المحاكم العراقية لا تتسامح مع السيدات المنضمات لـ داعش
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

المحاكم العراقية لا تتسامح مع السيدات المنضمات لـ "داعش"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المحاكم العراقية لا تتسامح مع السيدات المنضمات لـ "داعش"

المواطنة الفرنسية جميلة بوتاو
بغداد ـ نهال قباني

احتضنت المواطنة الفرنسية، جميلة بوتاو، 29 عامًا، ابنتها البالغة من العمر سنتنين، وتوسلت من حولها بمساعدتها، حيث إنها متهمة بكونها عضو في تنظيم "داعش" المتطرف، وقالت "أنا سُأسجن هنا، هل أواجه عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة، لا أحد يخبرني بشيء، لا السفير ولا حتى الموجودين في السجن".

أرامل "داعش" في محكمة بغداد:

واقترب حراس محكمة بغداد منها وهي تواصل كلامه، وكذلك المتهمات الآخريات ومعظمهن من آسيا الوسطى أو تركيا، فقدن أزواجهن، وكذلك أطفالهن بعد انهيار "داعش" في العراق في العام الماضي. وتوسلت بوتاو إلى من حولها، قائلة "لا تدعوهم يأخذون ابنتي بعيدًا عني، أنا على استعداد لتقديم المال، في حال استطعت الاتصال بوالدي، أرجوكم أخرجوني من هنا"، ومع كل ذلك، انتهت محادثة السيدة الفرنسية، وعادت إلى زاوية الغرفة، في انتظار القاضي في الغرفة المجاورة لاستداعائها، ولم يكن هناك أي مسؤول فرنسي، ولا أي شيء له علاقة بحياتها السابقة في مدينة ليل الفرنسية، وإذا تمت إدانتها بالانضمام إلى الجماعة المتطرفة، فإنه سيطبق عليها عقوبة الإعدام أو تعيش طوال حياتها في سجن بغداد المركزي.

وكانت جميع النساء في المحكمة في الأسبوع الماضي، أرامل نظرًا لموت أزواجهن في الحرب التي أطاحت بداعش في معظم أنحاء العراق، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من أعضاء التنظيم، وفي بعض الحالات، انضمت السيدات إلى التنظيم برغبتهمن، وسافرن وحدهن من أوروبا ووسط أسيا أو مع أزواجهن، إلى ما يعتقدن أنها الأرض الموعودة.

أوروبا لا تريد عودة مواطنيها المنضمين لـ "داعش":

ويُقدر وجود أكثر من 40 ألف أجنبي من 110 دولة، سافروا إلى سورية والعراق للانضمام إلى الجماعة المتطرفة، ومن بين هؤلاء حوالي 1900 فرنسي و800 بريطاني. ووصلت بوتاو إلى العراق في عام 2014، مع زوجها محمد نصر الدين وطفلين، وقُتل زوجها في الموصل في عام 2016، وكذلك ابنها عبد الله، بعد عام واحد، تم أسرها من قبل البشمركة الكردية في شمال العراق، وأُرسلت في نهاية المطاف إلى بغداد، حيث أصبحت المحكمة المحصنة في وسط العاصمة نقطة محورية في عصر ما بعد داعش، نظرًا لمحاكمة أعضاء التنظيم بها.

واُعتقل ما يصل إلى 1000 امرأة متهمات بالانتماء إلى "داعش" من أنقاض البلدات والمدن العراقية، وهن الآن محتجزات في بغداد لمواجهة محاكمات من المجتمع والحكومة التي لا تزال تعاني من جراح عميقة خلال السنوات الأربع الماضية، حيث الغضب الموجه ضد المقاتلين الأجانب وعائلاتهم، ويوجد ما يصل إلى 820 رضيعًا يرافقون النساء، وبعضهم الآخر لم يولد بعد.

وتستمر جلسة الاستماع نحو 10 دقائق في المحكمة الجنائية المركزية في بغداد، والتي حكمت على 40 سيدة أجنبية بالإعدام، والعشرات منهم بالسجن مدى الحياة، منذ ما يسمى بإنهيار الخلافة. وما تزال فرنسا والدول الأوروبية الأخرى معادية لمواطنيها المتواجدين الآن المحاكم العراقية، ويصرون على وجوب مواجهتهم العدالة في العراق، وقد أظهرت الحكومة الفرنسية بعض التساهل تجاه الأطفال الذين تيتموا بسبب القتال، ولكن لا شيء تجاه البالغين الذين اتخذوا قرارات للانضمام إلى المجموعة، ففي وقت سابق من هذا العام، قالت وزيرة الدفاع، فلورنس بارلي، إن أولئك الذين أُعيدوا إلى فرنسا "سيحاسبون على أفعالهم.

العراقيون لن يسامحوا المنضمين لـ "داعش":

ومع طرد "داعش" الآن بالكامل من أراضي العراق، لا يوجد حديث يذكر عن المصالحة، أما العراقيين يقولون إن هؤلاء السجناء ملعونين، ولا يستحقون الرحمة، بما في ذلك النساء. وفي نفس المحكمة قبل يوم واحد، تم تبرئة امرأة عراقية من جميع التهم وأُفرج عنها بعد أن نجحت في تصعيد الدفاع بأن شقيقها أجبرها على الانضمام إلى "داعش"، في حين أن بعض النساء العراقيات، وعدد كبير من الرجال، قد حُكم عليهم بالإعدام لدورهم في دعم الجماعة المتطرفة.

لم يحصل إلا عدد قليل من النساء الأجنبيات على أي امتيازات، ويقول بيلكيس ويل، باحثة عن العراق في منظمة هيومان رايتس ووتش" في أذهان العراقيين والقضاء والحكومة، بحكم كونك أجنبي واختارت أن تعيش في إقليم "داعش"، يعدّ أمرًا غير مقبول وبالتالي يوجه اللوم إليك، كما أن الأمر ليس كما هو في حالة النساء العراقيات، حيث الأدلة المحددة غالباً ما تقلل من العقوبات، فإذا اشتريت تذكرة طائرة وعبرت الحدود واتخذت اختياراتك، فأنت أكثر تعرضًا للخطر. "

وكانت قاعة المحكمة العراقية تعج بالرجال، وحُكم على 12 منهم بالإعدام، وبعدها جاء دور فتاة تدعى زهراء عبد الواهاب القاقي، 17 عامًا، في الأصل من طاجيكستان، حملت طفلتها وكانت ترتدي الحجاب، وبدت متلهفة ثم قالت" تم إحضاري إلى سورية قبل خمس سنوات مع وأبي وأمي، وتزوجت من رجل تركي، كان طيبًا معي، وهذه طفلتي، استقرينا في العراق، ولكن والدي وزوجي توفيا، وأنا الآن مسجونة مع والدتي وابنتي، أريد العودة إلى بلادي حتى ولو كانت الأوضاع غير جيدة، لم أكن أرتدي الحجاب في بلادي، "داعش" جيدة علمتني كيف ارتديه".

بعضهن انضم إلى "داعش" بإرادتهن:

وجاءت المزيد من السيدات إلى قاعة المحكمة، منهن الروسية والتركية، واثنين من قيرغيزستان، وفي هذا السياق، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، إنه على الرغم من حثها على مدى العامين الماضيين، لم تكن هناك أي إشارة إلى قيام المحامين بلعب دور أكثر استباقية، أو سعي القضاء للحصول على أدلة موضوعية إضافية للملاحقات القضائية".

وقال مسؤول خلال فترة استراحة المحكمة، إن العدالة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الغريزة "لقد عملت هنا لمدة 10 سنوات وأستطيع أن أعرف الأبرياء بنظرة واحدة في أعينهم، يمكنني أن أخبركم قصص الرعب وأستطيع مشاركة لحظات السحر ".

وأكد بعض الحراس الذين يحضرون النساء إلى قاعة المحكمة، إن معظمن غير نادم على الانضمام بـ"داعش"، حتى أن بعضهن يصفن الحراس بالكفرة. ويبقى السؤال الأكثر إلحاحًا وغرابة للسلطات العراقية هو مصير الأطفال، ولكن قال أحد الحرا" حين يكبر هؤلاء الأطفال سيكونوا مثل أمهاتهم"، ولكن رد أخر قائلًا" من الخطأ قول ذلك، كل الأطفال أبرياء".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحاكم العراقية لا تتسامح مع السيدات المنضمات لـ داعش المحاكم العراقية لا تتسامح مع السيدات المنضمات لـ داعش



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia