المصالح الخاصة تجعل بعض الحروب في العالم تحظى باهتمام أميركي أكثر من غيرها
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

المصالح الخاصة تجعل بعض الحروب في العالم تحظى باهتمام أميركي أكثر من غيرها

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المصالح الخاصة تجعل بعض الحروب في العالم تحظى باهتمام أميركي أكثر من غيرها

الحرب في سورية
واشنطن يوسف مكي

تحظى بعض الحروب مثل الحرب السورية باهتمام كبير مما يمكن أن يساعد على الضغط من أجل اتخاذ قرارات لحل الأزمة، ولكن يتم تجاهل حروب أخرى كثيرة مثل الصراع في اليمن.
هناك بعض الأسباب الواضحة ومنها أن نطاق الحرب في سورية كارثي وأسوأ بكثير مما هو الموجود في اليمن، ومع ذلك لايزال الاهتمام أيضاً غير معتمد على الأرقام. على سبيل المثال، الصراع في شرق الكونغو قتل وشرَّد الملايين من الناس ولكنه لم يتلقَّ الا اهتمامًا دوليًا قليلًا.

وتعد الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة الباقية في العالم، ومع ذلك يكون الاهتمام الأكبر للأميركيين خاصًا بشؤونهم الداخلية، ولهذا يتعجب كثير من الناس بسبب قيام القنوات الأميركية بتغطية المواضيع الخاصة بدول العالم بشكل أقل مما تفعله قنوات الدول الاخرى في تغطية الأخبار الخاصة بأميركا. ولذلك، يبدو أن الاهتمام الأميركي في غاية الاهمية وفي نفس الوقت صعب المنال بشكل محبط.

ولكن عندما يتساءل العالم لماذا تنسى أميركا الحرب في اليمن والصراعات الأخرى؟ تكون الإجابة هي أن هذا التجاهل هو الأمر الطبيعي وليس استثناء بسبب أن الولايات المتحدة لا تهتم بأي صراع الا اذا كان يتعلق بمصالحها الخاصة. ولذلك، فإن تجاهل الحروب الموجودة في جنوب السودان وسريلانكا واليمن هو أمر طبيعي للغاية، اما الحرب السورية فهي استثناء نادر بسبب عدة عوامل، لأنها تضع مصالح الولايات المتحدة في خطر، بما في ذلك حياة مواطنيها حيث أن تنظيم "داعش" قد قام بقتل رهائن أميركيين وارتكبوا هجمات إرهابية ضد الغرب.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما قد رفضت القيام بقصف سورية في عام 2013، وهذا ما أدى إلى حدوث نزاع سياسي داخلي قام فيه السياسيون والعامة بالتركيز على الأزمة السورية والتأكيد على أهمية الحرب. وعلى الرغم من اشتراك تنظيم "القاعدة" في الحرب اليمنية، لم يكن لهذا الأمر أي دور في التأثير على المصالح الأميركية والأوروبية. كما انه ليس هناك قصة واضحة في اليمن تحكي محاربة الخير ضد الشر، حيث أن البلاد قد تم تمزيقها من قبل مجموعة متنوعة من الفصائل المتحاربة على الأرض وضربات جوية تقوم بها المقاتلات السعودية التي تُعتبر حليفاً للولايات المتحدة.

وتعد الحرب اليمنية أقل جاذبية للمصالح السياسية الأميركية، فالمتمردون الحوثيون في اليمن لا يشكلون تهديداً مباشراً يمكنه جعل السياسيين الأميركيين يحشدون ضده. وعلى الجانب الآخر من الصراع تقتل الغارات الجوية السعودية المدنيين وتستهدف المستشفيات وعمال الإغاثة، وفي بعض الأحيان تكون هذه التصرفات مدعومة من الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من ذلك، ليس مستحيلًا لحروب اخرى أن تستحوذ على الاهتمام الأميركي. على سبيل المثال، كانت الأزمة في دارفور، السودان قضية شهيرة في الولايات المتحدة في بداية الألفية الجديدة على الرغم من أنها لم يكن لها أثر مباشر على المصالح الأميركية. ولكن الأزمة في دارفور كانت قد قامت بتقديم قصة بسيطة ومقنعة، حيث أن الرئيس السوداني عمر البشير وأعوانه كانوا يرتكبون الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء وأنه يمكن لأميركا وقفها. وعلى ما يبدو كان هذا الأمر وسيلة أميركية لتصحيح فشلهم في ايقاف الإبادة الجماعية في رواندا قبل عشر سنوات وإثبات أنهم قد تعلموا الدرس جيداً.

المصالح الخاصة تجعل بعض الحروب في العالم تحظى باهتمام أميركي أكثر من غيرها

كما كان الصراع في دارفور مناسباً للحالة السياسية الداخلية في ذلك الوقت، حيث كان شعار "الخروج من العراق، إلى دارفور" قد قدم فكرة التدخل في دارفور كبديل لحرب جورج دبليو بوش الاستباقية على العراق. ولكن دارفور كانت مثل سورية استثناء وليست قاعدة.

وبالنظر إلى الصراع في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، يمكن أن نجد حالة مماثلة للوضع في دارفور وسورية. فقد ادت الحرب في الكونغو إلى مقتل ملايين من الناس بسبب العنف والجوع والمرض، كما شُرد الملايين ايضاً. ويستخدم المتمردون الاغتصاب كسلاح في الحرب ويقومون بتجنيد الأطفال.

وعلى عكس الصراع في دارفور، لم يكن هناك وجود لشخص سيء في حرب الكونغو. ولكن بدلاً من ذلك، كان هناك العديد من الجماعات المقاتلة التي ارتكبت جميعها جرائم فظيعة. وكانت الحرب في الكونغو لها علاقة بالمصالح الأميركية حيث أن شرق البلاد يعد مصدراً مهماً للمعادن المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، ولكن معظم الناس في الولايات المتحدة لا يعرفوت "التانتالوم."

وعلى الرغم من الحملات التي قامت بها بعض الصحف الأميركية، لم يتلقَّ شرق الكونغو أبداً اهتماماً من صناع السياسة الأميركية أو الرأي العام الأميركي.
هناك حروب أخرى دخلت دائرة الضوء للحظات ولكنها بعد ذلك تلاشت. عندما اختطفت جماعة "بوكو حرام" مئات الطالبات في شمال نيجيريا في أبريل/نيسان من عام 2014، اهتم الأميركيون بالواقعة وطالبوا بفعل أي شيء من أجل انقاذهن. ولكن مع مرور الأشهر بالاضافة الى فشل الحكومة النيجيرية في انقاذ الأطفال، تضاءل هذا الاهتمام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصالح الخاصة تجعل بعض الحروب في العالم تحظى باهتمام أميركي أكثر من غيرها المصالح الخاصة تجعل بعض الحروب في العالم تحظى باهتمام أميركي أكثر من غيرها



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia