهمة في موسم النمو الإقليمي، حيث يقوم المزارعون بزرع محصولين من الأرز سنويًا، إما جانبًا من فترة الشتاء المتبقي بين منتصف نوفمبر / تشرين الثاني، ومارس / آذار، حين يكافح محصول الأرز من أجل السيطرة.

وتتنوع الأصناف الجديدة من القمح سريع النمو، ويمكن حصاده خلال 92 يومًا فقط، مما يضمن أنه لن يؤثر على الأرز، ويمكن أن ينتج ستة أطنان للهكتار الواحد، على الرغم من أنه يتطلب كميات أقل من المياه مقارنة بالأرز، ويحتوي على خمسة أضعاف البروتين، بالإضافة إلى المزيد من الفيتامينات والمعادن، كما سيوفر القش علفًا مهمًا للماشية.

ويمتلك القمح القدرة على تحسين الأمن الغذائي في مناطق أخرى من العالم المعرضة لخطر ارتفاع درجات الحرارة، مثل السودان ونيجيريا ودول جنوب آسيا، وفاز المشروع في العام الماضي بـ50 ألف دولار جائزة "أولام" للابتكار في مجال الأمن الغذائي، ويقول باسي "بما أن تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، فستشمل فائدة انتشار هذه البذور إلى جميع البلدان تقريبًا".

ويقول باسكال كوسوث، مدير مؤسسة أغروبوليس، التي تدعم البحوث العلمية في مجال الزراعة وتشارك في رعاية جائزة "أولام " إن المنطقة الأفريقية لديها في المتوسط أدنى مستوى للإنتاجية الزراعية في العالم، لقد التزمت العديد من البلدان في القارة بزيادة الطلب على الغذاء من خلال واردات الغذاء من الخارج".

علماء ينجحون في تطوير القمح ليتحمّل درجات الحرارة في السنغال

وتشتري السنغال وحدها ما يقرب من 30 مليون يورو من القمح القاسي سنويًا من الخارج،  لصنع الكسكسي والمعكرونة، ولكن في الوقت الذي يكلف فيه طن من الحبوب تقريًبا 100 علبة من المعكرونة، من خلال زراعة القمح الجديد، يستطيع المزارعون تحويل طن واحد من الحبوب إلى 2000 علبة من المعكرونة، ولثمانية أشهر من السنة يزرع الأرز على أكثر من 200000 هكتار عبر البلدان الثلاثة، ويقول باسي إن استخدام هذه الأراضي لزراعة القمح بين محاصيل الأرز لديها القدرة على توليد 600 ألف طن من الأغذية الجديدة، والخطوة التالية هي زيادة الإنتاج من خلال دعم المزارعين وتطوير البنية التحتية من التخزين إلى الطحن، وإنشاء سوق للحبوب.

ويتطلب تطوير الإنتاج الزراعي المستدام في ظل الظروف المناخية القاسية ونظم الزراعة الأسرية جهدًا متكاملًا، من تربية النباتات ومنظومات البذور إلى نظم الإنتاج ، إلى سلسلة قيمة المنتجات، بالإضافة إلى إرشاد المزارعين وتدريبهم.

وتلعب التنمية الدولية دورًا مهمًا في دعم القرى في هذا الجزء من السنغال، مع وجود علامات على طول الطرق السريعة تعلن كيف تدعم الشركات من كوريا وإيطاليا وفرنسا مشاريع مختلفة من الطاقة المتجددة إلى الزراعة المستدامة.

ويقول بيندو وهو متبرع أجنبي، إن ما يملكونه الأفارقة هو أرض جاهزة للزراعة، ولكنهم يحتاجون إلى الآلات والتدريب، وبطبيعة الحال البذور، وفي الوقت الذي أقرت فيه الحكومة السنغالية بأهمية المشروع، فإنها لم تدعم المخطط بعد، ولكن باسي يأمل أن تتدخل الوكالات الدولية والشركات الخاصة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء ينجحون في تطوير القمح ليتحمّل درجات الحرارة في السنغال علماء ينجحون في تطوير القمح ليتحمّل درجات الحرارة في السنغال



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia