لُقب مرشد جوي بالبطل ، بعد أن ظل في موقعة أثناء حدوث هزة أرضية ، للتأكّد من أن طائرة تقل مئات الركاب تقلع بأمان. وكان انتونيوس جوناوان اجونج ,البالغ من العمر 21 عامًا يعمل في مطار موتيارا سيسفري الجفري في بالو في جزيرة سولاويزي وسط إندونيسيا مساء الجمعة عندما ضربها زلزال بلغت قوته 6.1 درجة وتلاه زلزال بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر.
وأنقذت أفعالة من دون شك حياة العشرات ، ولكن ما لا يقل عن 384 شخصًا قتلوا في كارثة تسونامي ، وجرح 500 آخرين بعد أن اجتاحت الأمواج جزيرة يصل ارتفاعها إلى 20 قدمًا ، مع ارتفاع المخاوف من ارتفاع عدد القتلى إلى الآلاف.
وتسببت الهزات الأرضية في تشقق مدرج الطائرات ، بينما كانت طائرة الباتيك إير 6321 تستعد إلى الانطلاق مع مئات الأشخاص على متنها. وبقي اجونج مكانه، على الرغم من هروب زملائه من أجل حياتهم عندما بدأ برج التحكم في التأرجح حيث انشقت الأرض تحتها.
وبقي اجونج وحده في البرج المتهالك حتى تأكّد أنه فعل ما توجب عليه فعله لتقلع الطائرة بأمان في الهواء. ويبدو أن شجاعته قد انقذت حياة جميع الركاب وطاقم الطائرة على متن الطائرة ، حيث دُمِّرت المدينة في وقت لاحق بسبب تسونامي الناجم عن الزلزال.
وبدأ المبنى يهتز بعد وقت قصير من مغادرة الطائرة ، وخوفًا من أن يكون محاصرًا تحت الأنقاض إذا انهار البرج حوله ، قفز اجونج من نافذة الطابق الرابع. ونُقل إلى المستشفى حيث تعرّض لإصابات داخلية وكسر في ساقه. وتم استدعاء طائرة هليكوبتر لنقله إلى مستشفى آخر للحصول على رعاية متخصصة ، وكان من المقرر أن يتم نقله مرة أخرى من المطار صباح يوم السبت. ومع ذلك ، توفي قبل وصول المروحية.
و تلقى البطل المتوفي ، مئات من الإشادات يوم السبت بينما كان الجنود يحملون جثته إلى مثواها الأخير . كان على بعد شهر واحد من عيد ميلاده الثاني والعشرين. كما زاد رؤساء طيران شركةAirNav من رتبته بمستويين تقديرًا للتضحية التي قدمها.
وتسببت العواقب الناجمة عن الزلزال في حدوث أمواج مد عاتية ضخمة مساء الجمعة أسفرت عن مقتل قرابة 400 شخص وإصابة 540 آخرين في مدينة بالو وحدها.
وقال نائب الرئيس يوسف كالا ,إن عدد القتلى قد يرتفع إلى آلاف,و يخشى العديد من السكان المحليين من العودة إلى منازلهم وقد قرروا النوم في الظلام في الخارج بعد الهزات المتبقية التي تحدث على مدار اليوم. كما تسبب فى صعوبة التواصل مع مدن أخرى معروفة بقربها إلى مركز الزلزال الزلزال بسبب قطع الكهرباء والاتصالات عنها
وتعطلّت عمليات البحث والإنقاذ في بالو بسبب الانهيار الأرضي الذي قطع الطريق السريع الرئيسي في المدينة. وغطت الجثث الشواطئ في بالو يوم السبت حيث كان من المفترض أن يقام احتفال بمناسبة ذكرى المدينة في المساء السابق. وكان جدار المياه الذي كان يصل ارتفاعه إلى 20 قدما قد ضرب سواحل المدينة بسرعة 500 ميل في الساعة ، تاركا الآلاف بلا مأوى حيث جرفت المباني والسيارات والبنية التحتية.
و تسلّق بعض المواطنين أشجار 18 قدمًا هربًا من تسونامي ونجوا. وتتصاعد المخاوف فى مدينة الصيد في دونجالا التي كانت أقرب إلى مركز الزلزال الذي لم يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليها. و تضررت بلدة ماموجو بشدة ، ولكن من المستحيل الوصول إليها حاليًا بسبب الطرق المدمرة وتعطيل الاتصالات. وتم توجيه انتقادات إلى وكالة الجيوفيزياء التابعة للمدينة من أجل رفع تحذير تسونامي بعد 34 دقيقة من إصداره للمرة الأولى، وهو ما قد يؤدي إلى الارتباك وتفاقم عدد القتلى.
و ارتفع عدد الضحايا ، بسبب أن مئات الأشخاص قد نزلوا على شاطئ بالو لإقامة مهرجان للاحتفال بالذكرى السنوية للمدينة ، والذى كان من المقرر أن يبدأ ليلة الجمعة.
أرسل تعليقك