دمشق - نور خوام
هاجم عبد الله الكردي والد الطفل السوري، إيلان الذي لقي مصرعه اثناء محاولة أسرته الهجرة إلى أوروبا، زعماء العالم بسبب فشلهم في وضع حد لإراقة الدماء في بلاده. وكانت صورة جثة ايلان التي جرفتها المياه إلى شاطىء تركي قد هزَّت العالم قبل عام، وأصبحت رمزاً لأزمة المهاجرين.
وفقد عبد الله الكردي ايضاً ابنه الأكبر غالب، خمسة اعوام، وزوجته رحاب، 35 عاماً، جراء غرق قاربهم. ولفت الى أن السياسيين بعد وفاة افراد عائلتي أكدوا ان هذا لن يحدث مجدداً، كان الجميع يريدون أن يفعلوا شيئاً بسبب كون الصورة مؤثرة ولكن ما الذي يحدث الآن؟ الناس ما يزالون يموتون ولا يفعل أحد أي شيء حيال ذلك"، قال الكردي في حوار مع صحيفة "بيلد" الالمانية.
وخلال الحوار، انهمر دموع الكردي، الذي يعيش الآن في مكان يخضع لحراسة في مدينة أربيل العراقية، وهو حاليًا لا يرى سبباً للعيش من دون عائلته. وأضاف: "أنا الآن ربما أكثر أماناً من أي وقت مضى في حياتي، ولكن من أجل ماذا؟".
ولقي حوالي 400,000 شخص حتفهم منذ بداية الحرب الأهلية في سورية في عام 2011، بالاضافة الى مقتل الالاف في العراق بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مناطق كثيرة. وبحسب التقديرات، فر أكثر من أربعة ملايين شخص من العنف في سورية كلاجئين، ولكن لقي الآلاف حتفهم بسبب غرق القوارب المكتظة بالمهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.
ويُعتقد أن إيلان واسرته كانوا متجهين إلى جزيرة "كوس" اليونانية عندما غرق قاربهم بالقرب من تركيا العام الماضي. وبعد الوفاة المأساوية للطفل السوري، وعد رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون باستضافة 4000 لاجئ سوري سنوياً في بريطانيا، ولكن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن. وبعد عام واحد من واقعة إيلان الكردي، ما يزال يموت الآف الأطفال في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه"، كما قال مدير برنامج منظمة العفو الدولية للاجئين في بريطانيا، ستيف سيموندز.
وأضاف أن غضب الناس كان يجب أن يكون نقطة تحول سياسية، ولكن كانت الاستجابة العالمية لأزمة اللاجئين منذ وفاة إيلان كارثية. اعلنت الحكومة البريطانية انها تهدف لاستضافة 20,000 لاجئ سوري بحلول عام 2020 ولكن هذا الرقم قليل جداً".
أرسل تعليقك